موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الحث على إنفاق المال لمستحقيه
الحث على إنفاق المال لمستحقيه
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
والحاصل أن الله تعالى وصفه في هذه الآية بأنه من أهل الفضل، ومن أهل السعة، والآية نزلت بلفظ الجمع أولو الفضل يعني أهل الفضل والسعة ليدخل فيها أبو بكر اسم> وغيره، وإن هناك كثيرين غيره اتصفوا بأنهم من أهل الفضل وبأنهم من أهل السعة ونزلت الآية في مسطح اسم> في قوله رسم>
أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى قرآن> رسم> ؛ ولكن الآية أيضا ذكرت بلفظ الجمع أولي القربى والمساكين لم يقل: القريب والمسكين والمهاجر؛ بل ذكر ذلك بلفظ الجمع وذلك ليحث على صلة من كانوا هكذا من ذوي الحاجات سواء كانوا أقارب أو غيرهم ولكن إذا كان قريبا اتصف بهذه الصفات الثلاث؛ فكان له حق في كل صفة؛ وإلا فله حق في الصفتين صفة المسكنة وصفة الهجرة، ونقول: كذلك أيضا في صفة المسكنة ولو لم يكن من المهاجرين إذا اتصف بأنه مسكين فإن له حقا على إخوانه المسلمين. المسكين هو الذي دخله أقل من كفايته أي تلحقه حاجة فله حق على أولي السعة وأولي الفضل.
وصف الله هؤلاء المستحقين بهذه الثلاث صفات، وكل صفة منها صفة خير الصفة الأولى: القرابة، أولي القربى وذلك -بلا شك- يختص بذوي الحاجة منهم مع أن القرابة لهم حق الصلة ولو كانوا أغنياء، وليس ذلك خاصا بإيتائهم من الأموال؛ بل صلتهم وزيارتهم واستزارتهم، ومحبتهم ونصحهم وإيثارهم وتعليمهم وما أشبه ذلك قال الله -تعالى- رسم>
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ قرآن> رسم> يعني أعطهم حقوقهم، حقوقا مالية أو حقوقا معنوية.
وجعل الله تعالى لهم حقا مع الحقوق العشرة في آية الحقوق العشرة في سورة النساء يقول الله تعالى: رسم>
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى قرآن> رسم> جعله في المرتبة الثالثة أي هو الذي يلي الأبوين، وأما المساكين فإنهم يستحقون من الزكاة ويستحقون من الصدقة؛ لأنها صفة تغلب على ذوي الحاجة فلا تطلق المسكين إلا على ذوي الحاجات، ولذلك جعل الله الكفارات لهم في قوله: رسم>
فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم>
إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ قرآن> رسم> وفي قوله رسم>
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ قرآن> رسم> وفي قوله: رسم>
أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ قرآن> رسم> فجعلهم أهل الكفارات، وفيهم كلام طويل مذكور في آية الصدقة، في تأليفهم، وفي قدر أهل استحقاقهم.
وأما المهاجرون فسموا بذلك لأنهم هجروا بلادهم وهجروا أقاربهم وهجروا ديارهم وأموالهم وأملاكهم ونحو ذلك، وانتقلوا إلى دار الهجرة، والحق هنا والإيتاء يختص بالفقراء وذوي الحاجة منهم والغالب أنهم من ذوي الحاجة ولذلك جعلهم الله تعالى من أهل الفيء في قوله تعالى: رسم>
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ قرآن> رسم> يعني يعطون من الفيء الذي ذكر في الآية قبلها رسم>
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ قرآن> رسم> إلى آخره، ولهم حق وذلك لأنهم تركوا أهليهم وأموالهم وانتقلوا إلى هذه البلاد هربا بدينهم، فالغالب عليهم الفقر، أما من كان غنيا منهم وذا قدرة على الاكتساب؛ فلا يدخل في المستحقين فإن منهم من كانوا أثرياء وأغنياء كعثمان بن عفان اسم> وطلحة اسم> والزبير اسم> وعبد الرحمن بن عوف اسم> ونحوهم ممن صاروا يكتسبون ويحترفون ويعملون ويتجرون، فيراد بالمهاجرين الذين ليس لهم حرفة، وليس عندهم قدرة على التكسب ولا على العمل، ومنهم مسطح اسم> ؛ فهو داخل في هذه الصفة، والآية عامة له ولغيره.
ثم يقول تعالى: رسم>
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ قرآن> رسم> يعني إذا تصدقتم على هؤلاء وأعطيتموهم وأنفقتم عليهم مما أعطاكم الله تعالى فإن ربكم وعدكم بأنه يخلف عليكم ما أنفقتم، ويبارك لكم فيما أبقيتم ويضاعف لكم الأجر أضعافا كثيرة، فتكونون بذلك قد اكتسبتم خيرا، وقد حصل لكم خير ونفع وسعة في الرزق، وأجر عند الله تعالى ومغفرة للذنوب.
ذكرنا أن أبا بكر اسم> لما نزلت قال: بلى. والله أحب أن يغفر الله لي لما سمع قوله رسم>
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ قرآن> رسم> كل عاقل وكل مؤمن يحب أن يغفر الله له فعليه أن يأتي بالأسباب التي يكون بها من أهل المغفرة.
مسألة>
-34-