المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الشمس والقمر
...............................................................................
فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ قرآن>
رسم> ويؤمن أهل الإيمان وأهل السنة بما أخبر الله تعالى به من عذاب النار ومن نعيم الجنة.
كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا قرآن>
رسم> وكذلك في قوله تعالى: رسم>
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ قرآن>
رسم> رسم>
سئل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم متن_ح>
رسم> ويكون ذلك تنكيلا لهم، وما ذكر الله من قوله: رسم>
عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا قرآن>
رسم> مع أنه -سبحانه- أخبر بأنهم يتكلمون؛ يقولون: رسم>
يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قرآن>
رسم> وما حكى الله تعالى عنهم أنهم يقولون: رسم>
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قرآن>
رسم> فيتكلمون؛ فيدل على أنهم يكونون أحيانا بكما، وأحيانا يؤذن لهم فيتكلمون، ما ذكر الله من قوله: رسم>
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ قرآن>
رسم> قادر على أن ينطقها؛ ولهذا ذكر الله أنهم يقولون لجلودهم: رسم>
لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قرآن>
رسم> كيف تشهدون علينا؟! رسم>
قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ قرآن>
رسم> فتتكلم جلودهم، وتقول: إن الله هو الذي جعلنا ننطق ونتكلم، الذي أنطق كل شيء، وكذلك ما أخبر من شدة العذاب في قوله: رسم>
كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا قرآن>
رسم> وما ورد في عذاب النار.
غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ قرآن>
رسم> وورد أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: رسم>
إن أهل الجنة ليتراءون الغرف من فوقهم -يعني العالية- كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في السماء متن_ح>
رسم> ؛ وذلك لتفاضل ما بينهم، يعني: أن بعضهم أرفع من بعض؛ كارتفاع النجوم عن أهل الأرض؛ منازل لمن رفعهم الله تعالى درجات.
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ قرآن>
رسم> يعني: مما يعده الله ثوابا لأوليائه، ثم ذكر أنهما: رسم>
ذَوَاتَا أَفْنَانٍ قرآن>
رسم> وأخبر بأن: رسم>
وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ قرآن>
رسم> وأنهما: رسم>
مدهامتان قرآن>
رسم> فجنتان ذواتا أفنان أرفع من الجنتين اللتين هما مدهامتان؛ وذلك لأن الأفنان هي أنواع المأكولات وأنواع المشروبات والملبوسات والمستلذات، أنواع اللذات يعني: أنها فيها أفنان متعددة، وأما اللتان الأخريان فإنهما مدهامتان يعني: من الخضرة، من خضرتها وزهورها؛ كأنها دهماء أي: تقرب إلى السواد. ذكر أن الجنتين الأوليين: رسم>
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ قرآن>
رسم> وأما الجنتان الأخريان ففيهما عينان نضاختان، واللتان تجريان، يعني: تجري وتسيل وتسير أفضل وأعلى من الجنتين النضاختين. النضاخة: هي التي تنضخ، يعني: تنبع وإن لم تجرِ، ثم ذكر أن في الجنتين الأوليين من كل فاكهة زوجان، من كل الفواكه التي تعرف والتي لا تعرف، من كل فاكهة زوجان. وأما الجنتان الأخريان ففصّل فيهما بقوله -فيهما- رسم>
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ قرآن>
رسم> فلا شك أن اللتين فيهما من كل فاكهة زوجان أرفع من اللتين فصل ما فيهما أن: رسم>
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ قرآن>
رسم> يعني: ما يتفكه به، رسم>
وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ قرآن>
رسم> فالجنتان الأوليان أفضل.
مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ قرآن>
رسم> الفرش: هي التي يجلس عليها، والبطائن: هي التي تبطن بها: رسم>
بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ قرآن>
رسم> والإستبرق هو اللباس اللين الرقيق الذي هو من أفضل أنواع الحرير؛ من أفضل الحرير، ومع ذلك ذكر أنه في البطائن، فكيف بالظاهرات؟ إذا كانت هذه بطائنها فكيف بظهائرها؟
وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ قرآن>
رسم> الجنى هو الثمر. دانٍ: يعني: قريب؛ كقوله تعالى: رسم>
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ قرآن>
رسم> فتدلى ويأخذون منها بدون كلفة، لا يحتاجون إلى صعودها، ولا إلى رميها بحجارة حتى تسقط، بل تدنوا منهم ويقتطفون.
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ قرآن>
رسم> قاصرات الطرف، يعني: أنهن يقصرن طرفهن على أزواجهن، وأنهن: رسم>
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ قرآن>
رسم> .
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ قرآن>
رسم> والقاصرات أفضل من المقصورات، وأنهن مقصورات في الخيام، وأنهن: رسم>
خَيْرَاتٌ حِسَانٌ قرآن>
رسم> وأنهن: رسم>
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ قرآن>
رسم> أي: ما مسهن أحد قبلهم، يُتلذذ بهن، ثم ذكر أنهم: رسم>
مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ قرآن>
رسم> فعرف بذلك تفاضل ما بين الأوليين والأخريين.
ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ قرآن>
رسم> في قول الله تعالى: رسم>
لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ قرآن>
رسم> أي: شبّه الأماكن التي تستعر وتشتعل بأنها ظلل. يعني: أنها من آثار حرارتها كأنها ظلة، لا يخرقها البصر، ومع ذلك فإنها لا تضيء كما تضيء نار الدنيا، بل حرها شديد مع كونها ليس لها إضاءة؛ فلذلك قال: رسم>
لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ قرآن>
رسم> .