موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
من وإلى
من وإلى
عدد المشاهدات
()
  ............................................................................... 
 
 فالحرف الأول: مِنْ، ولها معانٍ كثيرة، ومن أشهرها: الابتداء. 
 والحرف الثاني: إلى، ولها أيضا معانٍ، ومنها: الانتهاء. 
 فإذا قلت مثلا: سافرت من  الرياض 	 اسم> إلى  المدينة 	 اسم> فإن الحرف الأول مِنْ، دخل على  الرياض 	 اسم> فأصبح مجرورا، والحرف الثاني: إلى دخل على  المدينة 	 اسم> فأصبحت مجرورة، من  الرياض 	 اسم> إلى  المدينة 	 اسم> . 
 وتقول في سافرت: سافر فعل ماض، والتاء فاعل، تاء المتكلم مبنية على الضم, محلها الرفع على أنها فاعل سافر، تقدير الضمير الفاعل: أنا، ومن  الرياض 	 اسم> من حرف جر، والرياض اسم مجرور بمن، علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، إلى  المدينة 	 اسم> إلى: حرف جر، والمدينة اسم مجرور بإلى علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، فنستفيد من كلمة من  الرياض 	 اسم>  أن مِنْ  حرف جر، وأنها دخلت على الاسم، أنها لا تدخل إلا على الاسم، فـ  الرياض 	 اسم> اسم دخلت عليه، وحَكَمْنَا عليه بأنه مجرور، ونستفيد أن مِنْ دلت على معنى، وهو: الابتداء؛ لأن ابتداء المسير من  الرياض 	 اسم> كأنك قلت: ابتدأت من  الرياض 	 اسم> فتدل على معنى وهو الابتداء، وإلى  المدينة 	 اسم> أفادتنا ثلاثة أشياء، اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو الانتهاء، يعني: أفادت أن السير انتهى، أو السفر انتهى إلى  المدينة 	 اسم> فـ( إلى) تدل على الانتهاء. 
 لو قلت مثلا: قرأت القرآن مِنْ فاتحته إلى خاتمته، فمن: حرف جر، وفاتحته اسم مجرور بمن، وخاتمته اسم بمجرور بإلى، فدلت مِنْ على الابتداء: أن ابتداء القرآن القراءة من الفاتحة، و( إلى) دلت على الانتهاء، أن انتهاءك إلى خاتمته، وهكذا لو قرأت بعضه، قلت مثلا: قرأت مِنْ البقرة إلى المائدة، مِنْ تدل على الابتداء، وإلى تدل على الانتهاء. 
 مسألة>

 -18- 
