موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الشهادة بالرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم
الشهادة بالرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم
عدد المشاهدات
()
بعده يقول:
وأن خيـر خـلـقــه محـمـدا | من جـاءنـا بالبينـات والهــدى |
هذه هي الشهادة الثانية.
رسـولـه إلـى جـميع الخــلق | بالنـور والهـدى وديــن الحــق |
هذه شهادة أن محمدا رسول الله، أولا: أنه خير خلقه يعني أفضلهم، أفضل البشر، ثانيا: أن اسمه محمد سمي به لكثرة خصاله الحميدة، سمي به قبله سبعة عشر على ما قاله ابن الهائم (جاءنا بالبينات والهدى) كما أخبر الله:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ 
(الهدى): هو ما يدل على الحق وما يظهره، والبينات: الآيات المعجزة.
رسوله إلى جميع الخلق؛ يعني نشهد بأنه مرسل من ربه، (والرسول): من يحمل رسالة من قوم إلى قوم، والرسل هم الذين حملهم الله تعالى شرائعه، سماهم رسلا لأنه بعثهم وأرسلهم، والملائكة أيضا رسل قال الله تعالى:
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ 
يعني أنهم رسل من الله إلى الأنبياء؛ فالملك رسول من ربه إلى الرسول البشري، والرسول البشري رسول إلى أمته.
واختص نبينا -صلى الله عليه وسلم- بعموم رسالته إلى جميع الخلق، أنه مرسل إلى جميع الخلق، يقول في الحديث:
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة 
؛ يعني كل نبي يرسل إلى قومه كما في قوله تعالى:
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا 
يعني: أخوهم في النسب،
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا 
أما نبينا -صلى الله عليه وسلم- فإن رسالته عامة للقاصي والداني من جميع البشر من الجن والإنس، أرسله الله تعالى بالنور والهدى ودين الحق والبينات.
النور قيل: إن المراد به القرآن يقول الله تعالى:
وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ 
وقال تعالى:
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا 
وسمي بذلك لأنه يستنير به الطريق لمن يقرأه ويتمسك به، والهدى قد عرفنا في آخر البيت قبله بالبينات، والهدى: ما يهتدي به الناس ويعرفون به كيف يسيرون سيرا معنويا، ودين الحق ذكر في قوله:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ 
يعني الدين الصحيح الذي ليس فيه اعوجاج، وليس فيه انحراف، والذي هو حق وليس بباطل.

-6-