المكتبة النصية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
عن سعيد بن المسيب اسم> عن أبيه قال: رسم>
لما حضرت أبا طالب اسم> الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجد عنده أبا جهل اسم> وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة اسم> فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله. فقال أبو جهل اسم> وعبد الله بن أبي أمية اسم> يا أبا طالب اسم> أترغب عن ملة عبد المطلب اسم> ؟! فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب اسم> آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب اسم> وأَبَى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما والله لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك. فأنزل الله عز وجل: رسم>
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ قرآن>
رسم> وأنزل الله تعالى في أبي طالب اسم> فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رسم>
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ قرآن>
رسم> متن_ح>
رسم> .
يا عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله متن_ح>
رسم> وفي رواية: رسم>
أحاج لك متن_ح>
رسم> يعني: أحتج بها عند الله حتى أشفع لك وحتى تدخل الجنة، لمَّا طلب منه ذلك كان جلساء السوء حاضرين، فلقناه الحجة الشيطانية التي هي تقليد الآباء والأجداد وقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب اسم> ؟! والدك، والدك الذي رباك، والذي كان سيدا مطاعا في قومه، أترغب عن ملته وتكون على ملة لا تدري ما هي، وتنتقد أباك وتعترض على ديانته بجعلك الإله إلها واحدا ونبذك للآلهة الكثيرة التي يعبدها أبوك وأجدادك؟!
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا قرآن>
رسم> أجعل الآلهة إلها واحدا؟! يعني: آلهتنا كثيرة فإذا قلنا: لا إله إلا الله، فمعنى ذلك أنه لا إله لنا نألهه إلا الله إله واحد ولذلك قال تعالى: رسم>
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا قرآن>
رسم> معبوداتنا التي نألفها رسم>
أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُون قرآن>
رسم> فكانوا يقولون: رسم>
امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ قرآن>
رسم> على عبادتها، فهذا دليل على أنه لو قال: لا إله إلا الله لنفعته؛ وذلك لأنه يعرف ما تدل عليه، يعرف أنه إذا قالها اقتضى ذلك إبطال كل الآلهة التي يألهها: اللات إله، والعزى إله، وهبل إله، وإساف إله، ونائلة إله، والأصنام التي في الحرم آلهة كثيرة، فيبطل هذه الآلهة مع كونهم كانوا يفتخرون بها فلذلك لما امتنع من قولها عُرف بأنه خُتم له بخاتمة سيئة.
في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه متن_ح>
رسم> يعني: من شدة عذاب النار، فهذا يعني دليل على أن لا إله إلا الله تنفع قائلها إذا أبطل الآلهة التي كان يألهها، وأله الرب سبحانه وحده.
لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك متن_ح>
رسم> وما ذاك إلا أنه كان ينصر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحتويه وكان يذب عنه، فأراد أن يستغفر له، فنهى الله تعالى عن ذلك بقوله: رسم>
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى قرآن>
رسم> ولو كانوا آباءهم وأعمامهم وأقاربهم رسم>
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ قرآن>
رسم> وعده بقوله: رسم>
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ قرآن>
رسم> رسم>
سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي قرآن>
رسم> وقال: رسم>
وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ قرآن>
رسم> ولكن بعد ذلك بعد ما علم أنه رد رسالته تبرأ منه، قال الله تعالى: رسم>
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ قرآن>
رسم> رسم>
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ قرآن>
رسم> .
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ قرآن>
رسم> فأحب الناس إليك عمك وما استطعت أن تهديه ولكن الله تعالى هو الهادي، والمراد هاهنا هداية الإلهام، أي: لا تهدي هداية إلهام وهداية توفيق، لا يهدي إلا الله ذلك، وأما هداية الدلالة فإنه يستطيع أن يهدي يعني: يدل الناس على طرق الخير.