المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
باب قول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
قال المؤلف رحمه الله: فصل: في بيان ما وقع فيه العامة اليوم وما يفعلون عند القبور، وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات:
| ومـن على القبــر سراجا أوقدا | أو ابتنـى على الضـريح مسجدا |
| فإنـه مجــــدد جهــــارا | لسـنن اليهـــود والنصـارى |
| كـم حــذر المختار عن ذا ولعن | فاعلـه كمـا روى أهـل السنن |
| بـل قــد نهى عن ارتفـاع القبر | وأن يـزاد فيــه فـوق الشـبر |
| وكل قـبر مشـرف فقــد أمـر | بـأن يسـوى هكـذا صـح الخبر |
| وحـذر الأمـــة عـن إطرائـه | فغــرهم إبليــس باسـتجرائه |
| فخـالفوه جهـــرة وارتكبــوا | مـا قد نهــى عنـه ولم يجتنبوا |
| فانظــر إليهم قد غلــوا وزادوا | ورفعـوا بناءهـــا وشــادوا |
| بالشـيد والآجـــر والأحجــار | لا سـيما فـي هــذه الأعصـار |
| وبالقنـــاديل عليهـا أوقـــدوا | وكـم لـــواء فوقهـا قد عقدوا |
| ونصبـــوا الأعــلام والرايـات | وافتتنــوا بـالأعظــم الرفـات |
| بل نحـروا في سواحها النحــائر | فعـل أولي التسـييب والبحــائر |
| والتمسـوا الحاجـات من موتاهـم | واتخــذوا إلههــم هواهـــم |
| قـد صـادهم إبليس فـي فخاخـه | بـل بعضهم قد صــار من أفراخه |
| يدعـو إلـى عبـــادة الأوثـان | بالمـــال والنفــس وباللسـان |
| فليـت شـعري مـن أبـاح ذلـك | وأورط الأمــــة فـي المهـالك |
| فيـا شـديد الطـول والإنعـــام | إليـك نشـكو محنـة الإســـلام |
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا قرآن>
رسم> فإن هذه الأسماء أسماء رجال صالحين في قوم نوح اسم> ذكروا أنهم كانوا من الصالحين، ومن العباد والزهاد، ومن العلماء والمعلمين، وكان لهم أصحاب يحبونهم ويقدسونهم ويحترمونهم، ذُكر أنهم ماتوا في وقت متقارب، ولما ماتوا حزن عليهم تلامذتهم؛ حيث فقدوهم، وفقدوا علمهم، وعملهم، ومجالسهم التي كانوا يستفيدون منها، ولما رأى الشيطان منهم ذلك الحزن أوحى إلى تلامذتهم وأحبابهم أن يعكفوا على قبورهم؛ فقصدهم بذلك أن يتذكروهم هذا قبر فلان؛ فيعكفون حوله، ويتعبدون حوله، ويدعون الله، ويصلون في ذلك المكان، وفي تلك البقعة .
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا قرآن>
رسم> .