موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
عبادة النصارى لعيسى ابن مريم
عبادة النصارى لعيسى ابن مريم
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
واستدل أيضا بأن النصارى عبدوا عيسى اسم> وأمه. قال الله تعالى: رسم>
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا قرآن> رسم> فكيف يكون عيسى اسم> هو الله -تعالى الله عن قولهم- وفي آية أخرى: رسم>
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ قرآن> رسم> إلى قوله تعالى: رسم>
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ قرآن> رسم> .
هل يصلح أن يكون ابنا لله؟ أو يكون هو الله؟ يعني: العادة الأصل أن الذين يأكلون الطعام يحتاجون إلى إخراجه؛ إلى التخلي، وذلك نقص، يعني الحاجة إلى أكل الطعام، وإلى إخراجه، كيف يكون إلها مَنْ هذه حالته؟ كيف يكون ابنا لله- تعالى الله-؟! رسم>
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ قرآن> رسم> .
كذلك نقول: إن عيسى اسم> وأمه والأنبياء كلهم مخلوقون، مسبوقون بعدم، ثم وجدوا، الذي أوجدهم هو الخالق لكل شيء، لم يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم. قال تعالى: رسم>
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ قرآن> رسم> ؟ لم يخلقوا من غير شيء، ولم يكونوا هم الخالقين؛ فإذا عرفنا أن عيسى اسم> وأمه مخلوقان، فلا يصلح أن يكون عيسى اسم> هو الله، ولا ابن الله، ولا ثالث ثلاثة.
ولهذا خاطبه الله تعالى على مسمع من الناس يوم القيامة: رسم>
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قرآن> رسم> يعني: هل أنت أمرتهم أن يتخذوك إلها، يعبدونك كما يعبد الله، أو يعبدونك أو يعبدون أمك من دون الله؟ تبرأ عيسى اسم> عليه السلام من ذلك و رسم>
قَالَ سُبْحَانَكَ قرآن> رسم> تنزيها لله وتقديسا له، رسم>
مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ قرآن> رسم> العبادة ليست حقا لك، بل هي حق لله تعالى. العبادة حق الله على عباده، رسم>
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ قرآن> رسم> لا تسألني: هل أنا قلته؟ فقلت أنك قلته وحاشا أن يقوله عليه السلام، ولهذا قال: رسم>
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ قرآن> رسم> ثم بَيَّن بقوله: رسم>
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ قرآن> رسم> .
ذكر الله ذلك عن عيسى اسم> في مواضع كالآية التي ذكرنا أنه قال: رسم>
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ قرآن> رسم> .
فالحاصل أنهم عبدوا عيسى اسم> وعبدوا أمه، وأمه صديقة، وهو نبي ورسول، ولهذا قال: رسم>
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ قرآن> رسم> يعني أنهما مخلوقان.
ثم هذه الأدلة استدل بها على هذه المعبودات، يعني آية الملائكة: رسم>
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا قرآن> رسم> تدل على أن هناك من اتخذ الملائكة أربابا، يعني: معبودين. وكذلك من اتخذ الأنبياء أربابا، يعني: معبودين. وإذا قلت: أليسوا يقرون بتوحيد الربوبية؟ فكيف قال: أربابا؟ فنقول: إنهم قد يطلقون الرب على المعبود، الرب هو المعبود.
قال تعالى: رسم>
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ قرآن> رسم> وقد يسمونهم أربابا لأنهم يعتقدون أنهم يُشَرِّعون، ففي حديث عَدِيِّ بن حاتم اسم> رسم>
سمع قول الله تعالى: رسم> اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ قرآن> رسم> فقال: لسنا نعبدهم ! فقال صلى الله عليه وسلم: أليس يحلون لكم ما حرم الله، ويحرمون عليكم ما أحل الله؟ فتطيعونهم؟ قال: بلى، قال: فتلك عبادتهم! متن_ح>
رسم> يعني: كونهم أربابا، يعني: أنكم تطيعونهم، كما يطاع الرب، وطاعتهم تسمى عبادة.
وأما النصارى مع عيسى اسم> فأمرهم أشهر من أن يقاد إلى دليل عليه، فإنهم لا يزالون يفترون عليه أنه ابن الله، وينقلون في أناجيلهم أنه ينسب نفسه إلى أنه الابن، وأن الله هو الأب، هم يصرحون بذلك، وقد افتروا وكذبوا، فليس في الأناجيل عن عيسى اسم> أنه سمى نفسه ابنا، ولا سمى ربه أبا، تعالى الله عن قولهم.
مسألة>
-18-