موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
عجائب المخلوقات تدل على عظمة الخالق
عجائب المخلوقات تدل على عظمة الخالق
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
فهذه مخلوقاته التي خلقها رسم>
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ قرآن> رسم> خلقها أعظم من خلق الإنسان كما قال تعالى: رسم>
لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ قرآن> رسم> أي أنهم لو تفكروا في خلق هذه الأرض وعظمتها واتساعها، وما فيها من المخلوقات، وما فيها من البحار والمهاد والأودية والجبال والتلال والرمال وما أشبهها؛ لعرفوا أن الذي خلقها أكبر من كل شيء، وأن خلقها أعظم من خلق الناس، فيعترفوا لمن خلق هذه أنه الإله الحق، وأن إلهية ما سواه باطلة فينيبوا إليه؛ ولذلك يقول تعالى في هذه السورة سورة الزمر: رسم>
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ قرآن> رسم> وصف نفسه بأنه خالق كل شيء، وأن المخلوقات حقيرة بالنسبة إلى عظمته، ولذلك قال: رسم>
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قرآن> رسم> .
كذلك أيضا وصف يوم القيامة بقوله: رسم>
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ قرآن> رسم> ثم قال: رسم>
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا قرآن> رسم> ويكون هذا في الآخرة عندما يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده.
وكذلك أيضا في الدنيا، فكل ما في الدنيا من الأنوار فإنه من نور الله تعالى رسم>
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا قرآن> رسم> فكل ما فيها من نور فهو من نور الله تعالى، ولذلك يقول تعالى: رسم>
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> ويقول النبي صلى الله عليه سلم: رسم>
إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام؛ يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح> رسم> أي: احتجب عن عباده بهذا النور.
ولما سئل النبي صلى الله عليه سلم رسم>
هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه؟ متن_ح> رسم> أي كيف أراه؟ أي دونه الأنوار التي إذا كشفها احترق ما أدركه بصره من خلقه، وكذلك أيضا لما طلب موسى اسم> عليه السلام الرؤية أن يرى ربه بقوله: رسم>
رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قرآن> رسم> قال الله تعالى: رسم>
لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا قرآن> رسم> لما أن الرب تعالى تجلى للجبل العظيم اندك الجبل من عظمة الله تعالى. لا شك أن هذا دليل على عظمة الخالق تعالى، فهو احتجب عن خلقه بهذه الأنوار.
وجاء هذا على وجهه في الحديث الآخر رسم>
أنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر الجنة قال: جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن متن_ح> رسم> رداء الكبرياء، ومثل ما ذكر في الحديث القدسي: رسم>
العظمة إزاري والكبرياء ردائي متن_ح> رسم> أي: جعل هذا الرداء على وجهه وهو الكبرياء.
وكلما فكر العباد في عظمة مخلوقات الله تعالى استحضروا أن الخالق أعظم من كل شيء. فإنا إذا نظرنا في هذه الأرض التي هي من أصغر مخلوقات الله، وتفكرنا أيضا في الأفلاك العلوية، السماوات التي هي محيطة بالأرض، وكذلك الأفلاك أي: الشمس والقمر والنجوم وما فيها، كل ذلك يدل على عظمة من أوجدها وخلقها، فيأخذ المؤمن ذكرى وعبرة على أن الذي خلقها هو أهل أن يعبد وأن يوحد، وهو الإله الحق كما في هذه الآية التي سمعنا قول الله تعالى: رسم>
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ قرآن> رسم> ثم أتبعها بالآيات البينات التي تدل على إلهيته وهي قوله: رسم>
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> إلى آخر الآيات إلى قوله: رسم>
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ قرآن> رسم> فالذين يتفكرون في هذه المخلوقات يعرفون بها أنها مخلوقات، وأن من خلقها هو أعظم من كل شيء، وأنه أهل أنْ يعظم وأنْ يعبد وحده.
مسألة>
-52-