المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
...............................................................................
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> هذه الآية وما بعدها في آخر سورة آل عمران آيات عظيمة ذكر الله تعالى في أولها خلقه لهذه السماوات والأرض، وذكر أن فيها لعبرة للمعتبرين وآيات للمتفكرين الذين يذكرون الله في كل حالاتهم ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أنزلت عليه هذه الآيات العشر في ليلة من الليالي بكى طوال ليله ثم قال: رسم> ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها رسم> .
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> من هم رسم>
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ قرآن>
رسم> أي دائما ذكرهم لربهم لا ينقطعون عن ذكره ولا ينشغلون بغيره بل هم دائما يذكرونه ويتفكرون في خلقه، ولهذا قال: رسم>
وَيَتَفَكَّرُونَ قرآن>
رسم> أي تفكر تعقل رسم>
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن>
رسم> ويقولون رسم>
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قرآن>
رسم> .
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ قرآن>
رسم> يعني أن الإنسان إذا تفكر في خلقها اعتبر بذلك وعرف فيها الآيات عرف أنها آيات عظيمة ودلالات كبيرة تدل على عظمة من خلقها.
وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ قرآن>
رسم> أي ما خلقه فيها من هذه الدواب الزاحفة والطائرة والسائرة الكبيرة والصغيرة لا شك أنها عبرة وموعظة.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ قرآن>
رسم> يأتيكم بنور تمشون فيه الله تعالى هو الذي يأتي بذلك، ثم قال: رسم>
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا قرآن>
رسم> يعني دائما مستمرا رسم>
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ قرآن>
رسم> فهو سبحانه جعل هذا الزمان منقسما إلى ليل ونهار وجعل الليل يستقرون فيه ويهدءون وتهدأ حركاتهم ويريحون أنفسهم بعد التعب وبعد الكد وبعد التقلب في أمورهم وفي مصالحهم، وجعل الليل لهم سكنا كما في قول الله تعالى: رسم>
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ قرآن>
رسم> لتسكنوا في الليل ولتبتغوا من فضله في النهار؛ فالنهار هو محل العمل ومحل التقلب في الحرف والأعمال وما أشبهها والليل جعله سكنا.
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً قرآن>
رسم> فآية النهار في هذه الشمس التي إذا طلعت أضاءت الدنيا أضاءت ما على وجه الأرض وأشرقت لهم واستضاءوا بنورها، وصاروا في نهار ظاهر يتقلبون في حاجاتهم ويذهبون فيما يريدونه، فإذا غابت عنهم أظلم عليهم الزمان؛ وآية النهار هي الشمس وآية الليل هي القمر، إذا جاء الليل فإنهم ينتفعون بالقمر حيث يضيء لهم بعض الإضاءة بعض الإضاءة فيستدلون به ويسيرون على ضوئه إذا احتاجوا إلى السرى في الليل هذه الشمس وهذا القمر آيتان من آيات الله قال الله تعالى: رسم>
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ قرآن>
رسم> يعني أنهما آيتان مخلوقتان من آيات الله الشمس والقمر جعلهم الله تعالى دائبين قال تعالى: رسم>
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ قرآن>
رسم> أي يسيران دائبين لا يتوقفان.
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ قرآن>
رسم> أخبر تعالى بأنه جعل هذه الآيات حتى يعرفوا ذلك ثم معلوم أن الشمس تطلع كل يوم وتغرب كل يوم أي مساء كل يوم تغرب على قوم وتطلع على آخرين فإذا طلعت علينا فقد غربت عن غيرنا وذلك لأن الأرض متسعة فتغرب عنا وتطلع على آخرين على غيرنا وهكذا دأبا.
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قرآن>
رسم> كل منهما يسير بتسيير الله تعالى جعل الشمس لها فلكا تسير فيه حتى تقطع هذا الفلك في يوم وليلة أي تقطع هذه المسافة الطويلة في يوم وليلة وجعل القمر أيضا في فلك ولذلك قال تعالى: رسم>
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن>
رسم> أي الليل والنهار والشمس والقمر كل منها مركَّبة في فلك تسبح يعني سائرة كما ركبت وكما سخرت، هكذا أخبر بأنه سخر الشمس والقمر كل أي كل منهما يجري؛ يجري يعني يسير في جهته التي يسير فيها قال تعالى: رسم>
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قرآن>
رسم> أي تسير سيرها الحثيث الذي سيرها الله وركبها والقمر يجري أي يسير ولهذا قال: رسم>
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ قرآن>
رسم> فذكر جريانهما، وجريانهما على ما قدر الله وعلى ما يسره فكل منهما يسير السير المعتاد إلا أن سير الشمس أسرع من سير القمر.
فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ قرآن>
رسم> كيف يكون لها مشارق ومغارب مشارق الشمس ومشارق القمر ومغارب كل منهما؛ أي الذي يشرق ويغرب وذلك لأن الشمس تارة تطلع من جنوب الأرض فيما نرى وتارة تكون من وسطها وتارة تكون من الشمال.
فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ قرآن>
رسم> وثناهما أيضا في قوله تعالى: رسم>
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قرآن>
رسم> المراد مشرق الشمس في الشتاء ومشرقها في الصيف، وكذلك مغرب الشمس في الشتاء، مغربها في الشتاء في جنوب الجهة الغربية، وفي الشتاء في شمالها فثناهما في هذه الآية رسم>
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قرآن>
رسم> وأفردهما أيضا في قوله تعالى: رسم>
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا قرآن>
رسم> أي المراد بالمشرق الشرق كله الذي يشرق منه الشمس والقمر، والمغرب الغرب كله الذي يغرب منه القمر.
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ قرآن>
رسم> أي له الشرق والغرب أي كله من كله، لله المشرق الذي هو جهة الشرق ولله المغرب الذي هو جهة الغرب ولهذا قال موسى اسم> لفرعون اسم> رسم>
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قرآن>
رسم> أي ربهما ومالكهما ومالك ما بينهما، والذي بينهما هم الخلق كلهم فإنهم بين المشرق والمغرب يعني على وجه الأرض التي فيها شروق وفيها غروب.