المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الروح
...............................................................................
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قرآن>
رسم> أي: كيفية الروح من أمر الله أي خلقت بأمر الله، من أمر الله، يعني: من خلقه، يعني: مما خلقه بأمره، أي: أنها مخلوقة بأمر الله تعالى؛ لقوله: رسم>
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن>
رسم> . | هبطت إليـك من المحـل الأرفـع | رقــاء ذات تقلـــب وتفجــع |
| صلـت على كـره فلما واصلـت | ألفتْ مـرافـقـة الخـراب البلقـعِ |
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ قرآن>
رسم> فإن الأرواح من جملة الأشياء، فهي مخلوقة، ويخالف قول الله تعالى في الجن: رسم>
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ قرآن>
رسم> رسم>
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ قرآن>
رسم> فأخبر أنه خَلَقَ الجان من نار السموم، وكذلك أخبر عن إبليس بقوله: رسم>
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قرآن>
رسم> أخبر بأن إبليس خلق من النار- من نار السموم.
خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم اسم> مما وصف لكم متن_ح>
رسم> فدل على أن الجن والشياطين والملائكة مخلوقون، مع أنهم أرواح، فكذلك يقال في أرواح الإنسان، في روح الإنسان أيضا أنها من جملة المخلوقات، وإن كنا نَعْجِز عن إدراك كيفيتها، ومن أي شيء هي.
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ قرآن>
رسم> التوفي بالليل هو: بالنوم، قبض هذه الأرواح في النوم، ثم يعيدها الله تعالى بعد اليقظة، ومن الآيات قول الله تعالى: رسم>
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قرآن>
رسم> ودليل على أن هذه الروح تُقْبَضُ: أن الأرواح كلها يتوفاها الله تعالى، فيمسك الأرواح التي قد ماتت أجسادها، ويرسل الأرواح التي بقيت أجسادها حَيَّةً إلى أجل مسمى، وكذلك قول الله تعالى: رسم>
وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ قرآن>
رسم> يعني: أرواحكم، أي: لتخرج الأرواح.
إذا كان المؤمن في إقبال من الآخرة، وانقطاع من الدنيا نزلت عليه ملائكة بيض الوجوه، معهم أكفان من الجنة، وحنوط من الجنة، وياسمين من الجنة، فيجلسون منه مد البصر، ويأتيه ملك الموت، فيقف عند رأسه ويقول: اخرجي أيتها الروح الطيبة، كانت في الجسد الطيب، كنتِ تعمرينه، اخرجي إلى رَوْح وريحان، ورب راض عنك غير غضبان، فتسيل روحه كما تسيل القطرة من فم السقاء متن_ح>
رسم> .
إنه إذا كان في إدبار من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزلت عليه ملائكة سود الوجوه، معهم أكفان من النار، وحنوط من النار، فيجسلون منه مد البصر ويأتيه ملك الموت، فيجلس عند رأسه ويقول: اخرجي أيتها الروح الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، كنت تعمرينه، اخرجي إلى غضب من الله وسخط، فتتفرق روحه في جسده، فينتزعها ملك الموت من جسده كما ينتزع السفود من الصوف المبلول متن_ح>
رسم> يعني: أنها تخرج بقوة، يخرجها الملك فتُقطع العروق، وتُقطع اللحم، ويلقى شدة إلى آخره.
ردوا روح عبدي إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى متن_ح>
رسم> وأخبر بأن روحه تعاد في جسده إلى آخره، يعني: تتصل به .