المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
قال -رحمه الله تعالى- باب: الدين يسر. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم>
أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة متن_ح>
رسم>.
إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه؛ فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم> .
جاءكم يعلمكم أمر دينكم متن_ح>
رسم> مع أنه ذكر الإسلام والإيمان والإحسان فجعل ذلك كله من الدين؛ وذلك لأن العباد يدينون به يعني: يعترفون به كله. فيسمى الإسلام دينا كله في قوله تعالى: رسم>
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ قرآن>
رسم> يعني: الإسلام وما يستلزمه هو الدين الصحيح.
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ قرآن>
رسم> يعني: إذا دان بدين غير دين المسلمين فلا يقبل منه. وقال الله تعالى: رسم>
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا قرآن>
رسم> فأخبر أنه رضي الإسلام دينا، وأنه أبطل بقية الأديان كدين اليهود ودين النصارى ودين المشركين والقبوريين ودين البوذيين ودين الهندوس ودين المجوس ونحوهم. إنما يبقى دين واحد وهو دين الإسلام.
لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل متن_ح>
رسم> يعني: أن كثرة قتله يكون بذلك أعظم لأجره.
أن الذين قتلوا في سبيل الله يتمنون أن يعادوا إلى الدنيا؛ حتى يقتلوا في سبيل الله مرة أخرى متن_ح>
رسم> هكذا جاء في هذه الروايات. كذلك روي: رسم>
أنهم لما قتلوا قالوا: من يبلغ عنا ربنا أنا قد لقينا ربنا؟ متن_ح>
رسم> ففي بعض الروايات أن ذلك نزل قرآنا؛ (أن بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) .
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قرآن>
رسم> هكذا جاء. رسم>
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قرآن>
رسم> دليل على أن دين الإسلام يسر.
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قرآن>
رسم> .
مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ قرآن>
رسم> يعني: في تكليفكم بالطهارة من الماء، فقد يشق عليكم حمله؛ سيما في الطريق الطويل الذي يبلغ عشرة أيام أو عشرين يوما قد لا يجدون ماء؛ فلذلك أخبر بأنه لا يحرجهم؛ فيقول -صلى الله عليه وسلم- رسم>
إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه؛ فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم> وفي رواية رسم>
والقصد القصد تبلغوا متن_ح>
رسم> يعني: اكلفوا من العمل ما تطيقون ولا تشقوا على أنفسكم؛ فإن الله تعالى لا يحب العمل الذي يكلفكم ويشقكم.
إذا صلى أحدكم في الليل ثم نعس فليرقد، فإنه لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه متن_ح>
رسم> يعني: إذا كان ناعسا. وكذلك أيضا رسم>
دخل مرة ورأى حبلا مربوطا في السقف؛ فقال: ما هذا؟ فقالوا: لزينب؛ تصلي بالليل فإذا فترت تعلقت به. فقال: حلوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه فإذا عجز فليرقد متن_ح>
رسم>.
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قرآن>
رسم> يعني: نبيكم محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم-. ثم وصفه بقوله: رسم>
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ قرآن>
رسم> رسم>
عَزِيزٌ عَلَيْهِ قرآن>
رسم> يعني: شاق عليه الشيء الذي يعنتكم ويوقعكم في الشدة. فكذلك هنا يقول: رسم>
إن هذا الدين يسر متن_ح>
رسم> يعني: جاء باليسر والسهولة حتى لا يمله العباد؛ لأن العبد إذا عمل العمل وهو يستثقله كرهته نفسه وثقل عليها وثقل العمل على نفسه، وجاء إليه وكأنه يدفع دفعا. والمطلوب أن الأعمال تكون محبوبة؛ محبوبة عند الله تعالى حتى يكثر الأجر والثواب.
وأن مع العسر يسرا متن_ح>
رسم> وفي حديث آخر رسم>
لن يغلب عسر يسرين متن_ح>
رسم> عسر واحد لا يغلب يسرين، ويشير بذلك إلى قوله تعالى: رسم>
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا قرآن>
رسم> .
ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه متن_ح>
رسم> المشادة: المقاومة. يعني: ما هناك أحد يقول: سوف أعمل بكل ما أقدر عليه إلا غُلِبَ رسم>
لا يشاد الدين متن_ح>
رسم> ؛ يعني: لا يماشيه إلا غلبه الدين وأعجزه، ولكن اكلفوا من العمل ما تطيقون.
ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا متن_ح>
رسم> رسم>
سددوا وقاربوا متن_ح>
رسم> أي: اعملوا الأعمال التي تقربكم ولو لم تبلغوا غايتها ولو لم تصلوا إلى أكثرها وإلى نهايتها؛ فإن ذلك قد يكلفكم. رسم>
سددوا وقاربوا متن_ح>
رسم> أي: تسددوا في الأمور وقاربوا ما تقدرون عليه في النوافل وفي الصيام وفي الصدقات وما أشبه ذلك، ولا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها. فهذا معنى التسديد والمقاربة.
واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم> المسافر إذا كان السفر بعيدا فإنه قد يتعبه السير المستمر؛ فلأجل ذلك قد يشق عليه ويشق على بعيره الذي يركبه، فيقولون: رسم> إن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى رسم>.
استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم> الغدوة: السير في أول النهار، وقت البرودة إلى أن تحتر الشمس. والروحة: السير آخر النهار بعد ابتداء البرودة؛ فيريح نفسه في وسط النهار أي: في القيلولة يريح نفسه ويريح بعيره.
وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم> الدلجة: هي السير في الليل. وكان- عليه الصلاة والسلام- يسير في الليل كثيرا ويقول: رسم>
إن الأرض تطوى بالليل متن_ح>
رسم> فيحث على أنه يسير برفق.
من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل متن_ح>
رسم> رسم>
من خاف متن_ح>
رسم> يعني: من خاف من قطاع الطريق، أو خاف من المحاربين في سفره. رسم>
أدلج متن_ح>
رسم> يعني: سار في الليل. رسم>
ومن أدلج بلغ المنزل متن_ح>
رسم> وهذا مثل ضربه.
استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم> يعني: افعلوا كما يفعل المسافر الذي يرفق بنفسه، يسير في أوقات النشاط ويريح نفسه في أوقات الكلل والتعب. فكذلك أنتم في عبادتكم استعينوا بأوقات النشاط، إذا نشطت في أول الليل تصلي ما تيسر، وكذلك في آخر الليل تصلي ما تيسر، وكذلك إذا نشطت في النهار تصلي ما تيسر؛ فتصلي في أوقات نشاطك.
أفضل العمل ما داوم عليه صاحبه وإن قل متن_ح>
رسم> فإذا داومت مثلا على صيام ولو قليل كل شهر ثلاثة أيام أو كل أسبوع يوما أو يومين؛ فإن ذلك أكثر مما إذا صمت شهرا أو شهرين متتابعين أو ثلاثة، ثم سئمت ذلك وتركته وقلت: شق علي. لو أنك رفقت بنفسك ما شق عليك.
استعينوا متن_ح>
رسم> يعني: استعينوا بأوقات نشاطكم وقت نشاط النفس وقت راحتها، فإذا سئمت فإنك تريح نفسك. هذا معنى رسم>
استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة متن_ح>
رسم>.