المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
أقسام التوحيد
<مسألة نوع=أصولية رتبة=خلافية> ...............................................................................
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى قرآن>
رسم> فيقول: إننا إذا وجدنا من السيد، أو من الحسين اسم> نصرا نصرنا، وأيدنا، ورزقنا، فالرزق من الله في الأصل؛ ولكنَّ الحسين اسم> أو عَلِيًّا اسم> واسطة! نجعله بيننا وبين الله كواسطة، فيستدل بمثل قوله: رسم>
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ قرآن>
رسم> .
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْم اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ قرآن>
رسم> فاعترف بأن قومه اتخذوا من دون الله آلهة، وأن تلك الآلهة لا ينفعون. سُمُّوهم آلهة، وقال: رسم>
لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا قرآن>
رسم> لو استشفعت بهم فإنهم لا يشفعون لي، أو إذا شفعوا فلا يشفعون إلا بإذن الله. إذا كان كذلك فإني أطلب الشفاعة من الله رسم>
لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا قرآن>
رسم> إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى؛ ولهذا يُكْثِرُ الله -تعالى- من ذكر الشفاعة، ويقيدها بأنها لا تنفع رسم>
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا قرآن>
رسم> . رسم>
أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ قرآن>
رسم> يعني: أَذِنَ للشافع، رسم>
وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا قرآن>
رسم> أي: رضي قول المشفوع له.
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتي فيخر ساجدا، ولا يبدأ بالشفاعة أولا، ثم يقول الله له: ارفع رأسك، وقل تسمع، وسَلْ تُعْطَ، واشفع تُشَفَّعْ متن_ح>
رسم> فذكر أنه لا يبدأ بالشفاعة؛ وإنما يبدأ بالسجود طاعةً لله -تعالى- وتعظيمًا له، وما يشفع حتى يُقَالَ له: رسم>
اشفع تُشَفَّعْ متن_ح>
رسم> وهذا هو الْإِذْنُ.
أدخل من أمتك مَنْ لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شُرَكَاءُ الناسِ في سائر الأبواب متن_ح>
رسم> فيكون هذا إِذْنًا، ويكون -أيضا- رضا؛ لأنه قال: مَنْ لا حِسَابَ عليهم الذين خُفِّفَ عنهم الحساب، أو حوسبوا حسابا يسيرا. فهذا دليل على أنه لا يَشْفَعُ إلا بعد أَنْ يُقَال له: اشْفَعْ تُشَفَّعْ وهو أفضل الخلق وسَيِّدُهم.
بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ قرآن>
رسم> أي: لا يتجرءون على الشفاعة؛ إلا لمن ارتضى الله -تعالى- دينه، وارتضى أمانته، فيأذن لهم للملائكة أن يشفعوا فيه.
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ قرآن>
رسم> يقول بعض العلماء كـ شيخ الإسلام اسم> إن هذه الآية قطعت جذور الشرك؛ فإن قوله: رسم>
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ قرآن>
رسم> يعني: الذين تزعمون أنهم آلهة، أو معبودون، أو مدعوون، ادعوهم! رسم>
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ قرآن>
رسم> أخبر بعد ذلك بأنهم لا يملكون مثقال ذرة، يعني: عَبَّرَ بالذَّرَّة لصغرها في السماوات، وفي الأرض، ما يملكون مثقال ذرة. يعني: مُلْكَ استقلال؛ لأنهم إن ملكوا شيئا فإنهم مملوكون معه، هم ملك لله، وما يملكونه مُلْكٌ لله -تعالى- فلا يملكون أدنى شيء؛ ولو مثقال ذرة!! وإذا كانوا لا يملكون مثقال ذرة، فكيف يُعْبَدُون؟!!
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ قرآن>
رسم> يعني: ليس لهم مشاركة، إذا قلتم: نعم. إنهم لا يملكون؛ ولكن يمكن أن يكونوا شركاء؟ فنفى الله تعالى ذلك وقال: رسم>
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ قرآن>
رسم> أي: ليس لهم شراكة؛ ولو في مثقال ذرة، يعني: لا يملكون مثقال ذرة وكانوا استقلالية، وليسوا شركاء لله في شيء من ملكه، وفي شيء من خلقه؛ بل الملك ملكه، والخلق خلقه، والأمر أمره، وهو الذي يدبر الأمر، وهو الذي سخر المخلوقات، ودبرها. فليس أحد شريكا لله -تعالى-؛ ولو في نصف مثقال ذرة.
وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ قرآن>
رسم> أي- معين، ليس لله تعالى أحد أعانه، لم يتخذ في خلق السماوات والأرض أعوانا؛ بل هو المتفرد بذلك رسم>
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن>
رسم> فلم يتخذ في خلق السماوات والأرض أعوانا يساعدونه -تعالى الله-!
وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى قرآن>
رسم> بقوله: رسم>
وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ قرآن>
رسم> شفاعة الملائكة، ولا شفاعته الأنبياء، ولا الرسل، ولا الصالحين، ولا الأولياء، ولا السادة، ولا القادة، ولا غيرهم، لا تنفع شفاعتهم؛ إلا لمن أذن له، رسم>
وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ قرآن>
رسم> فلو شفعوا في الكفار ما قبلت شفاعتهم؛ ولو شفعوا بغير إذن الله -تعالى- ما سمح لهم، فلا يشفعون إلا في المؤمنين، ولا يشفعون إلا بعد أن يأذن الله لهم، ويقول لهم: اشفعوا. فعرف بذلك أنهم لا متعلق للمشركين بهم؛ بل المشركون الذين عبدوهم ضاعت عبادتهم.