كذلك كان الأمراء هم الذين يتولون الخطابة خطابة الجمعة والعيد؛ ولو كان معهم شيء من النقص في دينهم، ولو كانوا يرتكبون أشياء مما يخل بالدين؛ يعني من المعاصي والمحرمات ونحوها، ولو اتهموا مثلا بظلم بأخذ بعض الأموال بغير حقها، ولو اتهموا بشرب خمر أو نحوه، فإن مصلحة الولاية ومصلحة السمع والطاعة لهم أولى من الإنكار عليهم والخروج عليهم؛ لما يحصل في الخروج عليهم من المفاسد ومن الفتن ومن كثرة القتل في البلاد الإسلامية وقتل المسلمين؛ فيأتي ذلك الأصل أن كل أمير يسمع له ويطاع، يجاهد معه، وتصلى الجمعة خلفه، ويصلى العيد خلفه، لأنهم .. يلزمون أنفسهم ولأنهم يلزمون أو يلتزمون بإقامة الجمعة والعيد ونحو ذلك.