موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
ابن عطية وسلوكه مسلك الأشاعرة في تأويل آيات الصفات
ابن عطية وسلوكه مسلك الأشاعرة في تأويل آيات الصفات
عدد المشاهدات
()
ثم ذكر تفسير ابن عطية اسم> وهو مطبوع في عدة مجلدات، يقول: إنه أتبع للسنة والجماعة، وأسلم من البدع من تفسير الزمخشري اسم> لكنه عفا الله عنه سلك مسلك الأشاعرة في تأويل آيات الصفات، كآيات المحبة وآيات العجب وآيات الرحمة وآيات المجيء وآيات الوجه واليد وما أشبهها؛ لأن هذا معتقد الأشاعرة ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل.
ليته نقل عن السلف واعتمد أقوالهم، لكنه ولو كان يعني: أقرب للسنة اعتمد على تفسير ابتدأه أو نقل من كتب الأشاعرة. كثيرا ما ينقل من تفسير ابن جرير اسم> محمد بن جرير الطبري اسم> وتفسيره من أجل التفاسير وأعظمها قدرا، ومع ذلك يدع ما نقله ابن جرير اسم> عن السلف الذي يذكره بأسانيده لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين. يذكر أقوالا يدعي أنها أقوال المحققين وليس كذلك، وإنما يعني طائفة من أهل الكلام يعني من الأشاعرة الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم.
أهل الكلام هم الأشاعرة غالبا يطلق أهل الكلام عليهم، وقد يطلق أيضا على المعتزلة؛ لأنهم الذين توغلوا في علم الكلام الذي نهى عنه السلف رحمهم الله. يقول: وإن كانت أقوالهم أقرب إلى السنة من المعتزلة، يعني أقوال الأشاعرة. لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه، ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب، يعني أنه تفسير على مذهب الأشاعرة.
فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآية قول وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه، وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان صاروا مشاركين للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا، إذا جاء التفسير عن الصحابة والتابعين والأئمة، وجاء قوم آخرون وفسروا الآية بقول آخر اتباعا لمذهب اعتقدوه، وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين صاروا مشاركين للمعتزلة.
وهذا ينطبق على هؤلاء الأشاعرة، فينطبق على تفسير ابن عطية اسم> كما ينطبق على التفسير الكبير للرازي اسم> وعلى تفاسير الأشاعرة مع كثرتها، مشاركون للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في أنهم أضافوا معتقدهم إلى أقوال السلف. ليتهم اقتصروا على تفاسير السلف ففيها الكفاية، التفاسير المنقولة بالأسانيد موجودة في تفسير عبد الرزاق اسم> وموجودة في التفاسير التي ذكرها سابقا، وفي تفسير ابن جرير اسم> الذي هو من أوسعها وفي تفسير ابن أبي حاتم اسم> .
مسألة>
-56-