المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الشمس والقمر
...............................................................................
عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ قرآن>
رسم> إذا كان هذا عَرْضُها فكيف يكون طولها؟! وأيضا أن الله واسع الفضل، يقدر على أن يوسع هذه الأرض وأهلها ومن عليها، ويوسع السماوات، ويوسع الجنة إلى أن تتسع لمن قدر الله له أن يكون من أهل الجنة, ويحصل عليها، ولو ما إلى عشرات ما نعرفه، عشرات أضعاف ما نعرفه وأضعاف أضعافها. قد ذكر الله تعالى أن الجنة موجودة الآن؛ لما أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى: رسم>
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى قرآن>
رسم> .
رَآهُ قرآن>
رسم> الضمير قيل: إنه إلى الله يعني: رأى ربه، وقيل: إنه إلى الملك يعني: رأى الملك الذي هو جبريل اسم> في صورته التي خلق عليها.
نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى قرآن>
رسم> لما أسري به رأى سدرة المنتهى، وهي التي ينتهي إليها ما يصعد من الأرض، يقول: رسم>
رأيت أن أوراقها مثل آذان الفيلة وأن نبقها مثل قلال هجر متن_ح>
رسم> نبْقها يعني: ثمرها مثل القلال؛ القلة هي الزير الذي يبرد فيه الماء ونحوه، وهذا رأى سدرة المنتهى، ورأى أيضا عندها جنة المأوى، وذكر الله أن جنة المأوى في السماء السابعة فوق السماوات، وسمعنا أن الجنة فوق السماوات، وأن النار تحت الأرض السابعة، أو حيث شاء الله تعالى، فإن الله واسع الفضل، وخلقه لا يحيط به غيره.
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن>
رسم> إنما أمره أن يقول: رسم>
كُنْ فَيَكُونُ قرآن>
رسم> لا يصعب عليه شيء، ولا يحتاج إلى عمليات أو نحو ذلك. فخلقه لهذه الجنة بكلمة:كن, وكذلك كل ما فيها، وكذلك إيجاده لهذه الموجودات إنما هو بقوله: كن؛ فقادر على أن يُوجد هذه الجنة في وقت قصير، وفي لحظة من اللحظات.
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ قرآن>
رسم> يعني: هذه الجنة أعدت وهيئت؛ دليل على أنها معدة الآن، وكذلك قول الله تعالى: رسم>
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ قرآن>
رسم> أعدت يعني: هيئت فهي موجودة مهيأة بما فيها. وقد أنكر بعض المبتدعة وجودها، وقالوا: لا فائدة في بقائها الآن وهي مغلقة الأبواب، لا فائدة في خلقها الآن قبل أن يخلق أهلها أو قبل أن يوجدوا؛ وذلك لأنها تبقى معطلة؛ تبقى أنهارها لا يُنتفع بها، وكذلك أشجارها وقصورها وحورها وثمارها وزينتها، فما الفائدة؟ هكذا عللوا، وكذلك يقولون: إن الله تعالى قال: رسم>
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قرآن>
رسم> فلو كانت موجودة لحكم عليها بالفناء، لا بد أن تفنى، وأن يفنى ما فيها من النبات ومن الأشجار ومن القصور ومن الأنهار ومن الحور ومن الزينة وما أشبه ذلك. هكذا قال هؤلاء.
إني دخلت الجنة وإذا قصر عالٍ قلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر بن الخطاب اسم> يقول: فذكرت غيرتك، فبكى عمر اسم> وقال: أعليك أغار؟! متن_ح>
رسم> .
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ قرآن>
رسم> فإذا كانوا في الجنة؛ فإنه دليل على أنها موجودة الآن.