موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
حادثة الإفك
حادثة الإفك
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
قد رتب عليه الجلد ثمانين جلدة، ورد الشهادة، والحكم بفسق ذلك القاذف، أنه من الفاسقين إلا من تاب، ثم إن من القذف أو من أكبره قذف عائشة اسم> أم المؤمنين -رضي الله عنها- وهو الذي نزلت فيه هذه الآيات -سبع عشرة آية نزلت في قصتها- روى قصتها جماعة من التابعين، جمع رواياتهم الزهري اسم> ؛ حيث حدثه مجموعة منهم عن عائشة اسم> كعروة بن الزبير اسم> وعلقمة اسم> وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود اسم> ذكروا أنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها، تقول: فأقرع بيننا مرة فخرج فيها سهمي -يعني أن كانت هي التي حصل أنه خرج سهمها أي: اسمها- وكان ذلك في غزوة المريسيع، وكانت في حدود سنة سبع أو ست من الهجرة، ولما قفل النبي -صلى الله عليه وسلم- من تلك الغزوة وباتوا ليلة في الطريق، لما كان في آخر الليل آذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالرحيل -أن ارحلوا-.
ولما آذن بالرحيل قالت عائشة اسم> خرجت من هودجي حتى جاوزت الرحل؛ فقضت حاجتها ثم رجعت إلى هودجها، ولما أقبلت إليه وجدت أن عِقدا لها من جَزْع أظفار قد انقطع -عقد تعلقه في رقبتها كزينة- فرجعت إلى موضعها تلتمس ذلك العقد، وحبسها ابتغاؤه وطلبه، فجاء الذين يُرَحِّلون ويحملون الهودج، فحملوا هودجها يعتقدون أنها في داخله ولم يستنكروا خفة الهودج؛ وذلك لأنها جارية حديثة السن ما غشيها الحمل، لم يستنكروا خفتها وظنوا أنها فيه، ولما وجدت العقد ورجعت إلى مكانها، وإذا الرحل قد قاموا وقد ساروا وقد تركوها، تقول: فظننت أنهم سيفقدوني؛ فاضطجعت في مكاني؛ فغلبني النوم، ثم ذكرت أن صفوان بن المعطل اسم> كان يتأخر عادة، وأنه أصبح في مكانه، فلما عزم على الرحيل رأى سواد إنسان، تقول: فعرفني وكان يراني قبل الحجاب؛ فاستيقظت باسترجاعه أنه يقول: رسم>
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ قرآن> رسم> تقول: فخمرت وجهي، وأناخ لي راحلته، وما كلمني، وسرنا خلف الركب، وألفيناهم في نحر الظهيرة وقد أناخوا للقيلولة.
فتقول: فهلك من هلك -أي تكلم في هذا الإفك من تكلم- واتهموها بأنها قد زنت بصفوان بن المعطل اسم> وأنه ما تأخر وتأخرت معه إلا لأنه زنى بها، وأخذ الناس يخوضون في هذا، وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبيّ ابن سلول اسم> وهو رأس المنافقين؛ فكان يجمع الكلام وكان يستوشيه وكان يفشيه.
ثم تقول: لما قدمت مرضت شهرا، وبقيت في منزلها وهي مريضة، فلما تماثلت تقول: خرجت مع أم مسطح اسم> إلى المناصع اسم> وكانت متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل -يعني: للتبرز ولقضاء الحاجة- تقول: أمرنا أمر العرب الأول في التنزه؛ وذلك قبل أن نتخذ الكنف في بيوتنا يعني: ما كانوا يبنون في بيوتهم أماكن قضاء الحاجة؛ أمرهم أمر العرب الأولى في التنزه. تقول: فلما رجعنا عثرت أم مسطح اسم> في مِرطها-في كسائها الذي عليها- فقالت: تعس مسطح اسم> ؛ فأنكرت عليها عائشة اسم> وقالت: أتسبين رجلا شهد بدرا؟! -وهو ولدها- فقالت: وا هنتاه، أولم تسمعي ما قال؟! فأخبرتها بقول أهل الإفك، وكان من جملتهم الذين خاضوا في ذلك مسطح بن أثاثة اسم> الذي هو ولد هذه المرأة التي أخبرت عائشة اسم> لما أخبرتها تقول: ازداد مرضي ازددت مرضا. تقول: فلما جاءها النبي صلى الله عليه وسلم استأذنت إلى أبويها فأذن لها، فقالت: يا أبي ما يخوض الناس فيه؟ ماذا يتكلم الناس فيه؟ وسألت كذلك أمها أم رومان اسم> فقالت لها أمها: يا ابنتي هوني عليك الأمر، والله ما كانت امرأة حظية عند رجل؛ وكان لها ضرات إلا أكثرن القول فيها، تقول: فقلت: وقد تكلم الناس في هذا؟ فرجعت إلى بيتها، تقول: فبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، وبكت أيضا لليوم الثاني ولليوم الثالث، تقول: وكان أثر ما أجد البكاء فالق كبدي -يعني من كثرة البكاء الذي بكته من خجلها مما يتكلم الناس فيه-.
فتقول: -قبل ذلك- كان يريبني عدم الشفقة والرقة من النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أجده إذا مرضت، فكان يدخل ويقول: كيف تيكم؟ ثم يرجع، فلما طال البكاء عليها -بعد ذلك- دخلت عليها امرأة من الأنصار، وجلست تبكي معها، وعندها أبواها فدخل عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وجلس معها، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا عائشة اسم> إنه قد بلغني عنك كذا وكذا؛ فإن كنت بريئة فسيبرئك الله؛ وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري منه؛ فإن العبد إذا أذنب واستغفر غفر له؛ فلما قال ذلك قلص دمعي، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. فقال: والله ما أدري ما أقول له. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أدري ما أقول له، ذكرت تقول: إني جارية حديثة السن لا أذكر اسم يعقوب اسم> فقلت: إنكم قد بلغكم ذلك وصدقتم به؛ فما مثلي ومثلكم إلا كما قال أبو يوسف رسم>
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ قرآن> رسم> أي: أنني أصبر صبرا جميلا، ثم ذكرت أنه في ذلك المكان، نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، تقول: فغشيه ما كان يغشاه حتى أنه ليتحدر من جبينه مثل العرق في يوم شات -في يوم شتاء- فلما أفاق قال: يا عائشة اسم> أما الله فقد برأك. فقال لها أبوها: قومي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، الله هو الذي برأني، تقول: فأنزل الله قوله تعالى: رسم>
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ قرآن> رسم> العشر الآيات يعني إلى قوله رسم>
رَءُوفٌ رَحِيمٌ قرآن> رسم> .
هذه العشر في قصتها، الآيات السبع التي بعدها إلى قوله: رسم>
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ قرآن> رسم> الآية هذه أيضا في قصتها. ذكرت أن أبا بكر اسم> -رضي الله عنه- كان ينفق على مسطح اسم> ؛ لكونه فقيرا، ولكونه ابن خالته؛ فلما خاض في هذا الأمر أراد أن يقطع نفقته عنه، فحلف على ذلك؛ أنزل الله تعالى: رسم>
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ قرآن> رسم> قال أبو بكر اسم> بلى، والله أحب أن يغفر الله لي، فأعاد إليه نفقته وقال: والله لا أقطعها، فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة من الذين خاضوا في هذا الإفك فجلدهم، ثلاثة رجال وامرأة.
فالحاصل أن هذه الآيات نزلت في قصة الإفك فقول الله تعالى: رسم>
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ قرآن> رسم> .
الإفك: هو الكذب، وكذلك البهتان وهو الكذب الذي لا دليل عليه، ولا أمارة عليه، وذلك لأنهم لما رأوا أنها تأخرت إلى نحر الظهيرة، وأنها جاءت مع هذا الرجل ألصقوا بها هذه التهمة، ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تأخر عنه الوحي خطب مرة فقال: من يعذرني من رجل -وهو ابن أبي اسم> - بلغني أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا لا أعلم عليه إلا خيرا، وما كان يدخل بيتي إلا معي؛ فقام أسيد بن حضير اسم> فقال: نحن نعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك؛ فقام سعد بن عبادة اسم> -وكان رجلا صالحا إلا أنه احتملته الحمية- فقال: كذبت والله لا تقدر عليه، فقام سعد بن معاذ اسم> - فقال: كذبت أنت،- هذا يدل على أن القصة متقدمة -فتساور الحيان- الأوس والخزرج- وكادوا أن يقتتلوا، ونزل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يهدئهم حتى سكنوا.
فكان من جملة الذين خاضوا فيه والذي تولى كبره هو ابن أبي اسم> ذكر مرة أن عائشة اسم> -رضي الله عنها- كانت تنهى أن يسب حسان اسم> مع أنه من جملة الذين خاضوا فيها، قال لها رجل: كيف تأذنين له وقد قال الله -تعالى- رسم>
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ قرآن> رسم> فقالت: وأي عذاب أكبر وأقوى من العمى؟! وذلك لأنه أعمى حسان اسم> تنهى أن يسب وتقول: إنه كان يذب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها مرة فأنشدها أبياتا يقول فيها:
حصـان رزان مـا تُـزَنُّ بريبـة | وتصبح غَرْثَى من لحوم الغَوافِـل |
فقالت: لكنك أنت لست كذلك، يعني أنك لم تصبح أغرث من لحوم الغوافل يعني أنك تكلمت في هذا، ومع ذلك كانت تعذره وتقول: إنه الذي يقول:
فـإن أبـي ووالـدتي وعـرضي | لعـرض محمـد اسم> منكـم وقـاء |
أتهجـوه ولسـت لــه بكـفء | فخيركمـا لشــركما الفــداء |
لسـاني صـارم لا عيـب فيـه | وبحـري لا تكــدره الــدلاء |
يعني: يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم- ويلتزم بأن يمدحه، وأن يذب عنه كلام الذين يسبونه، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجعه على ذلك ويقول: اهجهم وهاجهم فإن جبريل اسم> معك، ومع ذلك أقام عليه الحد الذي هو الجلد ثمانين؛ لأنه من جملة من خاض في ذلك، ثم تاب بعد ذلك وقبلت توبته، وقبلت شهادته وقبل كلامه، وأما ابن أبي اسم> فإنه مات على نفاقه، كما ذكر ذلك بالأحاديث.
ثم سماه الله -تعالى- إفكا: رسم>
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ قرآن> رسم> -أي مجموعة منكم- ما ذكر عددهم إلا أن المشهور منهم هؤلاء الأربعة: مسطح اسم> وحسان اسم> وابن أبي اسم> وحمنة؛ اسم> حمنة اسم> وهي أخت زينب اسم> .
تقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أنه تأخر عنه الوحي استشار بعض صحابته، فاستشار زيدا اسم> فقال: أهلك ولا نعلم إلا خيرا، واستشار عليا اسم> فقال علي اسم> لا نعلم إلا خيرا والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، وكان عندها جارية عتيقة، وهي بريرة اسم> فسأل بريرة اسم> ماذا تعلمين عنها؟ فقالت: لا أعلم عنها إلا خيرا، إنها جارية حديثة السن تنام عن عجينها فتأتي الداجن فتأكله، سأل أيضا زينب اسم> عنها فقالت: أحمي سمعي وبصري ما أعلم عنها إلا خيرا؛ فعصمها الله تعالى بالورع، تقول: هي التي كانت تساميني يعني تفاخرني من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأما أختها التي هي حمنة اسم> فهلكت فيمن هلك.
فهؤلاء من جملة العصبة رسم>
عُصْبَةٌ مِنْكُمْ قرآن> رسم> يقول تعالى: رسم>
لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ قرآن> رسم> أي لا تحسبوا أنه صدق، وأن فيه شرا؛ بل هو خير لكم، أي ما حدث إلا خير، وما حدث شيء يستنكر.
رسم>
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ قرآن> رسم> هؤلاء الذين خاضوا فيه، عليهم شيء من الإثم بقدر ما اكتسبوا، والذي تولى كبره منهم -والذي هو ابن أبي اسم> - له عذاب عظيم، وعذب في الدنيا بالحد، وفي الآخرة هو من هو رأس المنافقين، وحسابه على الله تعالى، عاتب الله نبيه لما صلى عليه وقال: رسم>
وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ قرآن> رسم> .
يقول تعالى: رسم>
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا قرآن> رسم> كان الأولى بكم لما سمعتموه أن تظنوا بأنفسكم خيرا، وألا تتهموا أم المؤمنين التي هي أحب نسائه صلى الله عليه وسلم إليه، وألا تظنوا بذلك الرجل إلا خيرا، لأنكم تعرفونه بالورع، وأنه إنما أحسن في حمله لها، ولحوقه بالركب؛ إلى أن أتبعهم، فما فعل إلا خيرا فتظنون بأنفسكم وبإخوانكم خيرا.
رسم>
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ قرآن> رسم> .
يعني: هذا إفك أي كذب لولا جاءوا، هلا جاءوا عليه بأربعة شهداء، لماذا لم يأتوا بأربعة شهداء؟ فإن من قذف طولب بأن يأتي بأربعة شهداء؛ فإذا لم يأتوا بهم؛ رسم>
فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ قرآن> رسم> فكذبهم الله -تعالى- وبرأ أم المؤمنين من ذلك.
رسم>
فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ قرآن> رسم> يعني لولا أنه تفضل عليكم ورحمكم وتاب عليكم رسم>
لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ قرآن> رسم> يعني فيما تكلمتم به أيها العصبة، فيما تكلمتم به عذاب أليم -عاجل أو آجل- ثم يقول: رسم>
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ قرآن> رسم> -أي تستقبلونه- ذكر أن عائشة اسم> قرأت هذه الآية إِذْ تَلِقُونَهُ -يعني- تلفظونه وتقولون: الولق وهو الكذب وكانت أعلم به؛ لأنها نزل في شأنها؛ ولكن قراءة الجمهور تلَقَّوْنَهُ يعني: تسمعونه ثم تلفظونه وتتكلمون به بألسنتكم وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ، أي تتكلمون ِبأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ، أي: ليس لكم إلا الظن مجرد الظن -تتكلمون فيه بغير علم- وتحسبونه هينا يعني أنه أمر سهل ليس فيه إثم، وهو عند الله عظيم، ذنبه كبير. لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ أي من هؤلاء الذين يخوضون فيه، قلتم: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا لا يحق لنا أن نتكلم به، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، يعني: تسبحون الله تعالى وتنزهونه، وتتوبون إليه، وتعرفون أن هذا بهتان، والبهتان: هو الكذب الصريح؛ البهتان هو الظلم. بهته: يعني: ظلمه وكذب عليه.
رسم>
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا قرآن> رسم> ينصحكم ويخوفكم، لا تعودوا لمثل هذا أبدا -بقية حياتكم-؛ حتى لا تقعوا في هذا الإثم، رسم>
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> يعني يحذركم ويخوفكم أن تعودوا لمثله أبدا، رسم>
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ قرآن> رسم> أي في مثل هذه الآيات لعلكم أن تعقلوا وتفهموا الأحكام.
مسألة>
-28-