المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح لمعة الاعتقاد
إرادة الله: كونية وشرعية
نعلم أن الله سبحانه وتعالى ما أمر إلا المستطيع، ما أمر ونهى ألا من هو قادر، لا يمكن أن الله يأمر العاجز، كما أن ذلك لا يؤمر حسا، فلا يجوز مثلا أن تقول للأعمى اكتب أو اقرأ هذا الكتاب ما يقدر؛ لأنه فقد البصر فلا يكلف إلا بما يقدر عليه.
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ قرآن>
رسم> لو كانوا لا يقدرون ما أمرهم بإقامة الصلاة، لو كانوا مثلا مسلوبة قدرتهم لما أمرهم، وكذلك قوله تعالى: رسم>
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى قرآن>
رسم> لو كانوا مجبورين عليه ليس لهم اختيار ما أمرهم، ما نهاهم؛ يدل على أنهم يقدرون على أن ينتهوا؛ ويترك ما نهوا عنه، وأنهم يقدرون على فعل ما أمروا به ولو كانت قدرتهم مسبوقة بقدرة الله تعالى فهو ما أمر إلا المستطيع من للفعل والترك، ولذلك لما أمر الله تعالى بالحج: رسم>
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ قرآن>
رسم> قيده بقوله: رسم>
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قرآن>
رسم> علم أن من خلقه من لا يقدر على الحج للمشقة والسفر وللبعد وما أشبه ذلك؛ فلذلك ما أمر إلا المستطيع رسم>
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قرآن>
رسم> الله تعالى لا يجبر أحدا على المعصية؛ يعني يلجئه ويجبره عليها، إنما جعل له قدرة وله إرادة فإذا وقع في المعصية قيل هذا العاصي زينت له نفسه زين له الشيطان زين له هواه، اتبع هواه، ولو كان الله قد قدر ذلك عليه وأراده ما جبر أحدا على المعصية، ولو اضطره إلى ترك الطاعة، لا يقال: إن هذا امتنع عن الطاعة لأنه عاجز، بل هو قادر ولكن ترك الطاعة باختيار منه، يلام على ذلك قال الله تعالى: رسم>
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا قرآن>
رسم> دليل على أن الله ما أمر إلا بما في الوسع والطاقة والقدرة.
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ قرآن>
رسم> دل على أن لهم استطاعة أي بقدر ما تستطيعونه وبقدر ما تقدرون عليه، افعلوا ما تستطيعونه من تقوى الله تعالى، وقال تعالى: رسم>
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ قرآن>
رسم> رسم>
تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ قرآن>
رسم> وهذا كثيرا في القرآن، كما في قول الله تعالى: رسم>
جَزَاءً بِمَا كَسَبَا قرآن>
رسم> رسم>
نَكَالًا مِنَ اللَّهِ قرآن>
رسم> وقوله تعالى: رسم>
بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ قرآن>
رسم> كل ذلك دليل على أن للإنسان كسبا، وله عمل، وكل نفس تجزى بعملها رسم>
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا قرآن>
رسم> رسم>
عَمِلَتْ قرآن>
رسم> دل على أنها التي عملت رسم>
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا قرآن>
رسم> رسم>
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ قرآن>
رسم> ثم دل على أن للعبد فعلا، وله كسب؛ يعني ينسب إليه فعله وينسب إليه عمله، فله كسب وله عمل يجازى عليه في الآخرة، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، يجازى على الحسنات بالصواب، وعلى السيئات بالعقاب، مع اعتقادنا أن ذلك كله حاصل بقضاء الله تعالى وبقدره.
فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا قرآن>
رسم> .