المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
صور الشرك في توحيد الألوهية
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ قرآن>
رسم> وعيد شديد؛ ولكنه على ذنب كبير وهو ذنب الشرك، رسم>
مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ قرآن>
رسم> يعني: أنه كافر بذلك، وقال الله تعالى: رسم>
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ قرآن>
رسم> ذُكر أن معنى الآية: أنه يلقى في النار، ويكون مثل الذي خر من السماء. لو أن إنسانا صعد به إلى السماء ثم ألقي ماذا يصير؟ وهل يصل إلى الأرض سالما؟ تتخطفه الطير في الجو، وتهوي به الريح، تحمله وتهوي به في مكان سحيق. فكأن المراد: أنه يلقى في النار وتهوي به الريح في مكان من النار سحيق جزاءً على شركه. فهذا جزاؤهم في الآخرة، أما في الدنيا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– كفرهم، أخبر بأنهم كفار بهذا الشرك، واستحل دماءهم وأموالهم، وأمر بقتالهم حتى يدينوا لله بالتوحيد، قال الله تعالى: رسم>
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ قرآن>
رسم> ؛ لأنهم مشركون، إلى متى؟ رسم>
فَإِنْ تَابُوا قرآن>
رسم> أي: تابوا عن الشرك، والتزموا التوحيد رسم>
وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ قرآن>
رسم> .
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ قرآن>
رسم> أخبر بأنهم يكفرونكم، وأنتم تكفرونهم، يعتقدون أنكم بتوحيدكم على ضلال، وأنتم تعتقدون أنهم بشركهم ضالون، وإذا كانوا ضالين فيجب عليكم أن تقاتلوهم حتى يتركوا ذلك الشرك؛ وحتى يخلصوا العبادة لله –تعالى- وحده.
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله متن_ح>
رسم> .
فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها متن_ح>
رسم> وفي رواية: رسم>
إلا بحق الإسلام متن_ح>
رسم> ومعلوم أن حق لا إله إلا الله: العمل بها، العمل بـ لا إله إلا الله، وكذلك إعطاؤها حقها، فأداء أركان الإسلام من حق لا إله إلا الله، وتحريم المحرمات من حق لا إله إلا الله. وكذلك الالتزام بالعبادات من حق لا إله إلا الله، فمن أتى بـ لا إله إلا الله لفظا ولم يأت بحقها لم تعصمه.
أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟! كيف تفعل بـلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ متن_ح>
رسم> حتى قال أسامة اسم> حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ، يعني: من توبيخه على قتله لرجل قال: لا إله إلا الله؛ وذلك لأن المشركين إذا قالوها عملوا بها؛ لأنهم يعلمون أنها تدل على التوحيد، وأنها تبطل الشرك، وأنها تبطل الآلهة الكثيرة التي كانوا يألهونها؛ فلذلك قالوا: متى كان المشركون جاحدين لـ لا إله إلا الله فإنهم يقاتلون حتى يدينوا بها، ويعملوا بها، فإذا كانوا يقولون: لا إله إلا الله؛ ولكن يجحدون معناها.. قوتلوا حتى يقروا بمعناها؛ حتى يدينوا حقا بما تدل عليه، ويكونوا من أهلها حقا، فأما إذا كانوا يقولونها بألسنتهم ويخالفون ما تدل عليه بأعمالهم؛ فإنها لا تعصمهم بأن يقاتلون.
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا قرآن>
رسم> ويقولون: رسم>
حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ قرآن>
رسم> ويقولون: رسم>
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا قرآن>
رسم> هاهم يسمونها آلهة؛ لأن قلوبهم تألهها، وأنتم تسمونهم أولياء وقلوبكم تألهها، والفرق في الأسماء لا يخول الفرق في المعاني، فإذا كان المعنى واحدا فلا يغني التفريق في الأسماء.
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ قرآن>
رسم> خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللأنبياء قبله رسم>
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ قرآن>
رسم> -يعني- من الأنبياء رسم>
لَئِنْ أَشْرَكْتَ قرآن>
رسم> إذا كان هذا للنبي -صلى الله عليه وسلم- فبطريق الأولى يكون لأمته، فيقال لكل واحد من الأمة: رسم>
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ قرآن>
رسم> .
أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ قرآن>
رسم> قال الله تعالى عنهم: رسم>
وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قرآن>
رسم> يعني: لو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين ذكروا في الآيات التي في سورة الأنعام -ثمانية عشر من الأنبياء ذكروا في هذه الآية- فيقول: رسم>
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا قرآن>
رسم> ولو أشرك الأنبياء -وحاشاهم عن ذلك- رسم>
لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قرآن>
رسم> فالشرك يحبط الأعمال، ويبطل أجرها، ويصير صاحبه من أهل النار، على مقتضى الآيات التي ذكرنا.
من لقي الله يشرك به شيئا دخل النار متن_ح>
رسم> كلمة شيئا تعم القليل والكثير، وفي حديث آخر: رسم>
من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار متن_ح>
رسم> والند: هو الشبيه والمثيل. أن يدعو الله ويدعو غيره ندا، أو يدعو ذلك الند من دون الله، وقد ذكرنا مثال ذلك في كلام ابن القيم اسم> في النونية قوله: | والشـرك فـاحذره فشـرك ظاهـر | ذا القسـم ليس بـقابـل الغفـران |
| وهـو اتخـاذ النـد للرحمـن أيـا | كــان مـن حجر ومـن إنسـان |
| يدعـوه أو يرجـوه ثـم يخـافـه | ويحبـــه كمحبـــة الديــان |
أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر متن_ح>
رسم> فسئل عنه، فقال: رسم>
الرياء يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه متن_ح>
رسم> فجعله بذلك مشركا، وكذلك في الحديث القدسي: رسم>
أن الله يقول للذين يشركون –يراءون- اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم فانظروا هل تجدون عندهم من ثواب أعمالكم شيئا؟ متن_ح>
رسم> .
أن الله يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك به معي غيري تركته وشركه متن_ح>
رسم> وغير ذلك من الأحاديث المشهورة.