المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الشمس والقمر
...............................................................................
يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى قرآن>
رسم> ومعنى رسم>
يُكَوِّرُ اللَّيْلَ قرآن>
رسم> يعني: أنه يأتي بهذا بعد هذا، وأنه يدخل من هذا في هذا؛ فينقص الليل ويكون زيادة في النهار.
كُلٌّ يَجْرِي قرآن>
رسم> سخر الشمس والقمر كل منهما يجري، والجريان هو السير؛ أي الشمس جارية، والقمر جارٍ؛ فكل منهما يسير السير الذي قدره الله، وهكذا يقول الله تعالى: رسم>
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ قرآن>
رسم> يعني: ينسلخ النهار ويأتي الليل فيظلمون رسم>
فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي قرآن>
رسم> أي: تسير سيرا حثيثا لا تتوقف فيه كما قدره الله، تجري رسم>
وَالشَّمْسُ تَجْرِي قرآن>
رسم> أي: تسير كما شاء الله تعالى إلى الأجل الذي قدره الله رسم>
لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قرآن>
رسم> يعني: إلى أن يأتي الوقت الذي تستقر فيه ويتوقف جريانها. رسم>
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ قرآن>
رسم> .
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ قرآن>
رسم> وذلك لأن هناك من يعبد الشمس، وهناك من يعبد القمر؛ فنهى الله تعالى عن السجود للشمس والقمر، وأمر بالسجود لله الذي خلقهن، وجعلهما من آياته الدالة على عظمته، وعلى عظيم سلطانه؛ حيث سيَّرهما كما يشاء.
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قرآن>
رسم> رسم>
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ قرآن>
رسم> أي: كل منهما مستمر ليس يتوقف إلى الوقت الذي قدر الله وقوفه فيه.
تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا قرآن>
رسم> .
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا قرآن>
رسم> إلى قوله: رسم>
وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا قرآن>
رسم> فهو الشمس التي تضيء إذا طلعت، تضيء كل ما طلعت عليه؛ جعلها الله سراجا، وجعل القمر نورا. يخبر تعالى بأنه جعلهما في السماء رسم>
جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا قرآن>
رسم> وأخبر أيضا بأنها تسير في أفلاك في قوله تعالى: رسم>
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن>
رسم> .
وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قرآن>
رسم> بل كل واحد منهما يأتي في زمانه. لا يمكن أن يأتي الليل في وسط النهار، بل إنما يأتي إذا غربت الشمس, وأظلمت الدنيا جاء الليل كما أخبر الله تعالى، وكذلك يقول الله تعالى: رسم>
وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً قرآن>
رسم> .
لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ قرآن>
رسم> يعني: من حكمة الله بأن نصب الشمس والقمر؛ أن تعلموا الأيام، وتعلموا الحساب؛ حساب الأوقات، فتعرفوا مقدار الليل والنهار.
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ قرآن>
رسم> ويقول في آية أخرى: رسم>
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ قرآن>
رسم> أي: أن هذه الأهلة جعلها الله مواقيت للناس؛ يعرفون بها المواقيت التي تمر عليهم، والتي هم بحاجة إليها؛ إلى معرفتها. متى يحل الدين؟ ومتى تعتد المرأة بالأشهر مثلا؟ ومتى يحل الأمر الغائب؟ أو ما أشبه ذلك. يعرف ذلك بهذه الأشهر.
إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب متن_ح>
رسم> ثم قال: رسم>
الشهر هكذا وهكذا وهكذا متن_ح>
رسم> ؛ يعني: تسعا وعشرين، أو ثلاثين. ثم قال: رسم>
صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. فإن غم عليكم فاقدروا له متن_ح>
رسم> فهذا دليل على أنه جعلنا نعمل بشيء نبصره؛ نبصره عيانا. وهذا أسهل علينا. نعرف دخول الشهر، ودخول السنة بواسطة هذه الشمس وهذا القمر، ولا حاجة إلى حساب الحسابين، وتنجيم المنجمين.