موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
اتصاف المولى عز وجل بالغنى
اتصاف المولى عز وجل بالغنى
عدد المشاهدات
()
انتقل بعد ذلك إلى صفات ذاتية وفعلية.
وهو الغنـي بذاتــه سـبحانــه | جل ثنــاؤه تـعـالـى شـانــه |
( الغني بذاته ) أي: أن وصف الغنى له وصف ذاتي، أثبته الله -تعالى- فقال تعالى: رسم>
فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ قرآن> رسم> أي: استغنى عنهم، وعن إيمانهم فهو غني حميد، وقال تعالى: رسم>
وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ قرآن> رسم> وصف نفسه بأنه هو الغني، وأن خلقه هم الفقراء، وقال تعالى: رسم>
يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ قرآن> رسم> أي: أنه غني عن عبادتكم، وغني عن إيمانكم، وغني عن أعمالكم، لا تنفعه طاعة المطيعين، ولا تضره معصية العاصين.
وجاء في حديث أبي ذر اسم> القدسي: أن الله -تعالى- يقول: رسم>
يا عبادي، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني متن_ح> رسم> يعني: أن أعمالكم لا تزيد ولا تنقص في ذات الله -تعالى- ولا في ملكه، وفي هذا الحديث يقول: رسم>
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر متن_ح> رسم> يعني: أنه –سبحانه- خزائنه ملأى.
ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم في الحديث: رسم>
يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه متن_ح> رسم> يعني: أنه –سبحانه- يعطي كما يشاء، ولما وصفه اليهود بقولهم: رسم>
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ قرآن> رسم> يعني: عن العطاء؛ مغلولة عن العطاء فهو بخيل؛ رسم>
غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ قرآن> رسم> مبسوطتان بالعطاء ينفق كيف يشاء، عطاؤه كلام، وعذابه كلام رسم>
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن> رسم> فالله - سبحانه وتعالى - هو الغني بذاته، والمخلوقون فقراء إليه.
فالله -تعالى- موصوف بأنه له الغنى الذاتي، والمخلوق له الفقر الذاتي. يعني: إن المخلوق فقير بالذات، ولو ملك ما يملك فإنه يعتبر فقيرا؛ لأنه سوف يذهب أو يُذهَب به، ويفارق ذلك الملك وذلك المال ونحوه، في بيت منسوب لشيخ الإسلام - رحمه الله - يقول فيه:
فالفقر لـي وصف ذات دائما أبــدا | كما الغنـى أبدا وصـف لـه ذاتــي |
( فالفقر لي ) يعني: أنا الإنسان.
فالفقر لي وصـف ذات دائما أبــدا | كما الغنـى أبـدا وصف لـه ذاتــي |
وصف ذات لله - سبحانه وتعالى - فهذا معنى قول الناظم: ( وهو الغني بذاته سبحانه ). يعني: موصوف بالغنى غنى بالذات ( جل ثناؤه تعالى شأنه ). جل ثناؤه يعني: عظم الثناء عليه. تعالى شأنه أي: تعالى وتقدس شأنه.
وكل شـيء رزقــه عـلـيــه | وكلنــا مفتـقـــر إلـيــــه |
وما من دابة. أي: في الأرض ولا في السماء. رسم>
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا قرآن> رسم> ويقول تعالى: رسم>
وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ قرآن> رسم> فكل شيء رزقه على الله تعالى، يسر الله -تعالى- لها الأرزاق، وسهل لها الحصول على رزقها، وخلق لها قوتها، وجعل لكل شيء قوتا يناسبه، فلا تكاد تجد دابة ميتة من الجوع: لا طيرا، ولا حشرة، ولا وحشا، ولا غير ذلك. بل جعل الله تعالى لها من الرزق ما تقتات به، وما تعيش به في هذه الحياة الدنيا، ( فكل شيء رزقه عليه، وكلنا مفتقر إليه ) أي: كلنا فقراء إلى الله تعالى، كما في الآيات التي ذكرنا: رسم>
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ قرآن> رسم> رسم>
وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ قرآن> رسم> .
مسألة>
-42-