المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الروح
...............................................................................
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قرآن>
رسم> فلهم نهاية ينتهون بها؛ إلا أن الله تعالى أخر إبليس، أنظره إلى يوم الوقت المعلوم لما أظهر العداوة لابن آدم اسم> وعزم على أن يغوي جنس بني آدم اسم> سأل ربه أن يُنْظِرَهُ, يعني: يؤخره، قال: رسم>
رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قرآن>
رسم> يعني :أخرني ولا تمتني إلى يوم يبعثون, قال الله: رسم>
فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قرآن>
رسم> أي: إلى الوقت الذي حدد الله تعالى نهايته فيه, فهو إذا انتهى الوقت المعلوم فلا بد أنه يموت كما يموت الجن, الجن مشاهد أنهم يموتون, أما إبليس فإنه مؤخر رسم>
فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قرآن>
رسم> وفي الدعاء المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعائه: رسم>
أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون متن_ح>
رسم> ومشاهد أن الجن يموتون كما يموت الإنس، وموتهم لا بد أن يكون بشيء يحصل لهم, معلوم أن موت الإنس بخروج روحه, فموت الجن أيضا لا بد أن له شيئا يحصل به حتى يموت, إما أنه له جسد وروح, وتلك الروح والجسد كلاهما خفيف نوراني لا نراه, فيقدر الله تعالى عليه الموت, ويموت كما يشاء الله تعالى.
يؤتى بالموت في صورة كبش فيوقف على أهل الجنة فيقال: يا أهل الجنة! فيشرئبون وينظرون, فيقال: أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم, هذا الموت. ويقال: يا أهل النار! فيشرئبون وينظرون, فيقال: أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت. فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود ولا موت, ويا أهل النار! خلود فلا موت, فيزداد أهل الجنة فرحا, ويزداد أهل النار حزنا متن_ح>
رسم> هذا حديث ثابت في الصحيح؛ أخبر بأن الموت يذبح، وقد أنكر ذلك بعض المعاندين, وقالوا: إذا كان الموت مَلَكًا فكيف يذبح؟ وكيف يعذب بالذبح, مع أنه مطيع لأمر الله؟ ولماذا لا يخلد كما تخلد الملائكة؟ وإذا كان الموت عرضا, فكيف يموت وهو عرض؟ فالجواب: لا يلزم أن يكون عرضا, ولا يلزم أن يكون هو نَفْسَ الملك، فالله تعالى يُمَثِّلُ الموت للفريقين -لأهل الجنة والنار- ويعرفون أن هذا هو الموت, يعرفونه، وذلك لأنهم شاهدوه في الدنيا، فإن كل ميت لا بد أن الله تعالى يطلعه عند الموت, فيراه، أو بعد خروج روحه أن روحه تعرف هذا الموت, ويكشف لها ويتبين، فإذا ذبح, معناه: أعدم, ومعناه بعد إعدامه لا يكون هناك موت, بل يبقى كُلٌّ من أهل الدارين في موضعه, في داره، فأهل الجنة يبقون في دارهم, لا ينتقلون, وكذلك أهل النار.
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ قرآن>
رسم> هكذا أخبر بأنه يتوفانا يتوفاكم يعني: يقبض أرواحكم ملك الموت، لا شك أن هناك موت وأن هناك ملكا هو ملك الموت اسم> وأنه يقبض الأرواح على حسب ما ورد في الأحاديث.
بعدما يقبض روحه تقبضها منه الملائكة، ثم يجعلونها في حنوط وياسمين, وأكفان من أكفان الجنة متن_ح>
رسم> كما أن الجثة والجسد يكفنه أهل الدنيا, ويحنطونه, ويجعلونه في هذه الأكفان، فكذلك الروح يحنطها الملائكة ويكفنونها؛ مع أنها لا تفنى, بل هي باقية، وكذلك قال في روح الكافر, أن الملك يقول: رسم>
اخرجي أيتها الروح الخبيثة كانت في الجسد الخبيث, كنت تعمرينه, اخرجي إلى سخط من الله وغضب, وأنها تتفرق في جسده, وأنه ينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول متن_ح>
رسم> .
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن>
رسم> فـ رسلنا يعني: من الملائكة. أخبر بأنها تتوفاه, وهو دليل على أنهم عدد, وأما ما ذُكِرَ من صفة ملك الموت اسم> وأن له سبعين ألف رأس, وأن له سبعين ألف يد, أو في كل رأس سبعين ألف شعرة, وفي كل شعرة سبعين ألف روح, أو نفَس أو ما أشبه ذلك! فإن هذه أحاديث أو آثار يذكرها القصاص, وليست بثابتة. القصاص الذين يعظون في المساجد, وفي المجتمعات, وفي الأسواق, يروون مثل هذه الأحاديث والقصص, ولا أصل لها، ولكن يذكرونها؛ لأجل ترويع الناس؛ ولأجل تهويل الأمر, وما أشبه ذلك.
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قرآن>
رسم> أخبر بأنه يتوفى الأنفس حين موتها, هو الذي يتوفى الأنفس كما يشاء, ويتوفى أنفس النائمين في منامها، فإذا توفاها, التي قد قدر أنها لا ترجع إلى جسدها يمسكها, والتي لم تمت, بل قدر أن لها حياة باقية، هذه يقبضها رسم>
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى قرآن>
رسم> التي لها حياة باقية، يرسلها فيردها إلى أجسادها.
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ قرآن>
رسم> وقد أخبر تعالى بأنه يكون هناك نفخ في الصور, وأنه إذا نفخ في الصور خرجت كل روح إلى جسدها بعدما ينبتها الله.
هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ قرآن>
رسم> أخبر تعالى بأن هذا وعد الله, وأنه لا يُخْلِفُ وعده, وعد بأنها ستعاد تلك الأرواح إلى أجسادها.