موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الوجه الأول: تفسير يعلمه العرب
الوجه الأول: تفسير يعلمه العرب
عدد المشاهدات
()
يقول: قال ابن جرير اسم> حدثنا محمد بن بشار اسم> حدثنا مؤمل اسم> حدثنا سفيان اسم> عن أبي الزناد اسم> قال: قال ابن عباس اسم> - أبو الزناد اسم> من صغار التابعين يظهر أنه أدرك ابن عباس اسم> - قال ابن عباس اسم> - التفسير على أربعة أوجه رأس> وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
هذا الأثر مشهور عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما والتفسير الذي تعرفه العرب: هو الكلمات العربية التي يُرجع فيها إلى لغة العرب، ولهذا يستشهد المفسرون بأبيات العرب، بلغة العرب، بالنظم الذي يذكرونه والذي يعرفونه، فإن العرب يسمون الأشياء بأسماء اصطلحوا عليها، فلذلك استشهدوا بكلامهم.
ابن جرير اسم> أكثر من رأينا يستشهد بنظم العرب على الكلمات العربية، حتى الكلمات الشرعية لما أتى على ذكر الصلاة استشهد عليها ببيتين من شعر العرب بقول الشاعر:
وقابـلهـا الريــح فـي دِنِّهــا | وصلــى علــى دِنِّهـا وارتسـم |
وقول الآخر:
................................ | وإن ذبحت صلى عليها وزمزما |
وفسر الصلاة هنا بأنها الدعاء، ثم ذكر ابن كثير اسم> -زيادة- أبياتا وكلها للأعشى اسم> .
فالحاصل أن العرب تعرف المسميات، تعرفها، والقرآن نزل بلغتها؛ فلذلك يرجع إلى لغة العرب. كان كثير من المفسرين أو من اللغويين يسافرون إلى البلاد النائية إلى البوادي، يأخذون الكلمات الفصيحة من العرب. فمثلا الكلمات التي تعرفها العرب بقيت على مسمياتها، كقوله تعالى: رسم>
حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ قرآن> رسم> القمر، يعني: كثير من الناس لا يعرفون العرجون، ولكن نظرنا إلى أصله في لغة العرب وإذا هو: قنو النخل؛ لأنه إذا يبس تقوس أصبح شبه نصف دائرة، فالقمر يكون كذلك في آخر الشهر، هذا العرجون.
كذلك مثلا قول الله تعالى: رسم>
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا قرآن> رسم> كلمة الهباء؛ يعني: شيء قد يحتاج إلى معرفته بلغة العرب، فيسمى الدخان مثلا هباء، وكذلك الشيء الخفيف الذي تطير به الرياح كقوله تعالى: رسم>
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ قرآن> رسم> يعني أنه إذا طارت به الرياح أصبح كأنه هباء.
كذلك مثلا قوله: رسم>
كَلَّا لَا وَزَرَ قرآن> رسم> كلمة ( لا وزر ) هذه أيضا كلمة عربية يُرجع فيها مثلا إلى كلام وتفسير العرب، وإذا نظرنا في السياق وإذا معناها أنه لا مفر للإنسان، لا وزر يعني ليس له مفر ولا مهرب ولا مخرج في يوم القيامة.
وقد تكلم كثير على مفردات القرآن، وممن خصها بالتأليف الراغب اسم> له كتاب يسمى مفردات القرآن للراغب اسم> يعني: لغة القرآن، اللغة التي هي كلمات تحتاج إلى الرجوع إلى العرب، وقد يحتاج في تعريفها إلى معرفة اصطلاح الشرع أو معرفة استعمالها شرعا، وقد يكون أيضا معرفتها بما يدل عليه السياق.
مسألة>
-96-