المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح لمعة الاعتقاد
بحث في بعض مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة
من عقيدة المسلمين أنهم يَكُفون عن مساوئهم، فلا يذكرون الأخطاء التي وقعت من أحدهم، بل يعذرونهم إذا وقع من أحدهم خطأ في الاجتهاد أو نحوه. الأصل أنهم متحدون، فنكُف عن مساوئهم إن كان لهم مساوئ، وكذلك -أيضا- نكُف عن ما شجر بينهم القتال الذي حصل بين علي اسم> وطلحة اسم> ومن معه هذا كله فتنة، وكلهم مجتهدون، وكل مجتهد فله حظ من الاجتهاد، فنكُف عن الفتنة، وقعة الجمل، ووقعة صفين التي وقعت بينهم، فلا نذكرها بين الناس، بل نكف عنها.
مِنْ بَعْدِهِمْ قرآن>
رسم> يعم المتأخرين من الصحابة، ويعم التابعين، وتابعي التابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة؛ كل من جاء بعدهم عليه أن يقول رسم>
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا قرآن>
رسم> كل المؤمنين إخوة رسم>
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ قرآن>
رسم> الذين سبقونا بالإيمان أي فَضَلُونا وكانوا أسبق منا، ندعو لهم، ونسميهم إخواننا ونقول رسم>
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن>
رسم> فالذين في قلوبهم غِل للصحابة هؤلاء ليسوا منهم، ليسوا من هؤلاء الذين جاءوا من بعدهم. الغل: هو الحقد، والبغض والشنآن، والعداوة أي لا تجعل في قلوبنا بغضنا لهم، ولا حقدا عليهم، ولا حسدا لهم، ولا جحدا لفضائلهم، وسوابقهم ندعو ربنا أن يجعل في قلوبنا لهم مودة، ومحبة، ومواساة، وموالاة وذكرا لهم بأحسن ما يُذكرون به هذه صفة المؤمنين الذين يأتون من بعدهم.
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ قرآن>
رسم> إلى قوله: رسم>
لِلْفُقَرَاءِ قرآن>
رسم> أي يعطى منه الفقراء من هذا الفيء، ثم قال: رسم>
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ قرآن>
رسم> أي ويعطى الذين تبوءوا الدار من الفيء، ثم قال: رسم>
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ قرآن>
رسم> أي ويعطى الذين جاءوا من بعدهم من الفيء، فإذا كان الذين جاءوا من بعدهم يسبونهم فيشتمونهم، ويذكرون مساوئهم، فيكون في قلوبهم حقد لهم، فلا يكونون من أهل هذه الآية، ولا يستحقون شيئا من الفيء الذي يستحقه من يدعو لهم.