المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
...............................................................................
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ قرآن>
رسم> وهكذا أخبر بأنهم أولو أجنحة, ويزيد ما يشاء. ورد في الحديث أن جبريل اسم> عليه السلام له ستمائة جناح, فدل على أنهم، ولو كانت أجسامهم خفيفة فقد أعطاهم الله تعالى أجنحة يتمكنون بها من الطيران, ومن الوصول إلى ما يشاءون بإذن الله، فعرف بذلك أنهم خلق من خلق الله تعالى.
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ قرآن>
رسم> هم الملائكة, رسم>
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ قرآن>
رسم> يدخل في هذه الآية أعمال القلب, أي: أنهم يكتبون حتى الأعمال الخفية, أعمال القلب, يطلعهم الله على ذلك, فيعلمون ما تفعلون.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ قرآن>
رسم> الملكان رسم>
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ قرآن>
رسم> ملكان يتلقيان أعمال وأقوال الإنسان, عن اليمين مَلَكٌ يكتب الحسنات, وعن الشمال ملك يكتب السيئات, رسم>
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قرآن>
رسم> أي: كل إنسان فعليه رقيب وعتيد؛ رقيب: أي ملك يكتب, وكذلك عتيد, وصفه الله بأنه رقيب, وأنه عتيد، وقيل: إنهما ملك الحسنات رقيب, والسيئات عتيد, أو كلاهما رقيب عتيد، ففي هذا دليل على أن من الملائكة من وكلوا بحفظ أعمال بني الإنسان ومراقبته، أن يكتبوا ما يعمل.
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ قرآن>
رسم> فإذا أَصَرَّ كتبت تلك السيئة, وإذا عمل سيئة بعدها فهكذا، وفي رواية: رسم>
يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار متن_ح>
رسم> فيجتمعون في صلاة العصر, وفي صلاة الفجر، ينزل ملائكة النهار في صلاة الفجر, ويجتمعون مع ملائكة الليل في صلاة الفجر, فيصعد الذين باتوا فيكم, أي ملائكة الليل، ثم ينزل ملائكة الليل في صلاة العصر, فيجتمعون مع ملائكة النهار, فيصعد ملائكة النهار.
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ قرآن>
رسم> هؤلاء المعقبات هم الملائكة الذين يتعاقبون فيكم. معقبات: أي: يأتي هؤلاء عقب هؤلاء, يحفظونه بأمر الله، فيقول في بعض الروايات: لو تخلوا عن حفظه لاختطفته الشياطين, واختطفته الجن والْهَوَامُّ والسباع, ونحوها من الأعداء, ولكن الله يحفظه، وقد وكل مَنْ يحفظه بأمره.
قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ قرآن>
رسم> يكلؤكم يعني: يحرسكم ويحفظكم, بالليل والنهار من الرحمن أي: بأمر الرحمن. فهذا جنس من الملائكة, وكلهم الله تعالى بحفظ بني آدم اسم> إذا جاء القدر الذي كتبه الله خلوا بينه وبينه، وأما ما لم يقدر فإنهم يحفظونه منه, أما جنس الملائكة فإنهم خلقوا لعبادة ربهم, ولهذا وصفوا بقوة العبادة. يقول الله تعالى: رسم>
وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ قرآن>
رسم> أي: وصفوا بأنهم عنده, أي: بقربه في السماوات, ومَن عنده. وصفوا بأنهم لا يستكبرون, لا يتكبرون عن العبادة, ولا يستحسرون, أي: لا يحسرون, ولا يتعبون, ولا يكلون, ولا يملون من العبادة. يسبحون الليل والنهار, أي: وقتهم كله, لا يَفْتُرُون, أي: لا يتعبون.
أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك قائم, أو راكع, أو ساجد متن_ح>
رسم> أي: ليس فيها فراغ ولا موضع أصابع, بل كل السماوات مشغولة بالملائكة الذين خلقوا, ما بين راكع وساجد, وقائم, وقاعد, وعابد. وصفوا بأن منهم ملائكة سجودا منذ أن خلقوا إلى أن تقوم الساعة! وهم سجود أو ركوع, وأنه إذا كان يوم القيامة يقولون: يا ربنا! سبحانك! ما عبدناك حق عبادتك, إلا أننا لم نشرك بك شيئا, ما عبدناك حق عبادتك! لأنهم عرفوا عظمة الرب تعالى, وعرفوا منته على خلقه, واعترفوا بأنه أهل أن يعبد, وأهل أن يركع له ويسجد، فهكذا كان اعترافهم.