موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
ذكر كيفية إحياء الموتى
ذكر كيفية إحياء الموتى
عدد المشاهدات
()
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا أبو سعيد الكسائي اسم> قال: حدثنا منجاب اسم> قال: حدثنا بشر اسم> عن أبي روح اسم> عن الضحاك اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قوله عز وجل: رسم>
فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ قرآن> رسم> قال: والطير الذي أخذ وز وطاووس وديك ورأل يعني: الأسود الكبير من كل جنس واحد فذبحهن فقطع رؤوسهن قال: فوضعها تحت قدمه ثم نتف ريشها فلم يبق منها شيئا فذراه في الريح، ثم أخذ كل طائر فشقه نصفين وهو قول الله عز وجل لإبراهيم اسم> رسم>
فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ قرآن> رسم> يقول: فخذ إليك أربعة من الطير فصرهن إليك يقول: فشققهن قال: فأخذ نصفين مختلفين، ثم أتى أربعة أجبل فجعل على كل جبل نصفين مختلفين وهو قوله تعالى: رسم>
اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا قرآن> رسم> يعني: هذا ثم تنحى ورءوسها تحت قدمه، فدعا بالاسم الأعظم فرجع كل نصف إلى نصفه وكل ريش إلى طائره، ثم أقبلت تطير بغير رؤوس حتى انتهت إلى قدمه تريد رءوسها أعناقها فلما رآها وما تفعل رفع قدمه فوضع كل طائر منها عنقه في رأسه فعادت كما كانت فقال إبراهيم اسم> -عليه السلام- حين رأى ذلك: رسم>
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ قرآن> رسم> يقول: مقتدر على ما يشاء رسم>
حكيم قرآن> رسم> يقول: محكم لما أراد؛ إذ فعل هذا وأرانيه من آياته وذلك أن إبراهيم اسم> صلى الله على نبينا وعليه وسلم تسليما كثيرا مر برجل ميت، قال: زعموا أنه حبشي على ساحل البحر فرأى دواب البحر تخرج فتأكل منه، وسباع الأرض تأتيه فتأكل منه، والطير تقع عليه فتأكل منه فقال إبراهيم اسم> -عليه السلام- عند ذلك: ربِّ: هذه دواب البحر تأكل من هذا، وسباع الأرض، والطير، ثم تميت هذه فتبلى، ثم تحييها بعد البلى فأرني كيف تحيي الموتى؟
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا عبد الله محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني اسم> قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن اسم> عن وهب بن منبه اسم> و رباح بن زيد اسم> عن أبي الهذيل اسم> عن وهب بن منبه اسم> -رحمه الله تعالى- قال: انقلب أرميا اسم> إلى بيت المقدس اسم> وهي خربة، ثم اجتنى تينا فجعله في مكتل وجعل في قلة له ماء، ثم ربط حماره إلى جنبه رسم>
قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ قرآن> رسم> عند ذلك فلبث مائة عام، ثم إن الله تبارك وتعالى رد ما بقي من سبي بني إسرائيل من حيث سباهم بختنصر اسم> فقال: من غبب أسيرا ثلاثا أو مالا له فقد حل ماله ونفسه حتى يتراجعوا إلى بلادهم بعد سبعين سنة، ثم استبنوا البيت، والقرية حتى عادت كما كانت فلما فرغوا منها بعث الله عز وجل أرميا اسم> -عليه السلام- فجعلت العظام تعاد بعضها إلى بعض حتى عاد كما كان، ثم أوحى الله عز وجل إليه: رسم>
كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ قرآن> رسم> فنظر إلى التين في مكتله لم يتغير، ونظر إلى الماء في القلة لم يتغير طعمه، ولم ينقص منه شيء، ومكث الحمار مائة سنة مربوطا لم يأكل، ولم يشرب فقال عند ذلك: رسم>
أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن محمد إبراهيم اسم> قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء اسم> قال: حدثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان اسم> عن أبيه عن وهب بن منبه اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: أول شيء خلق الله عز وجل العرش من نور، ثم الكرسي، ثم لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء؛ قلمه نور وكتابه نور. ينظر الله عز وجل فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق في كل نظرة، ويحيي، ويميت، ويعز، ويذل، ويرفع أقواما، ويخفض أقواما، ويفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وخلق قلما من نور طوله خمسمائة عام، وعرضه خمسمائة عام قبل أن يخلق الخلق، وقال للقلم: اكتب. قال القلم: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب علمي في خلقي إلى أن تقوم الساعة فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة. إن كتاب ذلك العلم على الله يسير هين وسنة القلم مشقوقة ينبع منه المداد.
وذكر وهب اسم> -رحمه الله تعالى- أن الله عز وجل خلق العرش والكرسي من نوره، وخلق البيت المعمور من درة جوفاء فالعرش ملتصق بالكرسي.
والملائكة في جوف الكرسي، وذكر وهب اسم> رحمه الله أن حول العرش أربعة أنهار؛ نهر من نور يتلألأ ونهر يجري هو أشد بياضا من اللبن، في أسفله اللؤلؤ والدر والياقوت والزمرد والمرجان يرى من شدة صفائه وبياضه، ومنه تأخذ أنهار الجنة كلها، ونهر من ثلج أبيض تلتمع منه الأبصار، ونهر من ماء، والملائكة في تلك الأنهار يسبحون الله عز وجل، وللعرش ألسنة بعدد الخلق كلهم أضعافا فهو يسبح الله ويذكره بتلك الألسنة كلها.
قال وهب اسم> -رحمه الله تعالى- وللكرسي أربع قوائم كل قائمة أطول من السماوات، والأرض، وجميع الدنيا في جوف الكرسي مثل حبة خردل في كف أحدكم.
قال: حدثنا أحمد بن محمد اسم> قال: حدثنا ابن البراء اسم> قال: حدثنا عبد المنعم اسم> عن أبيه عن وهب اسم> عن كعب اسم> -رحمه الله تعالى- أن حول الكرسي سبعين ألف صف من الملائكة صف خلف صف يدورون حول العرش يقبل هؤلاء ويدبر هؤلاء، فإذا استقبل بعضهم بعضا هلل هؤلاء وكبر هؤلاء ومن ورائهم سبعون ألف قيام أيديهم إلى أعناقهم قد وضعوها على عواتقهم، فإذا سمعوا تهليل أولئك وتكبيرهم رفعوا أصواتهم، فقالوا: سبحانك وبحمدك، أنت الله الذي لا إله غيرك، أنت الأكبر ذخر الخلق؛ الخلق كلهم لك، ومن وراء هؤلاء مائة ألف صف من الملائكة قد وضعوا اليد اليمنى على اليسرى على نحورهم من رؤوسهم إلى أقدامهم شعر ووبر وزغب وريش. ليس منها شعرة ولا وبرة ولا زغبة ولا ريشة ولا عظم ولا مفصل ولا قصبة ولا عصبة ولا جلد ولا لحم إلا وهو يسبح الله عز وجل ويحمده بلون من التسبيح والتحميد لا تسبحه الأخرى به، ما بين حاجبي الملك منهم مسيرة ثلاثمائة عام وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة أربعمائة عام، وما بين كتفي أحدهم مسيرة خمسمائة عام، وما بين ثديي أحدهم مثل ذلك، ومن قدمه إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام، وما بين كعبه إلى ركبته مسيرة مائتي عام، وما بين ركبتيه إلى أصل فخذه مسيرة خمسين ومائتي عام، وما بين فخذه إلى أضلاع جنبيه مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين ضلعين من أضلاعه مسيرة مائتي عام وما بين كفه إلى مرفقه مسيرة مائتي عام وما بين مرفقه إلى أصل منكبيه مسيرة ثلاثمائة عام وكفاه. لو أذن الله عز وجل له أن يقبض بإحداهما على جبال الدنيا فعل وبالأخرى على أرض الدنيا كلها فعل.
قال: حدثنا الحسن بن علي بن نصر اسم> قال: حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي اسم> قال: حدثنا نعيم بن حماد اسم> قال: حدثنا أبو صفوان الأموي اسم> عن يونس بن يزيد اسم> عن الزهري اسم> عن سعيد بن المسيب اسم> عن كعب الأحبار اسم> -رحمه الله تعالى- قال: قال الله عز وجل: أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على العرش أدبر أمر عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي، وأرضي وإن حجبوا عني فلا يغيب عنهم علمي وإلي مرجع كل خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي؛ أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي، وأعذب من شئت منهم بعقابي.
قال: حدثنا محمد بن العباس اسم> قال: حدثنا محمد بن موسى القطان اسم> قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث اسم> قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن حجادة اسم> عن سلمة بن كهيل اسم> عن عمارة بن عمير اسم> عن أبي موسى الأشعري اسم> رضي الله عنه قال: الكرسي موضع القدمين له أطيط كأطيط الرحل.
قال: حدثنا محمد بن العباس اسم> قال: حدثنا محمد بن الحسين إبراهيم بن أشكب اسم> قال: حدثنا سريج بن النعمان اسم> قال: حدثنا فليح بن سليمان اسم> عن هلال بن علي اسم> عن عطاء بن يسار اسم> عن أبي هريرة اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
إن في الجنة مائة درجة أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيله. ما بين كل درجتين كما بين السماء، والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ؛ فإنه وسط الجنة وفوقه عرش الرحمن تبارك وتعالى ومنه تفجر أنهار الجنة متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن مرثد اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي حمدان الهيتي اسم> قال: حدثنا عمرو بن جرير اسم> عن إسماعيل بن أبي خالد اسم> عن الشعبي اسم> -رحمه الله تعالى- قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> العرش من ياقوتة حمراء، وإن ملكا من الملائكة نظر إليه وإلى عظمه فأوحى الله عز وجل إليه: إني قد جعلت فيك قوة سبعين ألف ملك لكل ملك سبعون ألف جناح فطر فطار الملك بما فيه من القوة والأجنحة ما شاء الله أن يطير فوقف فنظر فكأنه لم يسر رسم> .
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أسيد بن عاصم اسم> قال: حدثنا الحسين اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن ليث اسم> عن مجاهد اسم> -رحمه الله تعالى- في قول الله عز وجل: رسم>
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قرآن> رسم> قال: ما موضع كرسيه من العرش إلا مثل حلقة في أرض فلاة.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أحمد بن مهدي اسم> قال: حدثنا عبد الأعلى اسم> قال: حدثنا معتمر اسم> عن الليث اسم> عن مجاهد اسم> -رحمه الله تعالى- قال: ما أخذت السماوات والأرض من العرش إلا كما تأخذ الحلقة من أرض الفلاة.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا الحسن بن أيوب القزويني اسم> قال: حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم اسم> قال: حدثني أبي عن عكرمة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: فالشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي، والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر.
قال: حدثنا أحمد بن جعفر الحمال اسم> قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السعدي اسم> قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي اسم> عن أبيه عن الربيع اسم> -رحمه الله تعالى- رسم>
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ قرآن> رسم> هو العرش رسم>
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ قرآن> رسم> هو الماء الأعلى الذي تحت العرش.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا محمد بن إدريس اسم> قال: حدثنا أبو اليمان اسم> حدثنا إسماعيل بن عياش اسم> عن أشعث بن عبد الله التميمي اسم> و عن عبد العزيز بن عمر أو عمران اسم> الشك من ابن العياش اسم> أن أبا ذر اسم> رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> أتدري ما الكرسي؟ فقلت: لا قال: ما السماوات والأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها مُلقٍ في أرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها مُلْقٍ في أرض فلاة، وما العرش في الماء إلا كحلقة ألقاها مُلْقٍ في أرض فلاة, وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها مُلْقٍ في أرض فلاة، وما جميع ذلك في قبضة الله عز وجل إلا كالحبة، وأصغر من الحبة في كف أحدكم رسم> وذلك قول الله تعالى: رسم>
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مصعب اسم> قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء اسم> قال: حدثنا مروان بن معاوية اسم> عن محمد بن أبي ذئب المدني اسم> عن عبد الله بن محمد بن عمرو بن حاطب الجمحي اسم> عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السلمي اسم> قال: لما قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك أتاه وفد من بني فزارة فقالوا: يا رسول الله ادع ربك أن يغنينا واشفع لنا إلى ربك وليشفع ربك إليك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> ويلك هذا أنا شفعت إلى ربي فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه؟ لا إله إلا الله العظيم وسع كرسيه السماوات والأرض، فهي تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرحل الجديد رسم> .
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا نعيم بن حماد اسم> قال: حدثنا ابن المبارك اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن إسماعيل بن أبي خالد اسم> عن أبي عيسى اسم> قال: إن ملكا لما استوى الرب على عرشه سجد لم يرفع رأسه ولا يرفع رأسه حتى تقوم الساعة فيقول يوم القيامة: لم أعبدك حق عبادتك إلا أني لم أشرك بك شيئا ولم أتخذ من دونك وليا.
قال جدي رضي الله عنه: قرأت على أبي يعقوب يوسف بن داود اسم> عن محمد بن يوسف التميمي اسم> قال: حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب اسم> عن أبيه عن آبائه: أن رجلين من كندة أصابا في جبل لهم يقال له: بربر بعض ألواح موسى اسم> -عليه السلام- وإذا في الألواح: بسم الله الرحمن الرحيم. هو أول الأولين وآخر الآخرين، ثم إن الله تبارك وتعالى خلق قبل كل شيء القلم فكتب مقادير كل شيء ثم خلق الكرسي، ثم خلق الهواء والظلمات سبعة آلاف سنة ولم يكن نور إلا نور ربنا تبارك وتعالى، وخلق فيها ملائكة بلا أجنحة وكانوا ملائكة مقدسين، وكان قولهم يومئذ التقديس فكانوا مخلوقين مقدسين بلا اسم سموا، ثم بقي بعد ذلك تبارك وتعالى بلا شمس ولا قمر سبعة آلاف سنة, واحتجب بنوره عن الملائكة، ثم خلق من بعد الكرسي عرشه على الماء وخلق حوله الملائكة يسبحون بحمده ويرعدون من خيفته قال: فعند ذلك أمر البحرين فاصطكا؛ بحر الحياة وبحر لجي فلم يزالا يصطكان حتى خرج من بينهما زبد فلم يزالا حتى خرج من ذلك الزبد نار؛ فأوحى الله عز وجل عند ذلك إلى النار فأخرجت الزبد فصيرته أرضا، وارتفع من النار دخان فسمكها سماء، فكان مقدار خلقهن ستة أيام فقال لهن: رسم>
اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ قرآن> رسم> وسبع أرضين ثم استوى فوق السماوات رسم>
وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا قرآن> رسم> ثم خلق في كل سماء ملائكة يسبحون بالبركات؛ فقدر ربنا تبارك وتعالى لكل ملائكة من التسبيح رزقا بمقدار ما شاء؛ لأنه حيث خلقهم الله تعالى فضل بعضهم على بعض درجات، وذلك قوله فيما أنزل من كتابه: رسم>
وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا قرآن> رسم> رسم>
وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا قرآن> رسم> .
قال ثم خلق ربنا تبارك وتعالى الدنيا سبعة آلاف سنة من قبل أن يخلق فيها آدم اسم> فكان فيها أمم كثيرة من الجن وغيرهم يعبدونه في الأرض، فعند ذلك بعث الله عز وجل إلى جميع تلك الأمم إبليس -لعنه الله- قاضيا يقضي بين تلك الأمم لا يزول عن حكومة الله شيئا ليلا ولا نهارا؛ فلبث بذلك ألف سنة فعند ذلك سمي حكما، وأوحى الله عز وجل إليه باسمه فلم يكن عرف شيئًا من الخلق غيره، فدخله من ذلك الكبر فاستعظم وتكبر؛ فعند ذلك عتا عن أمر ربه، فطغى وأطغى أهل مملكته، فألقى بينهم العداوة والبغضاء والبأس فاقتتلوا عند ذلك ألفي سنة؛ حتى جعلت خيولهم تخوض في دمائهم، وذلك قوله عز وجل في كتابه: رسم>
أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ قرآن> رسم> وذلك قول الملائكة لربهم في ذلك حين سخط عليهم: رسم>
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ قرآن> رسم> يعنون الدماء؛ فعند ذلك بعث الله عز وجل نارا من النار الموقدة فعذبهم بها.
قال: فلما رأى الخبيث ما نزل بهم من العذاب عرج عند ذلك إلى السماء فأقام عند الملائكة، فجعل يعبد الله عبادة مجتهد لم يعبده شيء من خلقه بمثل تلك العبادة. قال: فلم يزل يعبد الله في السماء أربعة آلاف سنة، وكان ربنا تبارك وتعالى قد أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم اسم> فسجدوا أجمعين غيره تكبَّر، واستعظم أن يطيع أو يسجد كما سجدت الملائكة، فقال: ما منعك ألا تسجد لبشر خلقته بيدي رسم>
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قرآن> رسم> وعبدتك أربعة آلاف سنة، ثم تأمرني أن أسجد لبشر خلقته من حمإ مسنون. قال: يا عبدي فإني لست أقبل من عبادتك شيئا إلا بالطاعة لعبدي هذا وبالسجود له قال: رب أعفني عن هذا، وأنا أضاعف لك العبادة بكل وجه ترضاه إلى أن يسمع من في السماوات والأرض، فقال له: إني لست أقبل منك يا عبدي من عبادتك شيئا إلا بالطاعة لعبدي هذا، أو بالسجود له فعند ذلك أبى أن يفعل، فأمره ربه عز وجل بالخروج منها، وأمر ملائكته أن يرجموه، فعند ذلك سمي المرجوم، وذلك قوله فيما أنزل من كتابه: رسم>
فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا ابن الجارود اسم> قال: حدثنا محمد بن عيسى الزجاج اسم> قال: حدثنا عامر بن إبراهيم اسم> عن الخطاب بن جعفر اسم> عن أبي المغيرة اسم> عن أبيه عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: أن رجلا أتاه فسأله عن هذه الآية رسم>
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ قرآن> رسم> يسأله ثلاث مرات فلم يرد عليه شيئًا حتى إذا خف عنه الناس قال له الرجل: ما يمنعك أن تجيبني؟ قال: ما يؤمنك إن أخبرتك أن تكفر قال: أخبرنى. قال: سماء تحت أرض وأرض فوق سماء و. بعضها فوق بعض يدور الأمر بينهن كما يدور هذا الجرذان الذي يدور بالغزن عليه.
قال: حدثنا محمد بن أحمد اسم> عن عمرو اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب اسم> قال: حدثنا الحسن بن عمرو اسم> عن حسين بن حماد اسم> عن أبيه قال: خلق الله عز وجل العرش من زمردة خضراء وخلق له أربع قوائم من ياقوتة حمراء من نور وخلق له ألف لسان وخلق في الأرض ألف أمة كل أمة تسبح الله بلسان من ألسنة العرش.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش اسم> قال: حدثنا غسان بن مالك اسم> قال: حدثنا عنبسة اسم> قال: حدثنا علاق بن أبي مسلم اسم> عن محمد بن علي ابن الحنفية اسم> عن علي بن أبي طالب اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> الكرسي لؤلؤ، والقلم لؤلؤ، وطول القلم سبعمائة سنة وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون رسم> .
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو طاهر اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الدمشقي اسم> قال: حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني اسم> عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس وحده فقال: رسم> يا أبا ذر اسم> ما السماوات السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة رسم> .
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثني حسين بن معدان اسم> قال: حدثنا عبد الله بن رجاء اسم> قال: حدثنا إسرائيل اسم> عن أبي إسحاق اسم> عن عبد الله بن خليفة اسم> قال: أتت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب عز وجل وقال: رسم> إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه يقعد عليه فما يفضل منه قيد أربع أصابع مد أصابعه الأربع وأن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله رسم> .
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثني حسين بن علي الطبري اسم> قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد اسم> قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير اسم> عن إسرائيل اسم> عن أبي إسحاق اسم> عن عبد الله بن خليفة اسم> عن عمر اسم> رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه.
قال: حدثنا أبو يحيى الرازي عبد الرحمن بن محمد اسم> قال: حدثنا سهل بن عثمان اسم> قال: حدثنا عبيد الله بن موسى اسم> عن أبي جعفر اسم> عن الربيع اسم> -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: رسم>
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ قرآن> رسم> فلما خلق الله السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين الذي كان عليه عرشه فجعل نصفه تحت العرش وهو البحر المسجور فلا تذهب منه قطرة حتى ينفخ في الصور، فإذا نفخ في الصور أنزل ماء مثل الطل على الأرض فتنبت منه أجسام من هو مبعوث من الجن والإنس فهو الذي يقول الله عز وجل: رسم>
يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ قرآن> رسم> إلى قوله: رسم>
كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ قرآن> رسم> قال: فينبتون كما تنبت الحبَّة ثم قال في آية أخرى: رسم>
كَذَلِكَ النُّشُورُ قرآن> رسم> ثم قال في آية أخرى: رسم>
كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى قرآن> رسم> قال: وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى قال: وهو مكتوب في الكتاب الأول يسمى اليم.
نلاحظ من هذه الآثار، وهذه الأحاديث عظمة هذه المخلوقات، ولا شك أن عظمتها دليل على عظمة من أوجدها وخلقها، ولذلك تقدم لنا آثار. تفكروا في المخلوق ولا تتفكروا في الخالق.
فإنا إذا تفكرنا ونظرنا في المخلوقات التي بين أيدينا عرفنا عظمتها، وعجائب خلقها، وإيجادها، وما فيها من العبر، وعرفنا كيف أنشئت. أنشأها الله على غير مثال سبق يدل ذلك على أن الذي أنشأها قادر على كل شيء، وأنه خالق كل شيء؛ وعلى هذا فيستحق العبادة وحده، ويستحق التعظيم وحده سمعنا في هذه الآثار.
مسألة>
-119-