موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
ذكر الموت وموقف المسلم من الروايات الإسرائيلية
ذكر الموت وموقف المسلم من الروايات الإسرائيلية
عدد المشاهدات
()
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين، قال -رحمه الله تعالى-
حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا محمد بن أيوب اسم> قال: أخبرنا التبوذكي اسم> قال: حدثنا حماد اسم> قال: حدثنا أبو عمران الجوني اسم> عن عبد الله بن رباح اسم> أن كعبا اسم> رحمه الله تعالى قال: إن إبراهيم اسم> خليل الله تبارك وتعالى دخل بيت عبادته الذي كان يتعبد فيه فرأى فيه رجلا فقال: ما أدخلك هاهنا؟ بإذن من دخلت؟ قال: بإذن ربي قال إبراهيم: اسم> فهو أحق به قال: فَمَنْ أنت قال: أنا ملك الموت, قال له: كذبت إن ملك الموت له علامة يعرف بها قال: فحول ملك الموت عليه السلام وجهه وقلب قفاه فإذا عيناه في قفاه تزهوان فكلح في وجهه فخر إبراهيم اسم> مغشيا عليه، فلما ذهب ملك الموت أفاق ثم عرض له مرة أخرى في هيئة رجل ضعيف فجعل يمشي معه وهو آخذ بيده فدعا إبراهيم اسم> عليه السلام دعوة لأهل السماء والأرض فلما دخلا الدار وفي الدار سارة اسم> عليها السلام وإسحاق اسم> عليه السلام فلما رآه إسحاق اسم> عليه السلام عرف أنه ملك الموت عليه السلام، ثم قام ملك الموت فبكى إسحاق اسم> و سارة اسم> ثم بكى إبراهيم اسم> ثم بكى ملك الموت فذهب فأقبل إبراهيم اسم> على إسحاق اسم> وسارة اسم> فقال: بكيتما حتى بكى الضيف وبكيت وذهب.
قال إسحاق: اسم> يا أبت ليس بضيف ولكنه ملك الموت عليه السلام، لو علمت أنه يريدني أو يريد أمي ما بكيت ولكني ظننت إنما يريدك فعرج ملك الموت إلى السماء فقال: أي رب جئتك من عند عبد لك ما في الأرض بعده خير، لقد دعا بدعوة لأهل السماء والأرض. فقال الله تبارك وتعالى: أنا أعلم بعبدي اذهب فاقبض روحه فنزل في هيئة شيخ كبير فدخل حائطا فيه عنب فجعل يأكل عنبا وماء العنب يسيل على لحيته فجعل إبراهيم اسم> صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال: يا عبد الله كم أتى عليك فذكر مثل سن إبراهيم اسم> فاشتهى إبراهيم اسم> الموت فشمه شمة فقبض روحه صلى الله عليه وسلم.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا عمرو بن سعيد اسم> قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن أبي المنكدر اسم> قال: سمعت محمد بن المنكدر اسم> -رحمه الله تعالى- يقول: كان إبراهيم اسم> الخليل عليه السلام من أغير الناس فكان لا تدخل داره، فبينا هو يوما في داره إذ دخل عليه كهيئة الإنسان فقال له إبراهيم اسم> من أدخلك داري؟ قال: أدخلني ربها قال: وهل لها رب غيري؟ قال: فعرف حينئذ أنه ملك الموت فقال: يا إبراهيم اسم> إن ربي أرسلني إليك يقول: إن الخليل يحب لقاء خليله وأمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن. قال: فإني أسألك بحق الذي أرسلك أن تراجعه لي، فصعد ملك الموت حتى وقف من الله تعالى الموقف الذي كان يقفه، فقال: إن خليلك سألني أن أراجعك فيه فقال: ائته, وقل له: إن ربك يقول: إن الخليل يحب أن يلقى خليله وأمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن.
قال: وهكذا تأتي إلى كل من تريد أن تقبض نفسه قال: لا, قال: فأرني صورتك التي تأتي بها الكافر قال: فغمض عينيك ثم قال: افتح, ففتح فإذا هو بأقبح الناس صورة وأنتنه ريحا فقال: ارجع إلى صورتك الأولى فقال: غمض عينيك فغمض ثم قال: افتح, ففتح فإذا هو في صورته الأولى فقال له إبراهيم اسم> عليه السلام: امض لما أمرت له قال: يا إبراهيم اسم> هل شربت شرابا قط قال: ما شربت شرابا قط، فاستنكفه فقبض نفسه على ذلك.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شريح اسم> قال: حدثنا محمد بن رافع النيسابوري اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم اسم> قال: حدثني عبد الصمد اسم> أنه سمع وهبا اسم> رحمه الله تعالى يقول: إن رجلا كان يدعو لملك الشمس عليه السلام فدأب ذلك زمانا حتى أتاه ملك الشمس فقال: ما تريد بدعائك لملك الشمس الذي تدعو له؟ قال: حاجة لي إليه قال: ما حاجتك إليه فإني أنا هو. فقال الرجل: أخبرت أنك أكرم الملائكة وأمكن الملائكة عند ملك الموت عليه السلام فاشفع لي إليه. قال: نعم أنا مكلمه لك فما يستطيع أن يفعل لأحد من بني آدم فهو فاعله لك، ثم حمله ملك الشمس بين جناحيه فوضعه عند مطلع الشمس ثم أتى ملك الموت عليه السلام فقال: حاجة لي إليك فقال: أفعل كل شيء أستطيعه. قال: صديق لي من بني آدم تشفع بي إليك لتؤخر من أجله قال: ليس ذلك إلي وما أستطيعه، ولكن إن أحببت أن أعلمك أجله متى هو ويتقوم في نفسه فعلت قال: نعم أخبره بهذا فنظر في ديوانه فأخبره باسمه، فقال: قد كلمتني في إنسان ما أراه يموت أخذا قال: وكيف قال: لا أجده يموت إلا عند مطلع الشمس قال: فإني أتيتك وتركته هنالك قال: انطلق, فلا أنك تجده إلا وقد مات فرجع إليه فوجده ميتا.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شريح اسم> قال: حدثنا محمد بن رافع اسم> قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثني عبد الصمد اسم> قال: سمعت وهبا اسم> رحمه الله تعالى يقول: إن رجلا كان يدعو لملك الموت عليه السلام دائبا حتى جاءه فصادفه قال: ما حاجتك إلي؟ قال: أَخِّرْ أجلي قال: لا أقدر على ذلك ولكن سأعلمك عند موتك متى تموت، فلما دنا أجله أخبره فقال: إنك ميت إلى ثلاثة أيام فاشتكى الرجل فلما كان يوم الثالث أتي بغلام له -أي الذي قال له ملك الموت: إنك ميت إلى ثلاثة أيام- طباخ، فأضجعه مكانه على الفراش الذي كان عليه واختبأ في مكان الطباخ الذي كان فيه حيث كان يخبز، فأتى ذلك الرجل من يتوفاه فقال له الرجل: ما تريد سيدي؟ وهو ذاك في البيت قال: ما أريد إلا إياك. فتوفاه مكانه عند التنور.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا سهل بن عثمان اسم> قال: حدثنا حفص اسم> عن الأعمش اسم> عن حمزة أبي عمارة اسم> عن شهر بن حوشب اسم> رحمه الله تعالى قال: كان ملك الموت صديقا لسليمان بن داود اسم> عليه السلام فبينا هو ذات يوم معه وابن عم له عنده قال: فجاء ملك الموت ينظر إليه فقام ملك الموت فقال الشاب لسليمان اسم> مَنْ هذا؟ قال: ملك الموت قال: لقد نظر إلي نظرا أرعب قلبي فمر الريح تلقيني بالهند اسم> فرجع فقال له سليمان اسم> إن ابن عم لي كان معي ذكر أنك نظرت إليه فأرعبته, فقال: مُر الريح تلقيني في الهند اسم> فأمرت الريح فألقته قال: لقد أمرت بقبض روحه بالهند اسم> وقد قبضت روحه.
قال: حدثنا علي بن رستم اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الصمد اسم> قال: حدثنا حماد بن سلمة اسم> عن عطاء بن السائب اسم> عن سعيد بن جبير اسم> رضي الله عنه في قوله عز وجل: رسم>
وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ قرآن> رسم> قال في أول الصحيفة مكتوب عمره، ثم يكتب بعد ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على أجله.
قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم اسم> ويحيى بن عبد الله اسم> قالا حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا عبد الرزاق اسم> عن معمر اسم> عن قتادة اسم> رحمه الله تعالى: رسم>
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا قرآن> رسم> قال: تلي قبضها الرسل ثم تدفعها إليه يعني ملك الموت قال: معمر اسم> وقال: غيره إن ملك الموت يلي ذلك فيدفعه إن كان مؤمنا إلى ملائكة الرحمة، وإن كان كافرا إلى ملائكة العذاب.
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن منصور اسم> عن إبراهيم اسم> رحمه الله تعالى قال: أعوان ملك الموت, ثم يقبضها ملك الموت منهم بعد.
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن الحسن بن عبيد الله اسم> عن إبراهيم اسم> رحمه الله تعالى رسم>
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا قرآن> رسم> قال: ملك الموت صلى الله عليه وسلم .
قال: حدثنا علي بن رستم اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمر اسم> قال: حدثنا المغيرة بن سلمة اسم> قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد اسم> قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله اسم> قال: سمعت إبراهيم اسم> رحمه الله تعالى يقول في هذه الآية: رسم>
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن> رسم> قال: ابن عباس اسم> رضي الله عنهما أعوان ملك الموت صلى الله عليه وسلم .
قال: حدثنا علي بن رستم اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا كثير بن هشام اسم> قال: حدثنا جعفر بن برقان اسم> قال: حدثنا يزيد بن الأصم اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب.
قال: حدثنا علي اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي اسم> قال: حدثنا إسرائيل اسم> عن أبي يحيى القتات اسم> عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى في قوله تعالى: رسم>
رَيْبَ الْمَنُونِ قرآن> رسم> قال: الموت.
قال: حدثنا علي اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا عفان اسم> قال: حدثنا أبو عوانة اسم> عن أبي بشر اسم> عن الحسن اسم> رحمه الله تعالى في قوله تعالى: رسم>
أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ قرآن> رسم> قال: الموت.
قال: حدثنا علي اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا الطالقاني اسم> قال: حدثنا ابن المبارك اسم> عن عبد الله بن شوذب اسم> عن رجل عن جابر بن زيد اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قوله عز وجل: رسم>
وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا قرآن> رسم> قال: الموت.
قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور اسم> قال: حدثنا محمد بن أبي معشر اسم> قال: حدثني أبي عن محمد بن كعب اسم> رحمه الله تعالى في قوله: رسم>
وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ قرآن> رسم> قال: من كل عضو ومفصل.
هذه آثار تتعلق بالموت أما الْقَصَص التي رويت عن أهل الكتاب فإنها ليست ثابتة, ولا محققة الثبوت كعب الأحبار اسم> يأخذ عن الكتب الإسرائيلية وفيها أشياء كثيرة محرفة أو مكذوبة لم تثبت, فلذلك لا يقبل كل ما جاء عن وهب بن منبه اسم> أو عن كعب الأحبار اسم> أو عن غيرهما من الذين يروون عن الكتب الإسرائيلية، ولكن نصدق بما ثبت عندنا.
فقصة نزول ملك الموت على إبراهيم اسم> ودخوله في بيته, ورؤيته له في صورة, ثم صورة أخرى، وكذلك صعوده به, صعود ملك الشمس بإبراهيم اسم> إلى أن وصل إلى الشمس, ثم شفاعته عند ملك الموت في أن يؤخره، ثم قبضه وهو عند الشمس, ما أظن شيئا من ذلك ثابتا, بل هو من الكتب الإسرائيلية.
وقد ذُكِرَ أن قبر إبراهيم اسم> عليه السلام معروف بالشام في تلك الجهات, وقبر إسماعيل اسم> لا شك أنه دُفِنَ في مكة اسم> ؛ لأنه هو وأمه في مكة اسم> والثابت الذي في الصحيح قصة دخول أو استئذان الملك- ملك الموت- على موسى اسم> فإن هذا في الصحيح أن الله تعالى أرسل ملك الموت إلى موسى اسم> عليه السلام لقبض روحه، فلما رأى الملك في بيته لطمه, وفقأ عينه, وذلك لأنه تصور بصورة إنسان, فلما فقأ عينه صعد الملك, رد الله تعالى إليه عينه, وقال الْمَلَك: إنك أرسلتني إلى بشر لا يريد الموت, وهو موسى اسم> ! فقال الله تعالى لملك الموت: قل له: يضع يده على ظهر ثور, فله أن يعيش بكل شعرة تغطيها يده سنة. فقال موسى اسم> ثم ماذا؟ قال: ثم الموت, فقال: فالآن! فسأل ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة اسم> رمية بحجر, فأدناه ودفن في الأرض, أو قريب الأرض المقدسة اسم> وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه مدفون هناك.
ويذكر بعض أهل القصص أنه معروف قبره، ولكن الصحيح أنه لا يُعْرَفُ قبر أحد من الأنبياء إلا ما ذكر عن قبر إبراهيم اسم> عليه السلام.
قال العلماء: إن هذا من جملة ما يجب تصديقه. حمل بعض الشراح على أن موسى اسم> لما رأى ملك الموت داخلا بيته بدون إذنه ظن أنه يتطلع في بيته, وينظر في أسرار بيته, فقذفه, إما بيده, وإما بحجر, ففقأ عينه، وقد أُبِيحَ ذلك.
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
لو أن رجلا اطلع على قوم ففقئوا عينه لم يكن عليهم جناح متن_ح> رسم> فيمكن أن موسى اسم> ظن أن هذا يتطلع في بيته, وأنه ينظر في أسراره وفيما يخفيه فلطمه؛ لأن الاستئذان جعل من أجل البصر، ومع ذلك لما علم بأنه ملك الموت مرة أخرى خضع لذلك، وعلم بأن الله تعالى كتب عليه الموت كما كتب على غيره، قد ذكر أن موسى اسم> وهارون اسم> كلاهما ماتا في التيه الذي كانوا فيه بعدما خرجوا من مصر اسم> في قوله تعالى: رسم>
فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ قرآن> رسم> ففي تلك المدة توفي نبي الله موسى اسم> وهارون. اسم>
لا شك أن الموت مكتوب على كل بشر، يقول تعالى: رسم>
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ قرآن> رسم> وأن الموت الذي كتبه الله هو مفارقة الروح لهذا الجسد فإذا فارقته حصل الموت, فموت الروح فراقها للجسد، وموت الجسد خروج الروح منه، وقد أخبر تعالى بقوله: رسم>
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ قرآن> رسم> وقد عرف أيضا أن هذا الموت مخلوق من مخلوقات الله تعالى ليس لنا أن نتصوره، ولا نصل إلى ما يحصل به تصورنا له, ومعرفتنا لكيفيته.
سمعنا أن بعضهم فسر قول الله تعالى: رسم>
قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ قرآن> رسم> أن أكبر شيء في صدورهم هو ملك الموت اسم> فهو أكبر شيء يمكن تصوره، ويمكن أنه نفس الموت رسم>
خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ قرآن> رسم> أي: لا تقدرون، وفُسر قول الله تعالى: رسم>
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قرآن> رسم> أن النازعات هي الملائكة التي تنزع أرواح الكفار والنزع هو: الأخذ بشدة, يعني: أنهم ينزعون الروح من جسد الكافر نزعا قويا تتقطع منه العروق، وإن كان ذلك ليس مشاهدا, يعني تنزع بشدة, وأن قوله: رسم>
وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا قرآن> رسم> أنها أرواح المؤمنين تنشط, يعني: تؤخذ بخفية وبخفة, بحيث لا يتألم بذلك، وإن كان ورد أيضا أن المؤمن يشدد عليه الموت؛ ليكون ذلك تكفيرا لسيئاته، وبذلك فسر الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: رسم>
المؤمن يموت بعرق الجبين متن_ح> رسم> يعني: أنه يموت موتا شديدا يَعْرَقُ منه جبينه، وإن كان هذا الحديث له عدة احتمالات. وقد ثبت أيضا أنه صلى الله عليه وسلم لما تُوُفِّيَ لم يكن هناك شدة نزع, وإنما كان متكئا على زوجته عائشة اسم> فلم تشعر إلا وقد خرجت روحه بعد قوله: رسم>
اللهم فالرفيق الأعلى متن_ح> رسم> ثم قضى.
وعلى كل حال فإننا نعتقد أن كل مخلوق من مخلوقات الله من الجن والإنس فإن مآلهم إلى الموت, وأن الموت هو أكبر شيء وأهول شيء يتصورونه، قد فسر بذلك قول الله تعالى: رسم>
وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا قرآن> رسم> كما ذكر في هذا الأثر, أي: من الآيات التي يرسلها الله تعالى تخويفا لنوع الإنسان هذا الموت, يعني أنه يقبض الإنسان بين أهله, وبين أولاده وإخوته, وهم يشاهدونه ولا يستطيعون رَدَّ روحه, كما قال الله تعالى: رسم>
فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قرآن> رسم> أي: إذا كنتم تدعون أنكم غير مدينين, أي: غير محاسبين, فردوا هذه الروح بعدما تخرج, أي لا تستطيعون ذلك.
مسألة>
-55-