موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يخرج عن كونه بشرا
أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يخرج عن كونه بشرا
عدد المشاهدات
()
الأمر السابع : الاقتصاد والتوسط في حقه صلى الله عليه وسلم:
جرت سنة الله في خلقه بوقوع الإفراط أو التفريط، رأس> وأن كل أمة يقع منهم في الغالب غلو أو تقصير؛ لذلك حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته المتبعين له من الغلو في حقه وإعطائه شيئا من خالص حق الله تعالى، ويتبين ذلك بما يأتي:
أولا : أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يخرج عن كونه بشرا: قال الله تعالى: رسم>
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ قرآن> رسم> فبين أنه اختص بالوحي إليه فقط.
وقال تعالى: رسم>
قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا قرآن> رسم> وذلك لما طلب منه المشركون أن يفجر الأرض، أو يسقط السماء عليهم كسفا.. إلخ، فبين لهم أن الذي يملك ذلك هو ربه وحده ، فأما هو فإنما تميز بالرسالة التي حمله الله إياها.
وقد حكى الله عن الأمم السابقة طعنهم في رسالة الرسل بأنهم بشر، كما في قوله تعالى عن قوم هود اسم> أو صالح: اسم> رسم>
مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ قرآن> رسم> .
وحكى عن المكذبين لمحمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- أنهم قالوا: رسم>
مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ قرآن> رسم> أي يسعى للتكسب وطلب الرزق ، فأجاب عن ذلك بقوله: رسم>
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ قرآن> رسم> أي ليسوا ملائكة؛ فإن البشر لا يتمكنون عادة من رؤية الملائكة، بل لو أرسل الله ملكا لما تمكنوا من مشاهدته حتى يتمثل في صورة إنسان فيقع الاشتباه ، قال تعالى: رسم>
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ قرآن> رسم> .
ولما وقع منه -صلى الله عليه وسلم- السهو في الصلاة، ولم يذكروه ظنا منهم أن الصلاة قد قصرت فقال: رسم>
إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني متن_ح> رسم> متفق عليه حديث>
.
ومتى كان الرسل بشرا فلا يناسب إعطاؤم شيئا من حق الله من صفة أو عمل.
مسألة>
-36-