المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
شرح حديث أبي سفيان مع هرقل
قال المصنف رحمه الله: قال حدثنا موسى بن إسماعيل اسم> قال: حدثنا أبو عوانة اسم> قال: حدثنا موسى بن أبي عائشة اسم> قال: حدثنا سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> في قوله تعالى: رسم>
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قرآن>
رسم> قال: رسم>
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه. فقال ابن عباس اسم> فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، وقال سعيد اسم> أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس اسم> يحركهما، فحرك شفتيه. فأنزل الله عز وجل: رسم>
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ قرآن>
رسم> قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه، رسم>
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قرآن>
رسم> قال: فاستمع له وأنصت، رسم>
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ قرآن>
رسم> ثم إن علينا أن تقرأه. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل اسم> استمع، فإذا انطلق جبريل اسم> قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما كان قرأ متن_ح>
رسم> .
وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ قرآن>
رسم> يعني لا تستعجل بقراءته قبل أن يقضى وحيه؛ يعني قبل أن ينزله الملك وقبل أن يلقيه في سمعك وقلبك، فلا تكلف نفسك بحركة لسانك وحركة شفتيك.
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قرآن>
رسم> يعني استعجالًا لنزوله واستعجالًا لقراءته؛ بل عليك أن تنصت إذا نزل عليك، وإذا أنصت فإنه سيقر في قلبك، رسم>
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ قرآن>
رسم> علينا أن نجمعه في قلبك، وأن نقرأه عليك وأنت تستمع؛ فيثبت في قلبك جمعه وقرآنه، رسم>
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ قرآن>
رسم> أي: قرأه الملك قراءة كاملة رسم>
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قرآن>
رسم> يعني اتبعه فيما قرأه عليك، واتبع قراءته التي أنزلها والتي سمعتها، رسم>
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ قرآن>
رسم> أي: بعد ذلك نبين معانيه لك إذا كان في بيانها شيء يحتاج إلى إيضاح، إذا كان فيها خفاء في بعض الكلمات، ضمن الله تعالى له أنه يثبت في قلبه، جمعه في قلبك وقرآنه عليك قراءته، وضمن الله تعالى أنك إذا قرأته بعد ذلك تقرأه كما أنزل دون أن يتغير منه شيء أو تترك منه شيئا، وضمن بعد ذلك بيانه يعني إيضاح معانيه ونحو ذلك.
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا قرآن>
رسم> أي: لا تستعجل بنزول القرآن تقرأه قبل أن يتم إنزاله عليك، وقبل أن ينتهي الملك من قراءته عليك؛ بل انتظر واستمع لقراءة الملك إلى أن يقرأ عليك ما أُمِر بقراءته من الآيات، ثم بعد ذلك اقرأه كما قرأه الملك، فإنك لا تخطئ فيه ولا تزيد ولا تنقص؛ ضمن الله تعالى له أنه يثبت له هذا القرآن ويستقر، وأنه لا يزيد فيه ولا ينقص منه، هذا ما تكفل الله تعالى له به، وضمن أيضًا بيانه.