المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
الخلاف بين السلف في التفسير
اختلاف التنوع صنفان
فهذا النوع إذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني من الأقوال الموجودة عنهم، ويجعلها بعض الناس اختلافا أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة، تعرفون الترادف هو الألفاظ التي معناها واحد كقولهم: وقف قام انتصب هذه مترادفة، قعد وجلس هذه أيضا مترادفة، وقد تكون في الأسماء كإنسان ورجل وامرؤ وآدمي هذه مترادفة، التي تدل على مدلول واحد من الأسماء أو من الأفعال، فيعبرون عن المعاني بألفاظ متقاربة وليست مترادفة، يعني أنها تكون بمعان فرق قريب بعضها من بعض، فإن الترادف في اللغة قليل ، يعني الترادف الذي هو كون الكلمات دالة على معنى واحد قليل.
ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا قرآن>
رسم> فلم يقل: اسجدوا على وجوهكم وعلى أيديكم وأرجلكم وركبكم بل قال: اسجدوا لأن اللفظ يحتاج إلى بيان فذكر مجملا وجعل بيانه من مسمى اللغة يكون فيه تقريب للمعنى، وهذا جعلوه من أسباب إعجاز القرآن من أسباب كون القرآن معجزا أنه يأتي بالألفاظ المختصرة ، ويدخل فيها عموم آيات كثيرة، يدخل فيها أشياء تدخل في بعضها، ففسر مثلا قوله: رسم>
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ قرآن>
رسم> إذا قيل إنهم اليهود، فيدخل في ذلك المشركون والنصارى والشيوعيون وأشباههم، فإنهم جميعا مغضوب عليهم، فلا حاجة إلى أن يقول غير اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والمشركين وما أشبه ذلك، أطلق عليهم هذا الوصف حتى يعم ذلك جميعهم، مثل بقوله: رسم>
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا قرآن>
رسم> قال: المور هو الحركة سواء كانت تقريبا ..إذ الحركة خفيفة سريعة، وقيل: إن المور هو الحركة رسم>
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ قرآن>
رسم> يعني تتحرك، لكن يقول: إن العرب تعني بالمور حركة خفيفة سريعة.