المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
من أنواع التوحيد: توحيد المعرفة والإثبات
بسم الله الرحمن الرحيم
| أول واجـــب علــى العـبـيـــد | معرفـة الرحـمــن بــالتوحيـــد |
| إذ هو مـن كــل الأوامــر أعظــم | وهو نوعــان أيـــا مــن يفهــم |
| إثبات ذات الــرب جـــل وعـــلا | أسمائه الحسنـى صفـاتــه العـــلا |
| وأنه الـــرب الجـلـيــل الأكـــبر | الخالــق البـــارئ والمـصـــور |
| باري البرايــا منشـئ الخــلائــق | مبدعهـم بــلا مثـــال ســابــق |
| الأول المبــدي بـــلا ابتـــــداء | والآخر البــاقــي بــلا انتهـــاء |
| الأحد الفــرد القــديــر الأزلـــي | الصمـد الــبر المهيمــن العلـــي |
| علــو قـهــر وعلــو شـــان | جل عــن الأضـــداد والأعـــوان |
| كذا لـــه العـلـــو والفـوقيـــة | علــى عبــــاده بــلا كيفيـــة |
| ومـع هــذا مطـلــع إلـيـهـــم | بعلمــه مهيـمــن عـلـيـهـــم |
| وذكـره للقـــرب والـمـعيــــة | لم ينـف للعـلـــو والفـوقيــــة |
| فإنــه العلـــي فـــي دنــــوه | وهو القريـب جـــل فــي علــوه |
| حي وقـيــــوم فـــلا ينــــام | وجل أن تشبهــــــه الأنــــام |
| لا تبلغ الأوهـــام كنـــه ذاتـــه | ولا يكيـف الحـجــــا صفــاتــه |
| باق فـــلا يفـنـــى ولا يبيــــد | ولا يكون غـــير مـــا يريــــد |
| منفــرد بــالـخـلــــق والإرادة | وحاكــم جــــل بـمــــا أراده |
| فمـن يـشـــأ وفـقــه بفضلــه | ومن يشـــأ أضـلــه بـعـدلــه |
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ قرآن>
رسم> يعترفون بأن الله هو الذي يرزقهم من السماء بالمطر ونحوه، ومن الأرض بالنبات، وأنه الذي يخرج الحي من الميت؛ يخرج النبات من الأرض ونحوها، ويخرج الثمر من النبات؛ الميت من الحي، وأنه الذي يملك السمع الأبصار؛ بمعنى: أنه الذي خلق السمع؛ فلا يقدر أحد أن يخلق سمعًا، وأنه الذي خلق البصر؛ فلا يقدر أحد إذا فقد البصر أن يخلق بصره، وأنه الذي يدبر الأمور؛ يسير الأفلاك، يسير الشمس والقمر والنجوم. يعترفون بذلك كله لله تعالى.
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ قرآن>
رسم> يعترفون بأن ذلك كله لله، ومع ذلك لا يتذكرون ولا يتقون، وأنهم يُصرفون عن الإقرار بالله تعالى؛ فهذا دليل على أنهم يقرون بهذا النوع؛ الذي هو توحيد الربوبية أنه الرب، وأنه الخالق، وأنه الرازق.
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ قرآن>
رسم> ثم قال: رسم>
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قرآن>
رسم> وقال تعالى: رسم>
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قرآن>
رسم> ؛ فذلك دليل على أنهم يعترفون بأن الله تعالى هو الذي خلق الخلق، وهو الذي يدبر الأمر، ومع ذلك يعبدون غيره، أو يشركون به في عبادته.