موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
خلق الله للإنسان وأفعاله
خلق الله للإنسان وأفعاله
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
الإنسان ليس الذي هو يخلق أفعاله ليس هو الذي يخلق أولاده ليس هو الذي يخلق ذريته، لو كان كذلك لحرص على أن يكون أولاده مثلاً كلهم ذكوراً مثلاً، أو على أن يكون حسناً خلقهم، ولم يك فيهم مشوه ولم يك فيهم ناقص الخلق، ولم يك فيهم دميماً بل الله تعالى هو الذي يخلقهم يقول الله تعالى يقول: رسم>
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ قرآن> رسم> ويقول تعالى: رسم>
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ قرآن> رسم> رسم>
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ قرآن> رسم> .
كذلك أيضاً بالنسبة إلى بقية المخلوقات معلوم مثلاً أن الله تعالى ألهمها ما يحصل به هذا التوالد. أي: جعل للذكور مثلاً شهوة في الذكور والفحول ، شهوة تدفعها إلى هذا الاتصال الجنسي بإناثها وكل يميل إلى جنسة، فمثلاً بهيمة الأنعام يميل بعضها إلى بعض فلا تجد الذكر من المعز ينزو على الأنثى من الضأن ولا بالعكس، وكذلك أيضاً لا تجد الذكر من الإبل ينزو على الأنثى من البقر، وكذلك العكس. الذي ألهمها هو الذي أودع فيها هذه الفطرة رسم>
أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قرآن> رسم> لماذا؟ ليحصل ما قدره الله من هذا التوالد الذي قدر خلقه، وقدر إيجاده.
لا شك أن هذا من آيات الله الدالة على عظمته سبحانه وتعالى، فإذا عرفنا أنه قدَّر إيجادها في هذا الوجود فهو الذي أيضًا قدر الموت عليها قدر الموت على جنس الإنسان بأسباب محسوسة أو بغير أسباب فلو شاء لجعل الإنسان إنسانًا واحدًا لا يتغير ولكن جعله يتغير من كونه رضيعاً إلى كونه فطيمًا إلى كونه شابًا إلى يافعًا إلى كهلاً إلى شيخًا إلى هرِمًا إلى أن يكون ممن يرد إلى أرذل العمر، وهكذا أيضًا قدر للحيوانات أعمارًا لا تتجاوزها، وهكذا أيضًا بقية المخلوقات قدر لها حدودًا.
لا شك أن هذا كله إذا تأمله العاقل عرف بذلك عظمة الخالق، وأنه ما خلق إلا لحكمة وأنه الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، وهكذا أيضاً إذا تأملنا كلام الله الذي أنزله وجعله هدى وبيانًا وشفاءً نعرف من كل آية دلالة عظيمة على عظم الخالق سبحانه وتعالى وعلى أنه المتصف بصفات الكمال، والمنزه عن النقائص في الأقوال والأفعال، فنتأمل مثلاً...
مسألة>
-77-