موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
العلامة الثالثة: الألف واللام
العلامة الثالثة: الألف واللام
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
وأما دخول الألف واللام، فهو أيضا من علامات الاسم، الألف واللام تسمى: لام التعريف، تدخل على الاسم، وتُكْسِبُهُ تعريفًا، إذا كان بدونها منكرا، وهذا يكون في اسم الجنس، عندما تجدون مثلا مكتوبًا على المصاحف: القرآن الكريم ( أل) هذه الألف واللام، القرآن دل على أنه اسم.
ومثلا تقول: هذا المسجد واسعٌ، المسجد دخلت عليه الألف واللام، وتعرفون أنها تنقسم إلى لام شمسية، ولام قمرية، واللام الشمسية: هي كونها تُقْلَبُ من جنس الحرف الأول من الكلمة، وَتُشَدَّدُ في ذلك الحرف، يصير ذلك الحرف مشددًا، ولكن مع ذلك الكتابة باقية، كتابة الألف واللام باقية ولو لم ينطق بها، وسميت شمسية لأنها من جنس اللام والألف التي في الشمس، فإنك تقول: طلعت الشمس، إذا كتبتها تكتبها: الشمس، هذه الألف واللام لام شمسية.
كما تقول: جلست في الظل، تكتب الظل، هذه لام شمسية، وتقول -في الحديث- رسم>
الطهور نصف الإيمان أو شطر الإيمان متن_ح> رسم> الطهور تكتب الطهور، هذه الألف واللام لام شمسية، علامة على أنها اسم ما تدخل إلا على الاسم.
وفي الحديث: رسم>
الصدق طمأنينة متن_ح> رسم> الصدق: هذا اسم دخلت عليه هذه اللام الشمسية، وتقول: الضلال معصية، أو كفر، الضلال -بالضاد- هذه لام شمسية، كما تقول: السراج مضيء، السراج: لام شمسية، وتقول: الظهر وقتُ الزوالِ، الصلاةُ قائمةٌ، الظهر، الصلاة، الزوال، كلها لام شمسية، وهكذا إذا قلت مثلا: التبر والذهب والدُّرُّ مال نفيس، هذا أيضا لام شمسية، وإذا قلت: النعم كثيرة، النعم لام شمسية، وهكذا.
اللام القمرية هي التي تكون لاما يقرؤها اللسان، مثل قولك: الكفر ضد الإيمان، الكفر: لام قمرية، الإيمان: لام قمرية، إذا قلت: المسجد، البيت، الكعبة، الحرم، كلها لام قمرية؛ لأنها يقرؤها اللسان لاما.
والحاصل أن هذه اللام هي من علامات الاسم، تدخل على الاسم وتكسبه تعريفا، فإنك تفرق بين أن تقول مثلا: رجل، الرجل، رجل: مُنَكَّر، الرجل مُعَرَّف، جاء الرجل، وجاء رجل، جاء الرجل، وجاء رجل آخر، فالرجل الأول معروف، والرجل الآخر نَكِرَةٌ، أو قلت مثلا: مررت بالغلام، وغلام آخر، الغلام الأول معروف، والغلام الثاني نكرة، وغلام آخر؛ فهي تفيده التعريف، إلا في الأسماء التي تدخل عليها في كل حال.
هناك أسماء تدخل عليها الألف واللام، ولا تفيدها تعريفا: من الصحابة عباس اسم> ويسمى أيضا العباس اسم> و حسن اسم> ويسمى الحسن اسم> وكلها سواء: الحسن اسم> و حسن اسم> النعمان اسم> و نعمان اسم> الفضل اسم> و فضل اسم> يقال: هذا الفضل اسم> جاء، هذا فضل اسم> جاء، هذا عباس اسم> جاء، هذا العباس اسم> جاء، هذا نعمان اسم> جاء، هذا النعمان اسم> جاء الفضل اسم> الحارث اسم> وأشباه ذلك.
هذه الألف واللام لا تكسبه التعريف، ولكنه في الأصل معرفة؛ لكونه اسم علم، مثل زيد، وخالد، وبِشْر، وسعد وسعيد، أسماء أعلام معروفة عند المتكلم وعند المخاطب، لنكتف بهذا، والبقية العلامة الرابعة نأتي بها إن شاء الله فيما بعد.
مسألة>
-16-