س 139- ما معنى حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: رسم> فر من المجذوم فرارك من الأسد متن_ح> رسم> وما هي الأحكام والفوائد المستخرجة من الحديث؟
سؤال> جـ- الحديث رواه البخاري اسم> في باب الجذام من كتاب الطب في صحيحه عن أبي هريرة اسم> بلفظه معلقا، وذكر الحافظ اسم> مَن رواه موصولا وفي أوله قوله: رسم> لا عدوى ولا طيرة متن_ح> رسم> إلخ فردت طائفة من العلماء حديث: رسم> لا عدوى ولا طيرة رسم> لأن الأخبار الدالة على اجتناب المرض أكثر، وهذا القول خطأ، فقد تكاثرت الأحاديث في قوله: رسم> لا عدوى رسم> ورجح آخرون حديث: رسم> لا عدوى رسم> وردوا أحاديث الفرار من المجذوم، لأنه شاذ، ولأن عائشة اسم> أنكرته، لكن الأحاديث في الاجتناب كثيرة ثابتة، وقال آخرون حديث: رسم> لا عدوى رسم> لمن قَوِيَ يقينه، وصح توكله، بحيث يستطيع أن يدفع عن نفسه اعتقاد العدوى، وأما الفرار من المجذوم رأس> ففي حق ضعيف الإيمان والتوكل، مخافة أن يقع في نفسه شيء، فهو لحسم المادة وسد الذريعة، لئلا يحدث للمخالط شيء فيظن أنه بسبب المخالطة فيعتقد صحة العدوى، وقيل إن حديث: رسم> لا عدوى رسم> نفي لما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من إضافة الفعل إلى غير الله، وأن الأمراض تعدي بطبعها، وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح مَن به شيء من هذه الأمراض سببا للحدوث، ولهذا قال: رسم> لا يورد ممرض على مصح متن_ح> رسم> ونهى عن القدوم على البلد الذي فيه الطاعون، وكل ذلك بتقدير الله تعالى، ولكنه جعل للأمراض أسبابا، فعلى المسلم أن يبتعد عن أسباب الهلاك، والله أعلم.