المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
يقول: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية ، ولهذا اشتغل كثير من العلماء بأسباب النزول؛ منهم الواحدي اسم> له كتاب مطبوع والسيوطي اسم> أيضا له كتاب مطبوع في أسباب النزول وإن كانوا قد يذكرون أسبابا بأسانيد ضعيفة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قرآن>
رسم> ما مثال التقديم؟ رسم>
لَا تُقَدِّمُوا قرآن>
رسم> نرجع إلى سبب النزول؛ وذلك لأنه لما جاء وفد بني تميم، قال أبو بكر اسم> رضي الله عنه أَمِّرْ عليهم الأقرع اسم> وقال عمر اسم> بل أمر عليهم عيينة اسم> فقال أبو بكر اسم> ما أردت إلا خلافي فقال عمر اسم> ما أردت خلافك، فنزلت الآية رسم>
لَا تُقَدِّمُوا قرآن>
رسم> أي لا تتكلموا بشيء بين يدي الرسول وهو أعلم؛ لأنه هو الذي ينزل عليه الوحي، فمعرفة هذا السبب تبين معنى الآية.
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا قرآن>
رسم> وإذا لم تعرف سبب نزولها فإنك تتحير ما مثال الفاسق وما مثال النبأ؟ فإذا نظرت إلى أنها نزلت في الوليد بن عقبة اسم> الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليجمع زكاة بني المصطلق فكذب عليه، وقال: إنهم منعوا الزكاة، فهذا يعرف به أو تفهم به معنى الآية.
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ قرآن>
رسم> قيل: إنها نزلت في عمر اسم> لما أنه تضرر بأنه وطأ امرأته بالليل بعدما نام، فقيل: نزلت فيه، وقيل: إنها نزلت في الرخصة في غشيان النساء ليلا فالمراد بذلك أنها نزلت في الرخصة في ذلك، سواء أنه كان سبب النزول فلانا أو غيره.
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ قرآن>
رسم> فقيل: إنها نزلت في الرخصة في إتيان الزوجة من الخلف؛ في قبلها من الخلف، لما كان الأنصار يمتنعون من ذلك، ويأخذون ذلك عن اليهود فرخص الله بقوله: رسم>
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ قرآن>
رسم> يعني الحرث هو محل البذر وهو الأرض رسم>
أَنَّى شِئْتُمْ قرآن>
رسم> يعني: كيف شئتم، يراد بهذا أن هذا من جملة ما نزلت فيه الآية لا أنها خاصة به.
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ قرآن>
رسم> نزلت في الرخصة في الصدقة بدل الصيام أن هذا داخل في الآية، وقيل: نزلت في الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذين يشق عليهما الصيام أن لهما الفدية. ويقال: هذا أيضا داخل في الآية.