المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
دلالة الآيات القرآنية على أمور العقيدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ قرآن>
رسم> رسم>
عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن>
رسم> وعلى الملك احتوى، وله الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه تعالى أن تكون صفاته مخلوقة وأسماؤه محدثة، كلم موسى اسم> بكلامه الذي هو صفة ذاته، لا خلق من خلقه، وتجلى للجبل اسم> فصار دكًّا من جلاله، وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، والإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، فرض وركن في الدين، وكل ذلك قد قدره الله ربنا، ومقادير الأمور بيده، ومصدرها عن قضائه، علم كل شئ قبل كونه فجرى على قدره.
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قرآن>
رسم> يضل من يشاء فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه وقدره، من شقي أو سعيد.
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا قرآن>
رسم> وأنزل عليه كتابه الحكيم، وشرح به دينه القويم، وهدى به الصراط المستقيم، رسم>
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا قرآن>
رسم> وأن الله يبعث من يموت؛ كما بدأهم يعودون.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ قرآن>
رسم> .
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ قرآن>
رسم> أي: ابتدأ خلق أبيكم من طين، وقال تعالى: رسم>
الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قرآن>
رسم> وقال: رسم>
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ قرآن>
رسم> .
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ قرآن>
رسم> ؛ فهكذا أخبر بأنه الذي ابتدأ خلق الإنسان، ولا يليق أن الذي خلقه يتركه هملا؛ لا بد أنه يحاسبه، وأنه يعلم أحواله؛ ولهذا قال تعالى: رسم>
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى قرآن>
رسم> يعني: مهملا، لا يؤمر ولا ينهى رسم>
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً قرآن>
رسم> .. رسم>
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً قرآن>
رسم> يعني في بطن أمه، رسم>
فَخَلَقَ فَسَوَّى قرآن>
رسم> فالذي خلق الإنسان وصوره وسواه لا يليق أن يتركه هملا.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قرآن>
رسم> يعلم ما يجول في قلب كل أحد، وما توسوس به نفسه، ولكنه سبحانه لا يعذبه ولا يحاسبه على ما في قلبه، ولا على ما تتحدث به نفسه؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - رسم>
عفي لأمتي عن ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل متن_ح>
رسم>.
جاء بعض الصحابة فقالوا: يا رسول الله، إنا لنجد في أنفسنا ما لأن نخر من السماء أحب من أن نتكلم به، فقال : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة متن_ح>
رسم> فما يوسوس به الإنسان لا يحاسبه الله عليه، ولكن هذا دليل على أنه عالم بما يجول في نفسه: رسم>
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قرآن>
رسم> أي: من العرق الذي في قاعة الرقبة، العروق في الرقبة تسمى الأوردة، العرق: يسمى حبلا، حبل الوريد، أقرب إليه من هذا الحبل الذي أو العرق الذي في أصل رقبته.
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ قرآن>
رسم> أي هو مطلع عليهم ويعلم كل شيء، وقال تعالى: رسم>
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ قرآن>
رسم> مفاتح الغيب ورد أنها الخمسة التي ذكرت في آخر سورة لقمان في قوله تعالى: رسم>
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ قرآن>
رسم> هذه الخمس لا يعلمها إلا الله، رسم>
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قرآن>
رسم> أي: ما يكون في البر وما يكون في البحر رسم>
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا قرآن>
رسم> كل ورقة تسقط من شجرة يعلم متى تسقط، ويعلم متى نبتت رسم>
وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ قرآن>
رسم> أي: أية حبة، حبة رمل أو حبة دقيق أو حبة بر أو نحو ذلك: رسم>
فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ قرآن>
رسم> أي كل ما في الأرض من رطب ويابس؛ فهو في كتاب مبين، قد كتبه الله تعالى.