موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
صفة الكلام وأدلتها من القرآن
صفة الكلام وأدلتها من القرآن
عدد المشاهدات
()
يقول بعد ذلك: كلم موسى اسم> بكلامه الذي هو صفة ذاته، لا خلق من خلقه؛ هكذا أخبر تعالى بأنه كلم موسى اسم> والكلام معروف أنه الذي يسمعه المكلَّم؛ في قوله تعالى: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن> رسم> ثم إن الجهمية أنكروا ذلك؛ أنكروا أن يكون الله تعالى متكلما، فأنكروا أن يكون كلم موسى اسم> وأنكروا المحبة، فأنكروا أن يكون يحب عباده أو أن من عباده من أحبهم، وأنكروا أن يكون اتخذ إبراهيم اسم> خليلا يعني محبوبا، واشتهر بذلك الجعد بن درهم اسم> وهو الذي قتله خالد القسري اسم> في يوم العيد، ذكر ذلك ابن القيم اسم> رحمه الله يقول:
ولأجـل ذا ضحـى بجعـد اسم> خالــد اسم> | القسـري يـوم ذبـائح القربـان |
إذ قـال إبـراهيـم اسم> ليـس خليلـه | كـلا ولا موسـى اسم> الكـليم الـداني |
شـكر الضحية كل صـاحب سـنة | للـه درك مـن أخـي قربـــان |
ضحى به في يوم العيد بعد ما خطب قال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم اسم> إنه زعم أن الله لم يكلم موسى اسم> تكليما، ولم يتخذ إبراهيم اسم> خليلا ثم نزل من المنبر وذبحه، جعله أضحية فشكر الضحية كل صاحب سنة، هذا دليل على أن هؤلاء الذين ينكرون مثل هذه الصفات يصدق عليهم أنهم كفار، وقد كفرهم يعني المعتزلة والجهمية جمع من العلماء، سرد منهم اللالكائي اسم> خمسمائة من العلماء ذكرهم في كتابه: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ولذلك يقول ابن القيم اسم> في النونية:
ولقـد تقلد كفرهم خمسـون فـي | عشر .............................. |
( خمسون في عشر أي خمسمائة).
ولقـد تقلد كفرهم خمسـون فـي | عشـر من العلمـاء فـي البلـدان |
و اللالكــائي اسم> الإمـام حكاه عنـ | ـهـم بـل حكــاه قبلـه الطبراني اسم> |
لا شك أن كفرهم لأجل تنقصهم لله تعالى؛ فالله سبحانه وتعالى كلم موسى اسم> تكليما، ذُكر أن بعض المعتزلة جاءوا إلى أبو عمرو بن العلاء اسم> الذي هو أحد القراء أبو عمرو بن العلاء اسم> فقالوا له: لعلك تقرأ هذه الآية: وكلم اللهَ موسى تكليما؛ يريدوا أن يكون موسى اسم> هو الذي كلم الله، فقال له أبو عمرو اسم> هَب أني قرأت هذه الآية كذلك، فكيف تصنع بقول الله تعالى: رسم>
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن> رسم> هل تحرف هذه الآية؟ فبهت ذلك المعتزلي يعني: أنه لا يستطيع أن يحرفها.
ثم ذكر شيخ الإسلام أنهم حرفوها تحريفا معنويا فقالوا: كلم الله موسى اسم> يعني: جرَّحه، لأن الكلم هو الجرح جرَّحه بأظافير الحكمة، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، فيقال: كيف تفعلون بآيات النداء؟ وكيف تفعلون بآيات الكلام؟ قول الله تعالى: رسم>
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن> رسم> ما قال بتجريحي أو بتكليمي؟ وكذلك آيات النداء: رسم>
هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ قرآن> رسم> النداء لا يكون إلا بكلام؟ رسم>
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى قرآن> رسم> رسم>
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا قرآن> رسم> ؟ فلا يستطيعون أن يحرفوا ذلك.
فالله تعالى ناداه وكلمه بكلام أسمعه إياه وفهمه، كلامه صفة ذاتية يعني: تعرفون أن الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات ذاتية وصفات فعلية. فإذا قيل: صفة اليدين هل هي ذاتية أو فعلية؟ ذاتية لأنها ملازمة للذات، وصفة السمع والبصر صفة ذاتية، وكذلك صفة الكلام صفة ذاتية، وأما صفة المحبة، وصفة الرحمة، وصفة الغضب والرضا، وصفة البغض والكراهية فإنها فعلية، الصفة الذاتية هي التي لا تنفك عن الذات بل ملازمة للذات، وأما الصفة الفعلية، فهي التي يفعلها إذا شاء، فإنه يغضب إذا شاء ويرضى إذا شاء، في حديث الشفاعة: رسم>
إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله متن_ح> رسم>.
فدل على أن الغضب ليس ملازما للذات، وكذلك الرضا، وكذلك الرحمة، وكذلك بقية الصفات الفعلية؛ فالكلام صفة ذاته، لا خلق من خلقه؛ رد على المعتزلة الذين يقولون: إنه مخلوق؛ وذلك لأنهم لما نفو صفة الكلام لم يجدوا بُدًّا من أن يقولوا: إن القرآن مخلوق، -تعالى الله عن قولهم-.
مسألة>
-13-