المكتبة النصية
قضايا دعوية
الإعلام بكفر من ابتغى غير الإسلام
بداية رد فضيلة الشيخ على عبد الله الحايك
السؤال: ورد بأن أهل الفترة يختبرون، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم حَكَمَ على بعض من مات قبل الرسالة بالنار فعندما سأله رجل عن أبيه فقال: أبوك في النار، ثم قال له: إن أبي وأباك في النار
فكيف حكم عليهم بأنهم من أهل النار مع أنهم ماتوا قبل مجيء الرسالة؟ أليسوا من أهل الفترة ؟
سؤال> الجواب:
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا قرآن>
رسم> و ابن القيم اسم> في كتابه: طريق الهجرتين في الطبقة الرابعة عشرة من طبقات المكلفين
وأشهرها حديث الأسود بن سريع اسم> الذي رواه الإمام أحمد اسم> بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> أربعة يحتجون يوم القيامة، رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة وفيه: فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسول أن ادخلوا النار، فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما
ثم رواه عن أبي هريرة اسم> وقال في آخره: فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يدخلها رد إليها رسم>
.
يقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب، ويقول المعتوه: رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ويقول المولود: رب لم أدرك العقل، فترفع لهم نار فيقال لهم: ردوها، قال: فيردها من كان في علم الله سعيدا لو أدرك العمل، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل، فيقول: إياي عصيتم فكيف لو أن رسلي أتتكم
وفي رواية البزار اسم> فكيف برسلي بالغيب رسم> قال البزار اسم> لا يعرف إلا من طريق عطية اسم> عنه.
وفي إسناده ضعف، لكن يتقوَّى بالشواهد والطرق الأخرى والأحاديث التي ذكرها ابن كثير اسم> وغيره،فهذه الأحاديث بمجموعها تثبت جنس الامتحان في يوم القيامة، حتى لا يعذب الله تعالى من لا يستحق العذاب.
و ابن كثير اسم>
عن ابن عبد البر اسم> أنه قال: أهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب، لأن الآخرة ليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها اهـ، وأجاب ابن القيم اسم> بوجوه: منها : أن أهل العلم لم يتفقوا على إنكارها، بل صححوا بعضها، فحديث الأسود اسم> رواه أحمد اسم> و إسحاق اسم> و ابن المديني اسم> فهو أجود من كثير من أحاديث الأحكام، ومنها : أن أبا الحسن الأشعري اسم> حكى هذا المذهب عن أهل السنة، فدل على أنهم عملوا بالأحاديث، وذكر البيهقي اسم> في الاعتقاد له
أن بعض الأئمة نصوا على الامتحان، وقالوا: لا ينقطع إلا بدخول دار القرار، ومنها : ما في الصحيح: في الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وأنه يعطي ربه عهودا ومواثيق أن لا يسأل غير ما سأل، ثم يسأل، فيقول الله له: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك
فالغدر مخالفة للعهد الذي عاهد عليه ربه.
وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ قرآن>
رسم> فهو صريح في أن الله يدعوهم إلى السجود في القيامة، وأن الكفار لا يستطيعونه إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى، فأما الذين جزم لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنهم من أهل النار، فلعله قد اطلع على ذلك كما تقدم أنه رأى عمرو بن لحي اسم> يجر قصبه في النار، أي أمعاءه؛ لأنه أول من غيَّر دين إبراهيم اسم> وهكذا قوله في حديث ابن مسعود اسم> عند أبي داود اسم> رسم> الوائدة والموؤودة في النار رسم>
، وفي رواية: رسم> إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم رسم> ذكره ابن كثير اسم> وقال: إسناده حسن
.
ويعلم أنه لا ينجي منه إلا الله تعالى، ثم يعود إلى الشرك، كما هو حال مشركي العرب، فلا مانع من أن يجزم لهم بأنهم من أهل النار إذا ورد فيهم حديث ينص على ذلك، والله يحكم بين عباده، ولا يظلم ربك أحدا، ولا يعذب إلا من يستحق العذاب، ويعترف على نفسه كما حكى الله عنهم قولهم: رسم>
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ قرآن>
رسم> .