Scroll
d
من شكر نعمة الله، واعترف بأنها فضله، وأنها لا تدل على شرف، ولكن تدل على الابتلاء والاختبار، فأدى حق نعمة الله تعالى، أدى حق الله تعالى، وشكر نعمته، فإن ربنا سبحانه سيزيده من فضله، قال الله تعال : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ :: نتواصى أيضا بأن يُعَلِّمَ بعضنا بعضا، ويرشد بعضنا بعضا، كل مَنْ رأى أخاه عليه خَلَلٌ أو نقص في أمر من أمور العبادة ألا يهمله، بل ينبهه، ويبين له الحق والصواب حتى تَبْرَأَ ذمته، وحتى يكون أخوه مثله في قبول عبادته، وفي ترك ما حرم الله تعالى عليه . :: إذا ابْتُلِيَ الإنسان فوقع في شيء من الفواحش، كالزنا، واللواط، وشرب الخمر، وما أشبهه، فعليه أن يتوب بينه وبين رَبِّهِ، وعليه أن يُظْهِرَ الندم على ما فعل، وأن يُعَاهِدَ الله على أنه لا يعود إلى شيء من هذه المحرمات، وأن يُظْهِرَ الندم والأسف على ما فعل، وأن يَسْتَعِفَّ من الحلال عن الحرام. :: إذا تمسكت أيها المسلم بهذا الدين، ولم تلتفت إلى شيء مما يدعو إليه الشيطان، وأعوان الشيطان، فإن عليك أن تتحمل، وتصبر على الأذى الذي ينالك من أعداء الله تعالى، ومن أولياء الشيطان، ولو رَمَوْكَ بأنك متشدد ومُتَزَمِّتٌ، أو أنك رَجْعِيٌّ، أو أنك ضعيف الإرادة، أو أنك لا تنظر إلى مستقبلك، ولا تصلح أمرك، أو أنك غالٍ من أهل الْغُلُوِّ، ومن أهل التزمت والشدة في الأمور، أو أنك تُحَرِّمُ الحلال، أو ما أشبه ذلك، فعليك أن تتحمل، وعليك أن تَصْبِرَ على ما يقوله هؤلاء، والله تعالى معك . :: يجب على أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يُذَكِّرُوا الناسي، ويعلموا الجاهل، ويرشدوا الحيران، ويهدوا مَنْ ضَلَّ عن سبيل الله تعالى، ويساعدوا أو يُقَوُّوا من تكاسل؛ وبذلك ينتبه المسلمون، ويتعلمون ويعملون، وذلك أن المسلمين وإن كانوا يأتون بالشهادتين، ويُصَلُّون، ويصومون، ويتعبدون بالعبادات التي أمر الله بها، ولكن لا بد أن يكون معهم خَلَلٌ، وأن يكون هناك نقص؛ فيحتاجون إلى مَنْ ينبههم على ما عندهم من الخلل أو من النقص . :: رُوِيَ عن عمر رضي الله عنه أنه قال: مَنْ أراد أن يكون مِنْ خير أمة أخرجت للناس فَلْيُؤَدِّ شرط الله.. شَرْطُ الله هو : تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ قَدَّمَ الأمر والنهي على الإيمان -مع أن الإيمان شرط لذلك- ولكن لِيَدُلَّ على أهمية ذلك، وعلى فضله، وعلى وجوبه على هذه الأمة .
تم -ولله الحمد- تفعيل خدمة (الواتساب) لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله- .. تفيدكم الخدمة بدرر ومقتطفات نصية ومرئية من تراثه العلمي، وتستقبلون من خلالها رسائل منوعة على مدار اليوم.
::
بشرى كريمة لطلاب العلم ومحبيه .. الدرر المبتكرات في شرح أخصر المختصرات لسماحة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
::
ننبه الإخوة أنه لا صحة لما انتشر فى الآونة الأخيرة عن الرقية المنسوبة لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله -؛ حيث لم نجدها عندنا كما أن ألفاظها لا تصح أن تكون عن الشيخ رحمه الله
::
الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 04:38 صباحاً
محاضرة
والدي كما عرفته-الجزء الثاني
لفضيلة الشيخ الدكتور
عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين
لمشاهدة الإعلان اضغط هنا
المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
كلمة التوحيد هي العروة الوثقى ودليل ذلك
موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله.. كلمة التوحيد ميراث أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم
كلمة التوحيد ميراث أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم
عدد المشاهدات ()
<مسألة نوع=أصولية> ...............................................................................
يقول بعد ذلك: وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم اسم> -عليه السلام - رسم>
كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قرآن>
رسم> .
أي: هذه الكلمة.. هي التي جعلها باقية في عقبه، قال الله تعالى: رسم>
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ قرآن>
رسم> هذا معنى لا إله إلا الله: رسم>
إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ قرآن>
رسم> فتبرأ من كل ما يعبدون من الآلهة، واستثنى ربه الذي فطره، فاستثنى من معبوداتهم إلها واحدا وهو الله، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي، فمن كان كذلك فقد حقق معنى لا إله إلا الله: البراءة من كل المعبودات إلا الفاطر الذي هو خالق الخلق؛ وهو الله تعالى.
فالإنسان إذا أراد أن يحقق التوحيد يقول: إنني براء من كل ما عُبِدَ من دون الله، ولا أَتَوَلَّى، ولا أعبد إلا الله.
وهكذا أيضا سمى الله -تعالى- هذه كلمة باقية في عقبه، أوصى بها عَقِبَه، يعني: أولاده، قال الله تعالى: رسم>
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> يعني: أسلمت أمري لله وحده، يعني: تبرأت من غيره، واستسلمت لأمره، وفوضت أمري إليه، وألجأت ظهري إليه؛ فهو إلهي وحده، لا إله لي غيره رسم>
أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> ثم قال تعالى: رسم>
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ قرآن>
رسم> يوصي بنيه بأن يتمسكوا بكلمة لا إله إلا الله، يوصيهم بالاستسلام لله وحده، وترك العبادة لغيره، وترك الالتفات إلى سواه من أية مألوه، ومن أية معبود؛ بل يجعل المسلمُ أمره لله وحده، فإذا كان كذلك فإنه ممن تمسك بكلمة لا إله إلا الله، وقد جاء مثل هذه الآية؛ إذ قال الله -تعالى- عن إبراهيم اسم> رسم>
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> رسم>
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> ؛ فاستثنى من معبوداتهم ربه، وهذا دليل على أنهم يعبدون الله، ويعبدون آلهة أخرى معه، وأنهم في عبادتهم اعتمدوا على أن هذا فعل آبائهم. آباؤهم: هم الذين اقتدوا بهم في ذلك؛ كما قال تعالى: رسم>
إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ قرآن>
رسم> .
فهكذا حكى الله عن إبراهيم اسم> أنه تبرأ من معبوداتهم: رسم>
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> هذا معنى لا إله إلا الله: أن تتبرأ من كل المعبودات؛ إلا الرب الإله الحق الذي هو رب العالمين رسم>
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ قرآن>
رسم> وصف ربه بهذه الصفات؛ حتى يقتنعوا؛ ولكنهم لم يقتنعوا. وحسبك ما حكى الله عن إبراهيم اسم> وحسبك أن تكون من أتباعه؛ مع أنه قد خاف عبادة غير الله على نفسه، وعلى ذريته، فقال الله تعالى: رسم>
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ قرآن>
رسم> ؛ هذا خوفه على نفسه وعلى أبنائه رسم>
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ قرآن>
رسم> يدعو ربه.
وقد حكى الله -تعالى- عنه أنه حَطَّمَ أصنامهم؛ لما أنه سألهم: رسم>
مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قرآن>
رسم> وجدنا آباءنا يعبدونها، فسألهم ماذا تفيدكم؟! فلما أخبروه بأنهم مقتدون بآبائهم، توعدهم بأنه سَيُحَطِّمُهَا، ثم قال: رسم>
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ قرآن>
رسم> فلما جاء عيد لهم، يوم عيد يخرجون فيه، تَعَلَّلَ وقال: رسم>
إِنِّي سَقِيمٌ قرآن>
رسم> إني لا أستطيع أن أخرج معكم، فلما خرجوا كلهم.. رَاغَ إلى آلهتهم، وإذا هم قد جعلوا عندها طعاما عند كل صنم، فقال: رسم>
أَلَا تَأْكُلُونَ قرآن>
رسم> يخاطب الأصنام: ما لكم؟! لماذا لا تأكلون من هذا الطعام؟! رسم>
مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ قرآن>
رسم> فعند ذلك.. راغ عليهم ضربا باليمين، وحطم تلك الأصنام: رسم>
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ قرآن>
رسم> حطم الأصنام إلا أكبرها، وعلق الفأس في الكبير، فلما جاءوا وإذا هي قد حطمت، وأصبحت جذاذًا، رسم>
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قرآن>
رسم> سموها آلهتهم! رسم>
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قرآن>
رسم> فأتوا به، رسم>
قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا قرآن>
رسم> رسم>
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ قرآن>
رسم> اسألوهم! قولوا لهم: من الذي حطمكم؟! فقالوا: رسم>
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ قرآن>
رسم> عند ذلك رسم>
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ قرآن>
رسم> .
فإبراهيم اسم> -عليه السلام- حَطَّمَ هذه الآلهة؛ ومع ذلك خاف من العبادة أن يعبدها هو وأولاده! قال: رسم>
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ قرآن>
رسم> .
فإذا كان هذا فِعْلُ إبراهيم اسم> أنه يخاف على نفسه، فنحن أَوْلَى بأن نخاف على أنفسنا، أن نقع فيما وقع فيه أولئك الْعُبَّادُ ونحوهم. وبكل حال.. فإن هذا دليل على أهمية هذه الكلمة؛ حيث إن إبراهيم اسم> جعلها باقية في عقبه؛ لعلهم يرجعون إلى الله. وعَقِبُهُ -يعني- أولاده من بعده.
مسألة>
-11-
<مسألة نوع=أصولية> ...............................................................................
يقول بعد ذلك: وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم اسم> -عليه السلام - رسم>
كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قرآن>
رسم> .
أي: هذه الكلمة.. هي التي جعلها باقية في عقبه، قال الله تعالى: رسم>
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ قرآن>
رسم> هذا معنى لا إله إلا الله: رسم>
إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ قرآن>
رسم> فتبرأ من كل ما يعبدون من الآلهة، واستثنى ربه الذي فطره، فاستثنى من معبوداتهم إلها واحدا وهو الله، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي، فمن كان كذلك فقد حقق معنى لا إله إلا الله: البراءة من كل المعبودات إلا الفاطر الذي هو خالق الخلق؛ وهو الله تعالى.
فالإنسان إذا أراد أن يحقق التوحيد يقول: إنني براء من كل ما عُبِدَ من دون الله، ولا أَتَوَلَّى، ولا أعبد إلا الله.
وهكذا أيضا سمى الله -تعالى- هذه كلمة باقية في عقبه، أوصى بها عَقِبَه، يعني: أولاده، قال الله تعالى: رسم>
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> يعني: أسلمت أمري لله وحده، يعني: تبرأت من غيره، واستسلمت لأمره، وفوضت أمري إليه، وألجأت ظهري إليه؛ فهو إلهي وحده، لا إله لي غيره رسم>
أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> ثم قال تعالى: رسم>
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ قرآن>
رسم> يوصي بنيه بأن يتمسكوا بكلمة لا إله إلا الله، يوصيهم بالاستسلام لله وحده، وترك العبادة لغيره، وترك الالتفات إلى سواه من أية مألوه، ومن أية معبود؛ بل يجعل المسلمُ أمره لله وحده، فإذا كان كذلك فإنه ممن تمسك بكلمة لا إله إلا الله، وقد جاء مثل هذه الآية؛ إذ قال الله -تعالى- عن إبراهيم اسم> رسم>
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> رسم>
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> ؛ فاستثنى من معبوداتهم ربه، وهذا دليل على أنهم يعبدون الله، ويعبدون آلهة أخرى معه، وأنهم في عبادتهم اعتمدوا على أن هذا فعل آبائهم. آباؤهم: هم الذين اقتدوا بهم في ذلك؛ كما قال تعالى: رسم>
إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ قرآن>
رسم> .
فهكذا حكى الله عن إبراهيم اسم> أنه تبرأ من معبوداتهم: رسم>
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ قرآن>
رسم> هذا معنى لا إله إلا الله: أن تتبرأ من كل المعبودات؛ إلا الرب الإله الحق الذي هو رب العالمين رسم>
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ قرآن>
رسم> وصف ربه بهذه الصفات؛ حتى يقتنعوا؛ ولكنهم لم يقتنعوا. وحسبك ما حكى الله عن إبراهيم اسم> وحسبك أن تكون من أتباعه؛ مع أنه قد خاف عبادة غير الله على نفسه، وعلى ذريته، فقال الله تعالى: رسم>
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ قرآن>
رسم> ؛ هذا خوفه على نفسه وعلى أبنائه رسم>
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ قرآن>
رسم> يدعو ربه.
وقد حكى الله -تعالى- عنه أنه حَطَّمَ أصنامهم؛ لما أنه سألهم: رسم>
مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قرآن>
رسم> وجدنا آباءنا يعبدونها، فسألهم ماذا تفيدكم؟! فلما أخبروه بأنهم مقتدون بآبائهم، توعدهم بأنه سَيُحَطِّمُهَا، ثم قال: رسم>
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ قرآن>
رسم> فلما جاء عيد لهم، يوم عيد يخرجون فيه، تَعَلَّلَ وقال: رسم>
إِنِّي سَقِيمٌ قرآن>
رسم> إني لا أستطيع أن أخرج معكم، فلما خرجوا كلهم.. رَاغَ إلى آلهتهم، وإذا هم قد جعلوا عندها طعاما عند كل صنم، فقال: رسم>
أَلَا تَأْكُلُونَ قرآن>
رسم> يخاطب الأصنام: ما لكم؟! لماذا لا تأكلون من هذا الطعام؟! رسم>
مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ قرآن>
رسم> فعند ذلك.. راغ عليهم ضربا باليمين، وحطم تلك الأصنام: رسم>
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ قرآن>
رسم> حطم الأصنام إلا أكبرها، وعلق الفأس في الكبير، فلما جاءوا وإذا هي قد حطمت، وأصبحت جذاذًا، رسم>
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قرآن>
رسم> سموها آلهتهم! رسم>
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قرآن>
رسم> فأتوا به، رسم>
قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا قرآن>
رسم> رسم>
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ قرآن>
رسم> اسألوهم! قولوا لهم: من الذي حطمكم؟! فقالوا: رسم>
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ قرآن>
رسم> عند ذلك رسم>
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ قرآن>
رسم> .
فإبراهيم اسم> -عليه السلام- حَطَّمَ هذه الآلهة؛ ومع ذلك خاف من العبادة أن يعبدها هو وأولاده! قال: رسم>
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ قرآن>
رسم> .
فإذا كان هذا فِعْلُ إبراهيم اسم> أنه يخاف على نفسه، فنحن أَوْلَى بأن نخاف على أنفسنا، أن نقع فيما وقع فيه أولئك الْعُبَّادُ ونحوهم. وبكل حال.. فإن هذا دليل على أهمية هذه الكلمة؛ حيث إن إبراهيم اسم> جعلها باقية في عقبه؛ لعلهم يرجعون إلى الله. وعَقِبُهُ -يعني- أولاده من بعده.
مسألة>