موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الله تعالى هو الحي القيوم
الله تعالى هو الحي القيوم
عدد المشاهدات
()
حـي وقـيـــوم فــلا ينـــام | وجــل أن تشبهــــه الأنــــام |
له الحياة المطلق بحيث إنه لا يأتي عليه فناء، فهو الحي القيوم، القيوم: هو القائم على أرزاق خلقه بما يصلحهم، فلا ينام: رسم> لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ قرآن> رسم> وفي الحديث: رسم> إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح> رسم> فهو حي وقيوم فلا ينام. وجل أن يشبهه الأنام، هكذا عند أهل السنة ينفون التشبيه، فيقولون: ننزه الله عن مشابهة الأنام، يعني: الخلق، يرميهم المعتزلة بالتشبيه، وكذلك أيضا الرافضة، وكذلك الخوارج ونحوهم الموجودون، ومنهم الإباضية الذين في عمان اسم> فإنهم سلكوا مسلك التعطيل، وصاروا يصرحون بذلك، ومن جملة ما ينفونه: الرؤية في الآخرة، وينفون كلام الله تعالى، ويقولون: إن القرآن مخلوق، ونحو ذلك من أقوالهم الشنيعة.
وقد كتب مفتيهم المدعو أحمد بن حمد الخليلي اسم> كتابا انتشر -مع الأسف- داخل المملكة اسم> يسميه: الحق الدامغ تكلم فيه على الرؤية وحرّف الآيات وأبعد في تحريفها، وحملها على محامل بعيدة، ولم يقبل الأحاديث وادعى أنها آحاد وأنها متناقضة، والمسألة الثانية: القرآن قرر بأنه مخلوق، وأن الله تعالى لا يوصف بأنه يتكلم، والمسألة الثالثة: قرر فيها مذهبه وهو أن الله لا يقدر على كل شيء؛ لا يقدر أن يهدي ولا يقدر أن يضل، بل العباد هم الذين يضلون أنفسهم، أو يهدون أنفسهم، وهكذا أيضا كان على هذه المعتقدات، هذا المعتقد الباطل، ولا شك أن فعله هذا وعقيدته على ما كان عليه المعتزلة قديما وحديثا، فهم ينكرون صفات الله تعالى، وينكرون تكلمه، وينكرون علوه وفوقيته، وينكرون نزوله، ومجيئه، وما أشبه ذلك، ويسلطون التأويلات على الآيات والنصوص.
فأهل السنة يصفون الله تعالى بصفات الكمال وينزهونه عن صفات النقص، فهاهنا يقول الناظم:
حي وقـيــوم فـــلا ينــــام | وجل أن تـشبهــــه الأنــــام |
نزه الله تعالى بما نزه نفسه، قال تعالى: رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قرآن> رسم> أي: ليس له مثل، رسم>
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> هذه بعض آية رد الله فيها على طائفتين: على المشبهة، والمعطلة؛ رد على المشبهة بقوله تعالى: رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قرآن> رسم> أي: لا مثيل له، في ذاته ولا في صفاته، أي: كل ما يتخيله الذهن أو كل ما يتصوره العقل فإن الله تعالى بخلافه، وكذلك رد على المعطلة بقوله: رسم>
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> يعني: أن من صفاته السمع والبصر، وذلك رد على من نفاهما.
ذكر أن بشر المريسي اسم> أو غيره من دعاة الباطل قالوا لأحد الأمراء: اكتب على كسوة الكعبة اسم> ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم، لا تكتب: رسم>
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> فإنها إبطال لمعتقدنا، اكتب: وهو العزيز الحكيم، امتنع ذلك الأمير، وقال: إن هذا تحريف لكلام الله تعالى، نقرأ الآية كما جاءت: رسم>
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> الله سبحانه وتعالى نفي عن نفسه مشابهة الأنام: رسم>
فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا قرآن> رسم> رسم>
فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ قرآن> رسم> لا تضربوا له الأمثال: رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قرآن> رسم> رسم>
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا قرآن> رسم> رسم>
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قرآن> رسم> ونحو ذلك.
يقول:
لا تبلغ الأوهـام كنـــه ذاتـــه | ولا يكـيـف الحجــا صفــاتــه |
الأوهام: يعني التخيلات، لا تبلغ كنه ذاته، الكنه: هو الماهية، كنه الشيء يعني: ماهيته وما يتكون منه، فالأوهام والتخيلات والعقول لا يمكن أن تبلغ كنه ذاته وأن تتكيفه وأن تصيره، يقول بعض العلماء: كل ما خطر ببالك، وكل ما تخيلته كصفة لله تعالى، فإن الله بخلاف ذلك؛ لأنه أخبر بأنه رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قرآن> رسم> .
....................................... | ولا يكـيـف الحجــا صفــاتــه |
الحجا: هو العقل. أي: مهما فكرت العقول فإنهم لا يكيفون صفاته، فعلم الكنه، و الكيفية، اختص الله تعالى به دون خلقه، فلا أحد يقدر على أن يبلغ كنه صفة من صفاته وماهيتها.
مسألة>
-27-