المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
...............................................................................
يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ قرآن>
رسم> فاللقاح الذي هو الماء واحد، والأم التي هي الأرض واحدة؛ ولكن أخبر بأن هذه النباتات مختلفة الزهور والطعوم والألوان والروائح والطبائع والأشكال والأغراض والأنواع. منها ما هو طعام لنوع الإنسان، ومنها ما هو علف للحيوانات، ومنها ما هو طعام للطيور أو للسباع.
فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ قرآن>
رسم> وفي آية أخرى: رسم>
مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ قرآن>
رسم> أي: يبهج الناظرين إذا نظر إليها العاقل اعتبر بها وتذكر. كل ذلك داخل في قوله تعالى: رسم>
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ قرآن>
رسم> ثم جعل فيها أيضا معادن لتخرج ما ينتفعون به، وما يتمتعون به؛ إما أن تكون تلك المعادن نابتة في الأرض خلقها الله فيها من حين خلقت الأرض، وإما أن تكون متولدة كما يتولد النبات أودعها هذه المعادن كثيرة الأنواع، لا يحصيها إلا الله تعالى. منها ما هو نفيس مثل معدن الذهب، يستخرج من الأرض بمعنى أنه يوجد في أطراف أو في بعض الأرض هذا النوع، وهذا المعدن فيستخرج ويسبك منه هذا الذهب الذي هو أغلى وأنفس ما يدخر وما يجعل في أمان، وأثمانا للسلع التي تمتلك مع أنه لا يمكن أن ينتفع به بعينه، ولكن جعل الله له رغبة في قلوب الناس، وجعل له هذا الغلاء وهذه الرغبة مع أنه ليس مطعوما ولا مأكولا ولا مشروبا ولا ملبوسا حديد أو شبه حديد يستخرج من جوف الأرض، ثم تكون له القيمة العظيمة الرفيعة التي تدفع النفوس إلى التهالك عليه وإلى الحرص على اقتنائه وقد ذكره الحريري اسم> في مقاماته بوصف الذم في قوله: | تبـا لـه مـن خـادع ممـاذق | أصفـر ذي وجـهين كالمنــافق |
| يبـدو بـوصفين لعيـن الراشق | زينــة معشـوق ولـون عاشق |
| لـولاه لم تقطع يمين الســارق | ولا بـدت مظـلمـة مـن فاسـق |
| ولا اشـمأز بـاخل مـن طـارق | ولا شكى الممطول مطـل العائــق |
| وشـر مـا فيـه مـن الخـلائق | أن ليس يغني عنك في المضــائق |
| إلا إذا فــر فـــرار الآبــق | ................................. |
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ قرآن>
رسم> فلما كان الحلي الذهب من أرفع قيم ما يتحلى به جعل الله لأهل الجنة حلية ذهب فيها؛ لكونه من أرفع ما يتحلى به وأغلاه وأعزه في النفوس، وإن كان لا يؤكل ولا يشرب.
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ قرآن>
رسم> إن هذه الحلية التي تستخرج من البحر مثل اللؤلؤ والجوهر، وهو أعز ما يستخرج من البحر، والزمرد والعقيان وما أشبهه. كل هذه تنبت بإذن الله في جوف البحر وتستخرج، ويكون لها ثمن رفيع لا يعرفه ولا يغالي فيه إلا أهله الذين يعرفون نفاسته نقول: إن هذه الآيات من آيات الله. إذا تفكر فيها العاقل واعتبر عرف قدرة الخالق سبحانه وتعالى، وهكذا هذا كله داخل في قوله تعالى: رسم>
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ قرآن>
رسم> .
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا قرآن>
رسم> إلى قوله تعالى: رسم>
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ قرآن>
رسم> كان من جملة ما تكلم عليه هذه الآية رسم>
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ قرآن>
رسم> وكذلك أيضا على ما بعدها في قوله: رسم>
وَفِي أَنْفُسِكُمْ قرآن>
رسم> وأطال النفس في الكلام على هذه الجملة: رسم>
وَفِي أَنْفُسِكُمْ قرآن>
رسم> وله أيضا ولغيره كلام كثير حول هذه الآيات وهذه العبر التي يعتبر بها المؤمنون ويتفكرون رسم>
فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ قرآن>
رسم> .