Scroll
d
من شكر نعمة الله، واعترف بأنها فضله، وأنها لا تدل على شرف، ولكن تدل على الابتلاء والاختبار، فأدى حق نعمة الله تعالى، أدى حق الله تعالى، وشكر نعمته، فإن ربنا سبحانه سيزيده من فضله، قال الله تعال : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ :: نتواصى أيضا بأن يُعَلِّمَ بعضنا بعضا، ويرشد بعضنا بعضا، كل مَنْ رأى أخاه عليه خَلَلٌ أو نقص في أمر من أمور العبادة ألا يهمله، بل ينبهه، ويبين له الحق والصواب حتى تَبْرَأَ ذمته، وحتى يكون أخوه مثله في قبول عبادته، وفي ترك ما حرم الله تعالى عليه . :: إذا ابْتُلِيَ الإنسان فوقع في شيء من الفواحش، كالزنا، واللواط، وشرب الخمر، وما أشبهه، فعليه أن يتوب بينه وبين رَبِّهِ، وعليه أن يُظْهِرَ الندم على ما فعل، وأن يُعَاهِدَ الله على أنه لا يعود إلى شيء من هذه المحرمات، وأن يُظْهِرَ الندم والأسف على ما فعل، وأن يَسْتَعِفَّ من الحلال عن الحرام. :: إذا تمسكت أيها المسلم بهذا الدين، ولم تلتفت إلى شيء مما يدعو إليه الشيطان، وأعوان الشيطان، فإن عليك أن تتحمل، وتصبر على الأذى الذي ينالك من أعداء الله تعالى، ومن أولياء الشيطان، ولو رَمَوْكَ بأنك متشدد ومُتَزَمِّتٌ، أو أنك رَجْعِيٌّ، أو أنك ضعيف الإرادة، أو أنك لا تنظر إلى مستقبلك، ولا تصلح أمرك، أو أنك غالٍ من أهل الْغُلُوِّ، ومن أهل التزمت والشدة في الأمور، أو أنك تُحَرِّمُ الحلال، أو ما أشبه ذلك، فعليك أن تتحمل، وعليك أن تَصْبِرَ على ما يقوله هؤلاء، والله تعالى معك . :: يجب على أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يُذَكِّرُوا الناسي، ويعلموا الجاهل، ويرشدوا الحيران، ويهدوا مَنْ ضَلَّ عن سبيل الله تعالى، ويساعدوا أو يُقَوُّوا من تكاسل؛ وبذلك ينتبه المسلمون، ويتعلمون ويعملون، وذلك أن المسلمين وإن كانوا يأتون بالشهادتين، ويُصَلُّون، ويصومون، ويتعبدون بالعبادات التي أمر الله بها، ولكن لا بد أن يكون معهم خَلَلٌ، وأن يكون هناك نقص؛ فيحتاجون إلى مَنْ ينبههم على ما عندهم من الخلل أو من النقص . :: رُوِيَ عن عمر رضي الله عنه أنه قال: مَنْ أراد أن يكون مِنْ خير أمة أخرجت للناس فَلْيُؤَدِّ شرط الله.. شَرْطُ الله هو : تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ قَدَّمَ الأمر والنهي على الإيمان -مع أن الإيمان شرط لذلك- ولكن لِيَدُلَّ على أهمية ذلك، وعلى فضله، وعلى وجوبه على هذه الأمة .
تم -ولله الحمد- تفعيل خدمة (الواتساب) لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله- .. تفيدكم الخدمة بدرر ومقتطفات نصية ومرئية من تراثه العلمي، وتستقبلون من خلالها رسائل منوعة على مدار اليوم.
::
بشرى كريمة لطلاب العلم ومحبيه .. الدرر المبتكرات في شرح أخصر المختصرات لسماحة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
::
ننبه الإخوة أنه لا صحة لما انتشر فى الآونة الأخيرة عن الرقية المنسوبة لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله -؛ حيث لم نجدها عندنا كما أن ألفاظها لا تصح أن تكون عن الشيخ رحمه الله
::
الاثنين 17 جمادى الأولى 1446 05:43 مساءً
محاضرة
والدي كما عرفته-الجزء الثاني
لفضيلة الشيخ الدكتور
عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين
لمشاهدة الإعلان اضغط هنا
المكتبة النصية
العقيدة
الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله.. مسألة: إثبات صفة الكلام لله تعالى
مسألة: إثبات صفة الكلام لله تعالى
عدد المشاهدات ()
قوله:
( ومن صفات الله تعالى؛ أنه متكلم بكلام قديم، رأس> يُسمِعُه من شاء من خلقه ، سَمِعه موسى اسم> عليه السلام، من غير واسطة وسمعه جبريل اسم> عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله، وأنه - سبحانه - يُكلِّم المؤمنين في الآخرة ويكلِّمونه، ويأذن لهم فيزورونه ، قال الله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> [ النساء:164 ] آية> وقال سبحانه: رسم>
يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> [ الأعراف: 144 ] آية> وقال سبحانه: رسم>
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن>
رسم> [ سورة البقرة:253 ] آية> وقال سبحانه: رسم>
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن>
رسم> [ الشورى:51 ] آية> . )
شرح:
هذه من الأدلة على أن الله - تعالى - متكلم ويتكلم إذا شاء، والدليل قوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> واضح في أن الله كلم موسى اسم> وأنه أسمعه كلامَه، وكذلك قوله تعالى : رسم>
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن>
رسم> يعني: موسى اسم> أو يعني مِن الرسل مَن كلمه الله ، وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> ( الأعراف:143 ) آية> إلى قوله تعالى: رسم>
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> ( الأعراف:144 ) آية> واضح في أن الله كلَّمه، وأنه اصطفاه، واختصه برسالته، وبتكليمه له ، وأن الله أسمعه الكلام.
وقد ذُكر أن أحد الجهمية جاء إلى أبي عمرو بن العلاء اسم> - أحد القراء السبعة في العراق اسم> - وقال: أريد منك أن تقرأ هذه الآية: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> ( النساء:164 ) آية> بنصب ( اللهَ )، وقصده أن يكون موسى اسم> هو الذي كلم ربَّه، لا أن الله هو الذي كلم موسى اسم> يريد بذلك نفي كلام الله لموسى، اسم> ولكن أبا عمرو اسم> رحمه الله قال له : هَبْ أني قرأت أنا أو أنت هذه الآية هكذا، فكيف تفعل بقول الله تعالى : رسم>
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> هل تستطيع أن تغيرها؟ هل تستطيع أن تقدم فيها أو تؤخر؟ فتحير ذلك الجهمي ، وعرف أنه لا حيلة له في تغيير هذه الكلمة.
أراد أن يحرفها تحريفًا لفظيًّا، ويجعل الكلام من موسى اسم> لا من الله؛ في قوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> فجاءت هذه الآية التي تبطل تحريفه رسم>
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> فقدم الضمير المفعول به، والرب هو المكلِّم - فلم يكن له فيها حيلة.
ثم ذكر شيخ الإسلام اسم> أن المعتزلة والجهمية تأولوا هذه الكلمة فحرفوها تحريفًا عجيبًا ؛ فقالوا: التكليم: التجريح؛ قال تعالى: رسم>
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> رسم>
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن>
رسم> ( البقرة:253 ) آية> يعني: جرحه بأظافر الحكمة، وقالوا: إن الجُرح هو الكَلم كما في قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> ما من مكلوم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلمِ ؛ لونه لون دم وريحه مسك رسم>
.
فذهبوا مذهبًا بعيدًا، وفسروا التكليم بأنه التجريح - سبحان الله! وهل التجريح شرف ؟ وهل فيه ميزة لموسى اسم>؟ ولماذا اختصه بقوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> بعد ما ذكر أنه أوحى إلى النبيين بقوله تعالى رسم>
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ قرآن>
رسم> ( النساء:163 ) آية> لو كان ذلك هو التجريح ما كان فيه فضيلة، كيف يكون جرحه بأظافير الحكمة؟ فإن التجريح عذاب سواءً كان حسيًّا أو معنويًّا، ثم يبطله أيضًا قوله تعالى: رسم>
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> ( الأعراف:144 ) آية> ولم يقل بتكليمي، والكلام واضح في أنه أراد ما سمعه من كلام الله له، فبطل بذلك تأويلهم.
كذلك أيضا قوله تعالى: رسم>
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا قرآن>
رسم> ( الشورى:51 ) آية> ليس المراد أن يجرحه إلا وحيًا، وهل الوحي تجريح بأظافير الحكمة ؟! فعرف بذلك أن التكليم هو الكلام، ولهذا قال تعالى: رسم>
أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن>
رسم> ( الشورى:51 ) آية> يعني أو يْكلِّمه من وراء حجاب كما حصل لموسى اسم> .
وقوله:
( وقال تعالى: رسم>
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ قرآن>
رسم> ( طه:11-12 ) آية> وقال تعالى: رسم>
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي قرآن>
رسم> ( طه:14 ) آية> وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله.
شرح:
من الأدلة أيضًا:
آيات النداء، فالنداء لا يعرف إلا بالكلام ، وقد ذكر الله النداء في عدة آيات ، ففي سورة القصص ذكره في ثلاث آيات ؛ قال تعالى: رسم>
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قرآن>
رسم> ( القصص:62 ) آية> رسم>
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ قرآن>
رسم> ( القصص:65 ) آية> فالنداء لا يكون إلا بصوت، وبكلام مسموع: قال الله تعالى : رسم>
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قرآن>
رسم> ( الشعراء:10 ) آية> وقال تعالى : رسم>
هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى قرآن>
رسم> ( النازعات:15-16 ) آية> وفي هذه الآية رسم>
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ قرآن>
رسم> إلى قوله تعالى: رسم>
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي قرآن>
رسم> ( طه:11-14 ) آية> وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا قرآن>
رسم> ( مريم:52 ) آية> .
فلا شك أن النداء كلام مسموع ، فلا بد أن يكون كلام الله الذي تكلم به من الكلام المسموع الذي فهمه موسى اسم> ولهذا لما سمع كلام الله سأل النظر إليه، وقال: رسم>
رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قرآن>
رسم> ( الأعراف:143 ) آية> الآية، فدل على أنه سمع كلام الله، ولا شك أن موسى اسم> سمع قول الله تعالى: رسم>
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي قرآن>
رسم> ( طه:14 ) آية> من الذي قال هذا لموسى اسم> ؟ هل قالته الشجرة ؟! .
مسألة>
-45-
قوله:
( ومن صفات الله تعالى؛ أنه متكلم بكلام قديم، رأس> يُسمِعُه من شاء من خلقه ، سَمِعه موسى اسم> عليه السلام، من غير واسطة وسمعه جبريل اسم> عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله، وأنه - سبحانه - يُكلِّم المؤمنين في الآخرة ويكلِّمونه، ويأذن لهم فيزورونه ، قال الله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> [ النساء:164 ] آية> وقال سبحانه: رسم>
يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> [ الأعراف: 144 ] آية> وقال سبحانه: رسم>
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن>
رسم> [ سورة البقرة:253 ] آية> وقال سبحانه: رسم>
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن>
رسم> [ الشورى:51 ] آية> . )
شرح:
هذه من الأدلة على أن الله - تعالى - متكلم ويتكلم إذا شاء، والدليل قوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> واضح في أن الله كلم موسى اسم> وأنه أسمعه كلامَه، وكذلك قوله تعالى : رسم>
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن>
رسم> يعني: موسى اسم> أو يعني مِن الرسل مَن كلمه الله ، وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> ( الأعراف:143 ) آية> إلى قوله تعالى: رسم>
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> ( الأعراف:144 ) آية> واضح في أن الله كلَّمه، وأنه اصطفاه، واختصه برسالته، وبتكليمه له ، وأن الله أسمعه الكلام.
وقد ذُكر أن أحد الجهمية جاء إلى أبي عمرو بن العلاء اسم> - أحد القراء السبعة في العراق اسم> - وقال: أريد منك أن تقرأ هذه الآية: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> ( النساء:164 ) آية> بنصب ( اللهَ )، وقصده أن يكون موسى اسم> هو الذي كلم ربَّه، لا أن الله هو الذي كلم موسى اسم> يريد بذلك نفي كلام الله لموسى، اسم> ولكن أبا عمرو اسم> رحمه الله قال له : هَبْ أني قرأت أنا أو أنت هذه الآية هكذا، فكيف تفعل بقول الله تعالى : رسم>
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> هل تستطيع أن تغيرها؟ هل تستطيع أن تقدم فيها أو تؤخر؟ فتحير ذلك الجهمي ، وعرف أنه لا حيلة له في تغيير هذه الكلمة.
أراد أن يحرفها تحريفًا لفظيًّا، ويجعل الكلام من موسى اسم> لا من الله؛ في قوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> فجاءت هذه الآية التي تبطل تحريفه رسم>
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> فقدم الضمير المفعول به، والرب هو المكلِّم - فلم يكن له فيها حيلة.
ثم ذكر شيخ الإسلام اسم> أن المعتزلة والجهمية تأولوا هذه الكلمة فحرفوها تحريفًا عجيبًا ؛ فقالوا: التكليم: التجريح؛ قال تعالى: رسم>
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> رسم>
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن>
رسم> ( البقرة:253 ) آية> يعني: جرحه بأظافر الحكمة، وقالوا: إن الجُرح هو الكَلم كما في قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> ما من مكلوم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلمِ ؛ لونه لون دم وريحه مسك رسم>
.
فذهبوا مذهبًا بعيدًا، وفسروا التكليم بأنه التجريح - سبحان الله! وهل التجريح شرف ؟ وهل فيه ميزة لموسى اسم>؟ ولماذا اختصه بقوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن>
رسم> بعد ما ذكر أنه أوحى إلى النبيين بقوله تعالى رسم>
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ قرآن>
رسم> ( النساء:163 ) آية> لو كان ذلك هو التجريح ما كان فيه فضيلة، كيف يكون جرحه بأظافير الحكمة؟ فإن التجريح عذاب سواءً كان حسيًّا أو معنويًّا، ثم يبطله أيضًا قوله تعالى: رسم>
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> ( الأعراف:144 ) آية> ولم يقل بتكليمي، والكلام واضح في أنه أراد ما سمعه من كلام الله له، فبطل بذلك تأويلهم.
كذلك أيضا قوله تعالى: رسم>
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا قرآن>
رسم> ( الشورى:51 ) آية> ليس المراد أن يجرحه إلا وحيًا، وهل الوحي تجريح بأظافير الحكمة ؟! فعرف بذلك أن التكليم هو الكلام، ولهذا قال تعالى: رسم>
أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن>
رسم> ( الشورى:51 ) آية> يعني أو يْكلِّمه من وراء حجاب كما حصل لموسى اسم> .
وقوله:
( وقال تعالى: رسم>
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ قرآن>
رسم> ( طه:11-12 ) آية> وقال تعالى: رسم>
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي قرآن>
رسم> ( طه:14 ) آية> وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله.
شرح:
من الأدلة أيضًا:
آيات النداء، فالنداء لا يعرف إلا بالكلام ، وقد ذكر الله النداء في عدة آيات ، ففي سورة القصص ذكره في ثلاث آيات ؛ قال تعالى: رسم>
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قرآن>
رسم> ( القصص:62 ) آية> رسم>
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ قرآن>
رسم> ( القصص:65 ) آية> فالنداء لا يكون إلا بصوت، وبكلام مسموع: قال الله تعالى : رسم>
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قرآن>
رسم> ( الشعراء:10 ) آية> وقال تعالى : رسم>
هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى قرآن>
رسم> ( النازعات:15-16 ) آية> وفي هذه الآية رسم>
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ قرآن>
رسم> إلى قوله تعالى: رسم>
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي قرآن>
رسم> ( طه:11-14 ) آية> وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا قرآن>
رسم> ( مريم:52 ) آية> .
فلا شك أن النداء كلام مسموع ، فلا بد أن يكون كلام الله الذي تكلم به من الكلام المسموع الذي فهمه موسى اسم> ولهذا لما سمع كلام الله سأل النظر إليه، وقال: رسم>
رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قرآن>
رسم> ( الأعراف:143 ) آية> الآية، فدل على أنه سمع كلام الله، ولا شك أن موسى اسم> سمع قول الله تعالى: رسم>
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي قرآن>
رسم> ( طه:14 ) آية> من الذي قال هذا لموسى اسم> ؟ هل قالته الشجرة ؟! .
مسألة>