المكتبة النصية
فتاوى
خطبة الجمعة بالجامع الكبير
وهكذا تجنب ما حرمه الله؛ فقد قال تعالى: رسم>
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> هكذا أخبر بأنه حرم الفواحش، ولا شك أنها تعم كل ما يستفحش في العقول، وكل ما يستقبح في الفطر؛ فقد حرم فاحشة الزنا ومقدماتها؛ فيجتنبها المؤمن ليكون مطيعا لله ورسوله، ويكون من المتقين، وحرم مقدماتها؛ فحرم النظر إلى الأجنبيات، المتكشفات، والمتجملات؛ بل وحرم على النساء أن يتبرجن تبرج الجاهلية، وأن يبدين زينتهن لغير محارمهن؛ وذلك لأنه من دوافع الفواحش؛ من دوافع المحرمات التي جعلها الله أول ما بدأ به في هذه الآية: رسم>
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قرآن>
رسم> .
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا قرآن>
رسم> وكيف لا يكون وقد رتب عليه عقاب كبير؛ رتب الله عليه مائة جلدة في قوله تعالى: رسم>
فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ قرآن>
رسم> رسم>
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قرآن>
رسم> أمر بتشديد العقوبة على الزُّنَاة؛ وذلك لقبح الفاحشة التي يرتكبونها، وأمر بأن يعلن عقاب كل منهم، وأن تكون إقامة الحدود على مشهد من الناس؛ ليكون ذلك زاجرا عن مثل هذه الفاحشة العظيمة التي يترتب عليها منكرات ومحرمات.
أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> أخبر تعالى بأنهم أول من أظهرها، وأول من فعلها -والعياذ بالله- فعاقبهم الله عقوبة شنيعة؛ فأمر برفع بلادهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم قلبها عليهم، قال الله تعالى: رسم>
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ قرآن>
رسم> .
العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان زناهما السمع، واللسان زناه النطق، واليد زناها البطش، والرجل زناها المشي، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك، أو يكذبه متن_ح>
رسم> فجعل هذا كلها محرمة؛ وذلك لأنها من مقدمات الفواحش.
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ قرآن>
رسم> أكد ذلك، ثم قال: رسم>
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ قرآن>
رسم> ؛ أي: يسترن جيوبهن، ويسترن وجوههن بخمرهن: رسم>
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ قرآن>
رسم> إلى آخره، لا شك أن هذا كله حماية، وصيانة للمرأة، وكذلك إبعاد لهذه المنكرات ومقدماتها .
ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما متن_ح>
رسم> ؛ يعني: أنهما إذا كانا خاليين، وليسا محرمين، وليس معهما محرم؛ فالشيطان يقرب بينهما، ويدخل بينهما الشهوة من هذا، ومن هذا إلى أن تحصل المقاربة، ولو كانت المرأة تدعي العفاف، ولو كان الرجل يدعي الصيانة؛ ولكن للشيطان دخل؛ فنبينا صلى الله عليه وسلم حرم الخلوة بالأجنبية، سواء كانا في منزل، أو في سوق، أو في سيارة، أو في سفر، أو في حضر، كل ذلك صيانة للأعراض، وصيانة وحفظا للأنساب.
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قرآن>
رسم> .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ قرآن>
رسم> ؛ فنقول: إن سماع هذه الأغاني مجلبة للشرور، وأن الأعداء الذين يبثونها عبر القنوات ما قصدوا إلا صد الناس عن الخير، فهي كما قال الله: رسم>
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ قرآن>
رسم> بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.