المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
عقد الذمة
وإن تهود نصراني أو عكسه؛ بأن تنصر يهودي لم يقر؛ لأنه انتقل إلى دين باطل قد أقر ببطلانه أشبه المرتد، فلم يقبل منه إلا الإسلام أو دينه الأول، فإن أباهما هدد وحبس وضرب، قيل للإمام: أنقتله؟ قال: لا.
من بدل دينه فاقتلوه متن_ح>
رسم> فإذا تهود المسلم صار يهوديا أو تنصر أو بدل دينه؛ صار مثلا بوذيا أو هندوسيا أو قاديانيا أو سيخيا أو غير ذلك من الأديان الباطلة التي تخالف الإسلام ويحاربها الإسلام فإنه يقتل إلا أن يتوب. هذا حكم المسلم إذا بدل دينه.
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا قرآن>
رسم> فما دام أنه خير الأديان، وهو الدين الذي جعله الله دينا لعباده الذين رضيهم فإنه يتميز عن غيره من الأديان؛ فكل الأديان الباطلة يقضى عليها ويحرص على القضاء عليها وعلى محاربتها وعلى إذلالها وإذلال أهلها وإهانتهم وتحقيرهم؛ حتى يشعروا بأن للمسلمين المكانة والرفعة والقداسة التي تبين أنهم هم أهل العز وأهل المكان الرفيع، فيعاملهم أعداؤهم من غير المسلمين باحترامهم. يفرض على غير المسلمين أن يحترموا المسلمين وأن يكرموهم، وأن يرفعوا مكانتهم حتى يعرفوا فضل الإسلام وفضل أهله، وأما معاملتنا لغير المسلمين فإنها تكون بما يدل على تحقيرهم والتقليل من شأنهم والتصغير لهم والإذلال والإهانة وما أشبه ذلك، حتى يشعروا بأنهم أهل الضعف وأهل الذل والهوان وأهل الاحتقار، وأن دينهم الذي اختاروه والذي رضوه دين باطل، دين منسوخ، دين مبدل، وأن عقولهم التي جعلتهم يتمسكون بهذا الدين الضعيف دين قاصر وعقول قاصرة فبذلك يرتفع المسلمون ويكون لهم مكانتهم ولهم رفعة أمتهم وعزتهم ويهون أعداؤهم ويذلون ويكونون حقيرين، ويكونون مهانين.
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ قرآن>
رسم> وما ذكر عن عبد الله بن رواحة اسم> أنه كان يذهب يخرص الثمار على أهل خيبر ؛ لأن لهم نصف الثمار فيقولون له: قد أكثرت علينا فيقول: إن شئتم أخذنا هذا المقدار ولكم الباقي، ثم يقول: والله إنكم لأبغض الناس إلي، وإن محمدا اسم> وأصحابه لأحب الناس إلي، وليس بغضكم يحملني على أن أظلمكم ولا حب محمد اسم> يحملني على أن أظلم له، فقالوا: هذا هو العدل الذي قامت به السماوات والأرض. فعلى هذا ينبغي للمسلمين أن يعدلوا مع من استعملوه من غير المسلمين كما يعدلون مع المسلمين. كثير من الذين يستقدمون عمالة مسلمة أو غير مسلمة يعاملونهم معاملة سيئة فيشددون عليهم في الأعمال بحيث يرهقونهم، وبحيث يضرونهم ويكلفونهم ما لا يطيقون.
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ قرآن>
رسم> أي بالعدل، ويقول تعالى: رسم>
وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى قرآن>
رسم> لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل، لا يحملنكم شنآنهم يعني: بغضهم على ألا تعدلوا، بل اعدلوا هو أقرب للتقوى، هذا هو حكم الإسلام وحكم غير المسلمين، والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد اسم> مسألة>