موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
لا يكون في الوجود إلا ما يريد الله عز وجل
لا يكون في الوجود إلا ما يريد الله عز وجل
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
وبعد ذلك ما يكون في الوجود إلا ما يريد, كل ما في الوجود من حركات وسكنات كل ما في الوجود من حيوانات ودواب وطيور ووحوش ونحو ذلك, الله تعالى هو الذي خلقها، وكل ما يحصل من حركات وسكنات، الله هو الذي خلقها وشاءها، وهو الذي أوجدها، وهو الذي علمها ثم كتبها، ثم شاءها ثم خلقها، كما شاء هذا معنى رسم> كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس رسم> يعني كل شيء مقدر.
قال الله تعالى: رسم>
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا قرآن> رسم> أي جعل له مقدارا فقدر الأعمار، علم عمر هذا الإنسان طويلا أو قصيرا، قدر الأعمار وقدر الآجال، وقدر الحوادث والأعمال كلها، وجعل لها مقادير، قال الله تعالى: رسم>
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا قرآن> رسم> .
وقال تعالى: رسم>
فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ قرآن> رسم> فيؤمن المسلم أولا بالعلم، وثانيا بالكتابة، وثالثا بالمشيئة والإرادة، ورابعا بالخلق والإيجاد لجميع الموجودات، ويؤمن بأن الله تعالى علم أو قدر القدر العام الذي كتبه في اللوح المحفوظ، ويؤمن أيضا بأن كل إنسان فله كتابة خاصة، إذا استقرت النطفة في الرحم طورها الله تعالى نطفة ثم علقة ثم مضغة، فإذا كانت مضغة فإن الله يرسل إليها الملك ينفخ الروح فيها، ثم يأمر الملك فيكتب إذا قدر الله أنها مخلقة؛ أنها تعيش وتخلق فيكتب الملك: رزقه وأجله وعمله وهل هو شقي أم سعيد، مع أن ذلك كله موجود ومكتوب، وهو قبل أن يخلق، وقبل أن تخلق السماوات والأرض، ولكن هذه كتابة خاصة لكل إنسان قدر الله وجوده.
وكذلك أيضا ذكر في ليلة القدر التي في رمضان أنها سميت بالقدر؛ لأن الله يقدر فيها ما يكون في ذلك الزمان إلى مثله؛ بمعنى أنه يكتبه الملائكة في صحفهم فلا يتقدم شيء ولا يتأخر فيكون هذا تقديرا سنويا.
وأما قول الله تعالى: رسم>
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قرآن> رسم> فالمراد هو إيجاد الموجودات التي قدر الله وجودها كل يوم، وإذا آمن العبد بأن كل شيء مقدر، فإنه لا يجوز أن يعتمد على القدر السابق ويترك العمل.
ولأجل ذلك لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم>
ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من الجنة والنار. فقالوا: ألا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له متن_ح> رسم> هكذا أخبر بأن كل إنسان ميسر لما خلق له, ثم معناه: أنه يعينه الله تعالى ويوفقه أو يخذله ويهينه، فإذا أعانه الله تعالى عمل بالطاعة، وإذا خذله عمل بالمعصية.
مسألة>
-53-