موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
سؤال هرقل عن تقليد النبي صلى الله عليه وسلم غيره في ادعاء النبوة
سؤال هرقل عن تقليد النبي صلى الله عليه وسلم غيره في ادعاء النبوة
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
ثم سأله السؤال الثالث: هل قال هذا القول أحد قبله؟ فقال أبو سفيان اسم> لا.. ما ذكر أن أحدًا من قريش ولا من العرب ادعى النبوة، ولا قال مثل هذه المقالة التي دعا إليها، وهي دعوة الناس إلى التوحيد، ودعوة الناس إلى الإيمان بالله، وقال: إني نبي يُوحَى إِلَيَّ، ما قال ذلك أحد قبله، فقال هرقل: اسم> لو كان قال ذلك أحد قبله، لقلتُ: رَجُلٌ يَتَأَسَّى بقول قد قيل قبله، رجل يَتَّبِعُ مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الذين قالوا: إنهم أنبياء، وادعوا النبوة، ولم يكن أحد قال ذلك من العرب، ولا عُرِفَ أَحَدٌ ادعى ذلك، فلما انفرد بذلك عُرِفَ بأنه لم يكن له دافع يدفعه إلى هذه المقالة، فعرف بذلك أنه صادق فيما قاله.
ثم لما أنه عليه الصلاة والسلام أظهره الله، ونصره ادعى بعض المتنبئين أنهم أنبياء، وأنهم ينزل عليهم الوحي، وتمكن بعضهم، فكان ممن ادعى النبوة مسيلمة اسم> مسيلمة اسم> أظهر أنه نبي، وكان قد وفد مع وفد بني حنيفة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا إلا هو، فإنه قال: إن جعل لي محمد اسم> الأمر من بعده بايعته !! يعني إذا جعل لي النبوة، أو جعل لي الملك من بعده بايعته، وأسلمت، رسم>
فجاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم وبيده عصا، فقال: لو سألتني هذه العصا ما أعطيتكها! ولئن ذهبت ليهلكنك الله، وما أظنك إلا الرؤيا التي رأيتها متن_ح> رسم> يقول الراوي: رسم>
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت في يدي سوارين من ذهب، فَأَهَمَّنِي في المنام أَمْرُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ في المنام أنِ انفخهما! فنفختهما، فطارا، فَأَوَّلْتُهُمَا: كَذَّابَيْنِ، وهما صاحبُ صنعاء اسم> وصاحبُ اليمامَة اسم> متن_ح> رسم> .
فصاحب اليمامة اسم> هو مسيلمة اسم> فإنه رجع، وجعل يَدَّعِي أنه نبي، وصَدَّقَهُ بعض الجهلة من بني حنيفة، ومن ربيعة، وكانوا يتوافدون إليه.. يعلمون أنه كذاب، ولكن بعضهم يتعصب، حتى قال بعضهم: كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مُضَر! لأن ربيعة -يعني قبيلة ربيعة- ربيعة بن نزار منهم مسيلمة اسم> ومضر بن نزار منهم قريش، منهم النبي صلى الله عليه وسلم، وبينهم منافسة؛ بين ربيعة ومضر. فالحاصل في هذا أنه صلى الله عليه وسلم لَمَّا لَمْ يُبَايِعْهُ عرف بأنه سيكون له أمر، وأنه سيدعي النبوة، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم بايعه خلق كثير، حتى زادوا عن مائة ألف من ربيعة، ومن مضر، ومن غيرهم، واشتهر أمره.
وقبل أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عمرو بن العاص اسم> أنه وفد إليه -قبل أن يُسْلِمَ عمرو- اسم> فلما وفد إليه سأله: ماذا تحفظ مما أنزل على صاحبكم؟ فقال: لقد أنزلت عليه سورة قصيرة عجيبة، وقرأ عليه سورة العصر، ففكر مسيلمة اسم> قليلًا، ثم قال: لقد أنزل علي مثلها !! ما هي؟ قال: يا وبر يا وبر!! إنما أنت أذنان وصدر!! وسائرك حقر حقر!! كيف ترى يا عمرو اسم> ؟ فقال عمرو اسم> والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تَكْذِبُ !!! عَرَفَ أن هذا من الكذب، وأن هذا دليل على أنه يَتَقَوَّلُ.
ثم بعدما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وكثر الذين بايعوه تنبأت امرأة من تميم، يُقَال لها سجاح اسم> وبايعها خلق كثير، وغزت إلى مسيلمة اسم> ولما وفدت إليه ومعها نحو أربعين ألف فارس خاف منها، ولكنه خدعها إلى أن دخلت تحت ولايته، واستسلمت له، وبايعته، وتزوجها، وانضم جيشها إلى جيشه، ولما اسْتُخْلِفَ أبو بكر اسم> رضي الله عنه أرسل جيشًا من المسلمين بقيادة خالد بن الوليد اسم> رضي الله عنه، فقاتلوا قوم مسيلمة اسم> وقتل مسيلمة اسم> في أثناء المعركة، وبعد ما قتل مسيلمة اسم> تفرق من كان معه، ورجعوا إلى الإسلام. وأما سجاح اسم> فإنها أيضًا ادعت أنها نبية، وكانت أيضًا تدعي أنه ينزل عليها قرآن، وهو من جنس أقوال الكهنة، وذُكِرَ أنها أسلمت، ويقول فيها بعضهم:
وأما سجاح اسم> يـا جهـول فأسلـمت | وربـك تـواب علـى كل تـائب |
وأما صاحب صنعاء اسم> فإنه رجل حبشي أو نحوه، يقال له الأسود العنسي اسم> من قبيلة هناك، ادعى النبوة، ولما ادعى النبوة وكان في نجران اسم> استولى على نجران اسم> ثم سار وصار يمشي في اليمن اسم> بلدةً بلدة، إلى أن استولى على تلك البلاد كلها، وبايعوه إلى أن استقر في صنعاء اسم> وكان هناك دعاة من الصحابة، فهربوا، لما أنه استفحل أمره هربوا إلى حضرموت اسم> كمعاذ اسم> وأبي موسى اسم> وعلي اسم> وعَمَّار اسم> ونحوهم، ثم إن هناك اثنين من المسلمين، عرفا أنه كذاب، وكانت امرأته أيضًا تعرف أنه كذاب، فوعدتهما على أن ينقبا الباب، ويدخلا خلف الجدار، ففعلا ذلك، فقتلاه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بأيام قليلة.
وبكل حال هؤلاء تنبئوا بعده، بعد ما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن الله تعالى كَبَتَهُمْ وأَذَلَّهُمْ، ولم يبقَ لهم شوكة، ولم يبق لهم أتباع؛ وذلك لأنه ظهر كذبهم. فهكذا يظهر كَذِبُ من ادعى النبوة وليس بصادق، قد أخبر أيضًا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيأتي بعده كذابون، يقول: رسم>
لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي! وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي متن_ح> رسم> فيذكر بعض المشايخ أنه قد ظهر منهم سبعة وعشرون، ويمكن أن الثامن والعشرين هو غلام أحمد القادياني اسم> الذي ظهر في الهند اسم> وصدقه خلق كثير، لا يزالون يعرفون بالقاديانية، فيكون قد ظهر هؤلاء الخلق الذين يَدَّعُون أنهم أنبياء، ولكن الله تعالى كَبَتَهُمْ، وأظهر دينه الذي أرسل به نبيه، وأنزل عليه قوله تعالى: رسم>
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قرآن> رسم> .
مسألة>
-22-