بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال: رحمه الله تعالى: قال: حدثنا علي قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا ابن مهدي قال: أخبرنا سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد رحمه الله تعالى وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا قال: الموت.
قال: حدثنا علي قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد رحمه الله تعالى في قوله: إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قال: الموت.
قال: حدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد قال: قال زهير بن محمد رحمه الله تعالى: فِي مَقَامٍ أَمِينٍ قال: أمنوا فيه من الموت.
قال: وحدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال: حدثنا النضر بن إسماعيل رحمه الله في قوله تعالى: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا قال: لا يموتون.
قال: وحدثنا فضيل قال: حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة رحمه الله تعالى يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ قال: من الموت.
قال: حدثنا يحيى بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: ما من أهل بيت شعر ولا مدر إلا وملك الموت صلى الله عليه وسلم يطيف كل يوم مرتين.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شريح قال: حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا عبد الصمد قال: سمعت وهبا رحمه الله تعالى يقول: إن الملائكة الذين يقرنون بالناس هم الذين يتوفونهم ويكتبون لهم آجالهم فإذا كان يوم كذا توفته ثم قرأ: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ إلى آخر الآية وقيل لوهب رحمه الله تعالى: أليس قد قال الله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ قال: نعم. إن الملائكة إذا توفوا أنفسنا دفعوها إلى ملك الموت وهو كالعاقب يعني العشار الذي يؤدي إليه من تحته.
قال: حدثنا الوليد بن أبان قال: حدثنا محمد بن إدريس قال: حدثنا عمار بن خالد قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عبد الله بن يونس قال: سمعت الحكم بن عتيبة رحمه الله تعالى يقول: الدنيا بين يدي ملك الموت بمنزلة الطست بين يدي الرجل.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو مسعود قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عمار الدهني عن ابن المثنى الحمصي رحمه الله تعالى قال: إن الدنيا سهلها وجبالها بين يدي فخذ ملك الموت صلى الله عليه وسلم مثل الطست معه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، وقال غيره: قال عمار فسألته إذا كانت ملحمة؟ قال: السيف مثل البرق قال: يدعوها فتأتيه.
قال: حدثنا الوليد قال: قرأت على يحيى بن عبد الملك قلت حدثكم المقرئ قال: حدثنا حيوة أخبرني أبو صخر عن يزيد الرقاشي قال: سمعت أنس بن مالك رحمه الله تعالى: يقول لقي جبريل ملك الموت عليهما السلام بنهر كذا وكذا فقال الرقاشي قد رأيت ذلك النهر فقال: كيف تستطيع قبض الأنفس عند الوباء قال: هاهنا عشرة آلاف وهاهنا كذا فقال له ملك الموت: تزوى لي الأرض حتى لإنها بين يدي فأتناول بيدي كذا وكذا.
قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا الوليد بن سلمة الدمشقي قال: حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: إن لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب فإذا انقضى أجل عبد من الدنيا ضرب رأسه بتلك الحربة وقال: الآن يزار بك عسكر الأموات.
قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا سلمة قال: حدثنا حفص بن عبد الرحمن الهلالي قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه رحمه الله تعالى ورضي عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده من الأنصار، فإذا ملك الموت عليه السلام عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال: أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق فاعلمن يا محمد إني لأقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله فأقوم في جانب من الدار فأقول: والله ما لي من ذنب وإن لي عودة وعودة، الحذر الحذر وما خلق الله عز وجل من أهل بيت مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم فيه في كل يوم وليلة خمس مرات حتى إني لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله يا محمد إني لا أقدر أن أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى الذي يأمر بقبضه .
قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا محمد بن الحسن عن شعيب بن محرز قال: حدثنا صالح المري عن غالب القطان عن الحسن رحمه الله تعالى قال: قيل لموسى صلى الله عليه وسلم: كيف وجدت الموت؟ قال: كسفود أدخل في جوفي له شعب كثيرة تعلق كل شعبة منه بعرق من عروقي ثم انتزع من جوفي نزعا شديدا فقيل له يا ابن عمران لقد هونا عليك الموت.
قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح وحدثني أحمد بن خالد عن محمد بن سلمة الحراني عن خصيف عن عكرمة عن كعب رحمه الله تعالى قال: إن في بعض الكتب السالفة من كتب شيث بن آدم أن آدم قال: يا رب أرني الموت حتى أنظر إليه فأوحى الله عز وجل يا آدم للموت صفات لا تقوى تنظر إليها لعظيم هولها، وإني أنزل عليك أحسن صفاته لتنظر إليه، فأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت عليه السلام أن اهبط على آدم في صورتك التي تأتي الأنبياء والمصطفين الأخيار فأوحى الله عز وجل إلى جبريل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام أن اهبطوا على آدم وهو جالس بين الجبال، وقد هبط عليه الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة أجنحة، جناح في الثرى وجناح قد جاوز السماوات وجناح بالمشرق وجناح بالمغرب له صدر أبيض وأحمر وأصفر وأخضر وأسود، وإذا الدنيا بحذافيرها وجبالها وغياضها وبحارها وإنسها وجنها وطيرها وهوامها والخافقين وما حوله والثرى وما حوله إلى المنتهى الذي علمه عند الله تعالى في نقرة صدره كالخردلة الملقاة في أرض فلاة، وله أعين لا يفتحها إلا في موضعها وأجنحة لا ينشرها إلا في موضعها وأجنحة لا ينشرها إلا للأنبياء والمرسلين عليهم السلام وأجنحة لا ينشرها إلا في موضعها.
فأما أجنحة الأولياء وأهل طاعة الله فإنها البشرى التي يبشرون بها في الحياة الدنيا وأما أجنحة الكفار فإنها سفافيد ومقاريض وكلاليب فلما نظر آدم صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عليه السلام صعق وخر مغشيا عليه فأفاق بعد سبعة أيام يرشح عرقا كان في مجاري عروقه الزعفران فقال: آدم عليه السلام يا رب ما أشد هذا وأهوله، وهكذا تذوق ذريتي الموت فأوحى الله عز وجل إليه أعظم شأن ذريتك إنما يذوقون الموت على قدر أعمالهم.