المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
...............................................................................
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قرآن>
رسم> فكل ما ورد من الأخبار عن الأمور التي لم نطلع عليها, ولكن جاء الخبر فيها عن الله تعالى في القرآن, أو على لسان أو ألسن رسله فإن المؤمن يتقبل ذلك, ويصدق به, ويعتمده في الاعتقاد, ولا يجوز أن يعرض ذلك على عقله كالعقلانيين الذين يقبلون ما تُقِرُّهُ عقولهم, ويَرُدُّون ما لا تدركه عقولهم, ويقولون: إن العقل هو الذي عُرِفَ به صِدْقُ الرسل فلا نقبل إلا ما جاء صحيحا موافقا للعقل, مع أن تلك العقول عقول مضطربة, تقر بالشيء ثم تنكره, أو تنكر الشيء ثم تعترف به, أو يقره بعضهم بعقله, وينكره آخرون بعقله أو بعقولهم.
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن>
رسم> وفي قوله: رسم>
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن>
رسم> في سبعة مواضع من القرآن ذكر الله الاستواء على العرش؛ فطريق إثبات ذلك إلى السمع والنقل, فيؤمن أهل السنة بأن الله تعالى استوى على عرشه كما أخبر بذلك عن نفسه, ولا يُكَيِّفُون هذا الاستواء, ولا يُمَثِّلونه بخصائص المخلوقين, بل يقرون بما جاءت به النصوص, وينزهون الله تعالى عن التشبيه والتمثيل, ولا يردون شيئا مما ثبت به الدليل, فيكونون قد رَدُّوا شيئا جاء على, أو في شريعتهم من طريق صحيح ثابت.
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ قرآن>
رسم> هكذا وصف بأنه عرش لها تملكهم, وأنه عظيم, ثم ذكر في القصة أن سليمان اسم> قال: رسم>
أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قرآن>
رسم> فأوتي بعرشها في وقت قصير, ثم قال سليمان اسم> رسم>
نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا قرآن>
رسم> رسم>
فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قرآن>
رسم> فهذا دليل على أنه سرير يجلس عليه. وهكذا في قصة يوسف اسم> قال الله تعالى: رسم>
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ قرآن>
رسم> أي: على السرير الذي كان يجلس عليه, لما أنها تمت له الولاية, وتم له الملك, ولذلك قال: رسم>
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي قرآن>
رسم> فدل على أن يوسف اسم> آتاه الله الملك, أي: ملك مصر. اسم>
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قرآن>
رسم> أخبر بأنه رب العرش العظيم, أخبر بأنه رب العرش, يعني: مالك العرش العظيم, وقال تعالى: رسم>
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قرآن>
رسم> وصف العرش بأنه عظيم.
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ قرآن>
رسم> وصف نفسه بأنه رب العرش, وقيل: إن الكريم صفة للرب تعالى, أي رب العرش وهو الكريم, وهكذا قول الله تعالى: رسم>
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ قرآن>
رسم> فكل ذلك دليل على أن الله تعالى خلق هذا العرش, وأنه عرش عظيم, وخَصَّهُ بالاستواء عليه في هذه الآيات, ثم ذكر أيضا أنه رفيع في قول الله تعالى: رسم>
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ قرآن>
رسم> أي: رب العرش, وخالق العرش, ومالكه ورفيع الدرجات.
وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ قرآن>
رسم> أي محيطين بالعرش كما شاء الله تعالى, حافين حوله, أو قريبين منه, وأخبر أيضا بأنهم يحملونه في قوله تعالى: رسم>
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ قرآن>
رسم> أخبر بأنهم يُسَبِّحُون, وهم يحملون العرش, وهكذا قال تعالى: رسم>
وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قرآن>
رسم> فأخبر بأن العرش محمول كما شاء الله.
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ قرآن>
رسم> وإذا قيل: كيف يحملونه, وهذه عظمته؟ رب العرش العظيم، كيف يستطيعون أن يحملوه وهم مخلوقون؟ وكيف يحمله ثمانية أو أربعة كما في بعض الروايات؟
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن>
رسم> أخبر بأنهم يسبحون ربهم, ويؤمنون به.