المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
أحسن طرق التفسير
قول ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه وشرحه
وقد سلك ابن كثير اسم> رحمه الله في التفسير هذه الطريقة تفسير القرآن بالقرآن، وإذا ذكر آية فيها شيء من الإجمال ذكر الآيات الأخرى التي فيها شيء من التفصيل، وقد تكون المجملة مفصلة بما بعدها؛ مثل قوله تعالى: رسم>
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا قرآن>
رسم> فسر الهلوع بالآية التي بعدها وهي قوله: رسم>
إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا قرآن>
رسم> فهذا تفسير القرآن بالقرآن.
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا قرآن>
رسم> ؛ ففيها ذكر رسم>
كَأَنَّهَا جَانٌّ قرآن>
رسم> والجان يعم ما كان متشيطنا من الجن، ويعم أنواعا من الأفاعي ونحوها، ولكن بين في آيات ففي سورة طه: رسم>
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قرآن>
رسم> هذا ذكر فيها أنها حية وهو يعني بالجان أنه الحية.
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ قرآن>
رسم> والثعبان نوع من الحيات، ففصل الله تعالى الجان في الآية الأخرى: رسم>
كَأَنَّهَا جَانٌّ قرآن>
رسم> بقوله: رسم>
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ قرآن>
رسم> رسم>
فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ قرآن>
رسم> وما أشبه ذلك.
إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ قرآن>
رسم> في هذه الآية نوع من الإجمال فصل في سورة القصص في قوله تعالى: رسم>
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي قرآن>
رسم> إلى قوله: رسم>
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ قرآن>
رسم> فقوله: رسم>
يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ قرآن>
رسم> فسر في الآية الأخرى بأنه فرعون اسم> رسم>
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا قرآن>
رسم> إلى آخر الآيات.
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ قرآن>
رسم> أجملت الطاغية ها هنا، وفصلت في مكان آخر أو في أماكن كقوله تعالى: رسم>
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً قرآن>
رسم> ففسرت الطاغية بأنها الصيحة.
هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ قرآن>
رسم> يعني يبين لهم الأحكام.
كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا قرآن>
رسم> ففي حين نزلت عليه كان يكون للمناسبة أن تكون مجملة في بعض الأماكن فيحصل بذلك التثبيت رسم>
لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ قرآن>
رسم> .
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ قرآن>
رسم> فقال: استوى له ما في السماوات. يعني أن قوله: رسم>
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ قرآن>
رسم> تفسير لـ رسم>
اسْتَوَى قرآن>
رسم> يعني: ملك ما في السماوات، أو ذل له ما في السماوات. وغفلوا عن الآيات الأخرى؛ مثل قوله: رسم>
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن>
رسم> و رسم>
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ قرآن>
رسم> ففسروا آية في موضع ولم يتذكروا المواضيع الأخرى.
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ قرآن>
رسم> فقالوا: إن الله في السماوات وفي الأرض. هكذا قالوا، وغفلوا عن تفسيرها بالآية التي في سورة الزخرف؛ وهي قول الله تعالى: رسم>
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ قرآن>
رسم> يعني أنه إله من في السماوات، وإله من في الأرض. فيكون هذا معنى آية الأنعام: رسم>
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ قرآن>
رسم> يعني وهو الإله في السماوات وفي الأرض.
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> فإنك لا تقدر على أن تحرف تلك الآية.
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> ؛ قالوا: جرحه ربه، غفلوا أيضا عن قول الله تعالى: رسم>
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن>
رسم> إن الله تعالى بين كلامه وأن قوله: رسم>
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن>
رسم> يعني بكلام مسموع، وغفلوا أيضا آيات النداء التي فيها: رسم>
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى قرآن>
رسم> رسم>
إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى قرآن>
رسم> وكذلك المناجاة رسم>
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا قرآن>
رسم> فيأخذون موضعا ويحملونه على ما يهوونه ويغفلون عن المواضع الباقية، ويكون ذلك دليلا على غفلتهم، والأمثلة كثيرة.