المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
الخلاف بين السلف في التفسير
اختلاف التنوع صنفان
الصنف الثاني أن يذكر هذا بعض الأنواع ويذكر هذا بعض الأنواع على سبيل التمثيل
فصل: يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه كقوله تعالى: رسم>
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ قرآن>
رسم> يتناول هذا وهذا. وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي اسم> حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان اسم> وعبد الله بن مسعود اسم> وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. وقال أنس اسم> رضي الله عنه: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل في أعيننا. وأقام ابن عمر اسم> رضي الله عنهما على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثماني سنين، ذكره مالك اسم> .
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ قرآن>
رسم> وقال: رسم>
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ قرآن>
رسم> وقال: رسم>
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ قرآن>
رسم> وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن. وكذلك قال الله تعالى: رسم>
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ قرآن>
رسم> وعقل الكلام متضمن لفهمه. ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه. فالقرآن أولى بذلك. وأيضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب، والحساب ولا يستشرحوه. فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم، وسعادتهم، وقيام دينهم، ودنياهم ؟ ولهذا كان النزاع بين الصحابة رضي الله عنهم في تفسير القرآن قليلا جدا . وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة. فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم. وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر. ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد اسم> عرضت المصحف على ابن عباس اسم> أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها. ولهذا قال الثوري اسم> إذا جاءك التفسير عن مجاهد اسم> فحسبك به. ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي اسم> والبخاري اسم> وغيرهما من أهل العلم. وكذلك الإمام أحمد اسم> وغيره ممن صنف في التفسير. يكرر الطرق عن مجاهد اسم> أكثر من غيره.
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ قرآن>
رسم> رسم>
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ قرآن>
رسم> فهو يتناول هذا وهذا. يتناول المعاني، ويتناول الألفاظ، ولا شك أن الصحابة رضي الله عنهم فصحاء يعرفون القرآن بمجرد نزوله وسماعه؛ لأنه نزل بلغتهم؛ ولأنهم يفهمون اللغة فهما جيدا، فلم يكونوا يسألونه عن معنى كل آية؛ بل الآيات الواضحة يعرفون دلالتها؛ ولكن هناك ما يحتاج إلى بيان كالأشياء المجملة، فإن الله تعالى أجمل مثلا ذكر الصلاة في قوله: رسم>
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ قرآن>
رسم> وذكر بعض أركانها كقوله: رسم>
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا قرآن>
رسم> وكقوله: رسم>
وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ قرآن>
رسم> ولكن بقيت تفاصيل كثيرة ما ذكرت في القرآن بينها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته كما هو معروف.