وأما إذا أعرض عن ذلك، وأصبح عقله لدنياه؛ عقلا مَعِيشِيًّا، لا يدري ماذا أُمِرَ به، ولا ماذا نُهِيَ عنه، ولا يُفَكِّرُ إلا في شهواته وفي لهوه وسهوه؛ كان العقل وَبَالًا عليه؛ ذكر الله تعالى الذين لا يستفيدون من هذا، وشبههم بالبهائم أو أقل في قوله تعالى: رسم> وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا قرآن> رسم> بدأ بالقلوب: رسم> وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ قرآن> رسم> أضل من الأنعام رسم> أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ قرآن> رسم> معلوم أنهم يسمعون، ولكن لا يكون سماعا فيه فائدة، وكذلك يُبْصِرُون، وكذلك يَعْقِلُون، ولكنهم لا يستفيدون، ويقول فيهم الشيخ حافظ الحكمي اسم> رحمه الله يقول:
صُـمٌّ ولو سمعوا بُكْـمٌ ولو نطقوا | عُمْيٌ ولـو نظروا بُهْتٌ بما شهدوا |
أعموا عن الحق صموا عن تدبره | عن قوله خرسوا في غَيِّهِمْ سَمَدُوا |
كأنهم إذ تــرى خـشـبٌ مسندةٌ | وتَحْسِـبُ القومَ أيقاظًا وَقَـدْ رَقَدُوا |